الخليج العربي

نجاح الدبلوماسية الإماراتية جديدة في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا


للمرة السابعة منذ بداية العام، تنجح الوساطة الإماراتية في إنجاز عملية تبادل أسرى حرب بين روسيا وأوكرانيا، شملت 230 أسيراً مناصفة بين الجانبين، ليصل العدد الإجمالي للمفرج عنهم في الوساطات السبع 1788 أسيراً.. هذا النجاح يؤكد فاعلية الدبلوماسية الإماراتية، وحضورها المقدر في النزاعات الدولية، من أجل إنهاء الأزمات، وإشاعة الأمن والسلام والتعايش بين الأمم والشعوب.

سجل الإمارات في الوساطات الحميدة لا يقتصر على النزاع بين روسيا وأوكرانيا؛ بل أبرم عمليات أخرى، مثل تبادل مسجونَيْن اثنين بين واشنطن وموسكو في ديسمبر 2022، أما بخصوص الصراع الدائر حالياً بين روسيا وأوكرانيا، فإن دور الإمارات، حافل بالإنجازات أيضاً، ولأنها ترتبط بعلاقات صداقة وشراكة مع البلدين، لا تتوقف جهودها في إبرام صفقات لتبادل الأسرى؛ بل تتجاوزها إلى المساهمة في الجهود المتعددة لإنهاء هذه الحرب والتخفيف من آثارها على البلدين المتحاربين وأوروبا والعالم بأسره.

وهذا الدور الفاعل، تشهد عليه بيانات الإشادة والتقدير الصادرة من موسكو، وكييف، في أكثر من مناسبة، وبعد إتمام الصفقة السابعة، عبرت وزارة الدفاع الروسية، عن شكرها للإمارات على دورها في تسهيل عملية تبادل الأسرى، كما قدم الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، الشكر للإمارات أيضاً على قيامها بدور الوسيط.

نجاح الوساطة بين بلدين في حالة حرب ليست مهمة سهلة على الإطلاق، لكن للإمارات، بما يتوفر لديها من دبلوماسية فاعلة ومن صوت حكيم ومتوازن يمكن أن تنجز مثل هذه المهمات وأكثر، ولأنها طرف موثوق يدفعها ذلك إلى تعزيز حضورها في جهود بناء الأمن العالمي، والتصدي للحروب وأسبابها.
ولعل الأزمة الروسية الأوكرانية واحدة من المسارح التي تؤدي فيه الإمارات دوراً حميداً، يساعدها على ذلك ما ترتبط به من علاقات متميزة مع البلدين، ولا تنحاز لطرف على آخر؛ بل تقف دائماً مع الجهود السلمية، وخفض التصعيد، واعتماد الحوار والمفاوضات سبيلاً وحيداً لحل الخلافات القائمة.

الجهود الإماراتية لا تنفصل عن تحركات عدة تجري في الدهاليز الخلفية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية التي ستنتهي يوماً، وربما يكون ذلك قريباً، بالنظر إلى عودة الزخم إلى المساعي الدبلوماسية، والحديث المتواتر عن استعدادات لإجراء مفاوضات بين الجانبين.
وقد كان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، صريحاً مع زيلينسكي، عندما حثه على الجلوس إلى طاولة المحادثات مع روسيا، وذلك بعد نحو شهر من زيارة مودي، إلى روسيا ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين، ودعا أيضاً إلى السلام وعدم إضاعة الوقت.

هذا الموقف، ينضم إلى الدعوات الدؤوبة، الرامية إلى إنهاء هذه الأزمة سريعاً، بعيداً عن خطابات التحريض وإذكاء نيران الصراع التي تعتمدها بعض القوى، التي ربما أعمتها مصالحها الضيقة عن مصالح الأمم والشعوب أخرى.
حل الأزمة الأوكرانية- الروسية، سيزيح عن كاهل العالم كابوساً خطِراً، ويعيد الأمل بعودة الاستقرار إلى قارة أوروبا التي تعاني أكثر من غيرها تداعيات هذه الحرب التي لا يجب أن تستمر أكثر، فتعذر إخمادها قد يجعلها تتوسع وتتجاوز حدودها الحالية إلى ما هو أبعد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى