ناجٍ يروي تفاصيل مأساوية في درنة الليبية
روى أحد الناجين من كارثة مدينة درنة الجبلية، الواقعة على ساحل البحر المتوسط في شمال شرق ليبيا، تفاصيل “موجعة”، بعد أن ضربتها العاصفة المعروفة عالميًا بـ“دانيال”، ومحليًا باسم “إعصار درنة“، نسبة إلى المدينة المنكوبة.
ونزح أكثر من 38640 شخصًا في المناطق الأكثر نكبة في شمال شرق ليبيا بسبب العاصفة، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، في حين لقي “أكثر من 5000 شخص حتفهم”، جراء العاصفة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية”.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية “وال” حديث توفيق خليفة معصب، وهو أحد الناجين من مدينة درنة، عن “أصعب” اللحظات التي عاشها وأسرته قبل حدوث الكارثة.
وأشار معصب إلى أنه “أثناء تواجدي بالمنطقة حتى المساء بدأت الاتصالات بالتذبذب، ثم أخذت العاصفة تتسارع وتشتد، فقررت الخروج من المنزل بسبب قوة هطول الأمطار، وحاولت استعمال مركبتي، لكنها تعطلت”.
وبين: “عند رجوعي وأخي إلى المنزل، تفاجأنا بدخول سيول الوادي علينا من الجهتين، وفي لحظات كانت المياه تملأ المكان، وارتفع مستوى الماء، وأصبح أعلى من ارتفاع أسطح المنازل، وانقطعت الكهرباء، ولأني أجيد السباحة، وصلت لباب المنزل وواجهت صعوبة في فتحه”.
وأضاف معصب: “أخي كان يُعاني أكثر مني بسبب ارتفاع منسوب المياه. ولم أفكر وقتها إلا في النطق بالشهادة، وذكر الله. وظننت أنها لحظاتي الأخيرة في الحياة. لكني سمعت بدوي صوت عال وكأنه صوت طائرة نفاثة، لأجد انهيار الحائط الذي يفصلني عن بيت جارنا الملاصق، نتيجة شدة وقوة تدفق مياه السيل، فدخلت على منزل جاري. لأرى جثثهم، حيث انتقلوا إلى رحمة الله جميعا“.
ومضى قائلًا: إنه “بعد ذلك الانهيار قل منسوب المياه عندي. واستطعت أن افتح باب منزلي. وخرجت إلى الشارع ووجدت جثثا مرمية هنا وهناك”.
وأكد معصب أنه “لم أجد نفسي إلا حافيًا مجروح القدمين. أتخطى الجثث فخارت قواي. بسبب نزيف جرحي، حتى وصلت إلى سيارات الجيش. وفي تلك اللحظات غبت عن الوعي، وتم إسعافي. وشعرت أني قد وصلت إلى بر الأمان”.