نداء لبناني: رئيس الحكومة ميقاتي يطالب أصدقاء لبنان بالتدخل
أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الخميس أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على بلاده خلق أزمة إنسانية “ذات أبعاد غير مسبوقة”، فيما حدد احتياجات بلاده في 4 متطلبات بينما أعلنت دول مثل فرنسا وألمانيا تقديم دعم مالي للبنان.
وأضاف ميقاتي أضاف في كلمة خلال افتتاح مؤتمر دولي في باريس لدعم لبنان، أن العدوان الإسرائيلي “أدى إلى نزوح أكثر من 1.2 مليون مواطن لبناني، منهم 500 ألف طفل فقدوا منازلهم ومدارسهم” متابعا “وأدى نزوح هذا العدد الكبير من مواطنينا إلى نشوء أزمة إنسانية ذات أبعاد غير مسبوقة، وهي أزمة تتطلب اهتماما عاجلا وعملا من المجتمع العالمي”.
ولفت إلى “الهجمات العشوائية (الإسرائيلية) التي تستهدف العاملين في مجال الرعاية الصحية وفرق الإسعاف، وأسفرت عن مقتل أكثر من 150 شخصا، وتعطيل أكثر من 13 مستشفى وأكثر من 100 مركز رعاية صحية”.
وأكد أنها “تشكل انتهاكا واضحا للقانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف ويجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل عاجل لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم وضمان حماية المدنيين والبنى التحتية الحيوية”.
وحدد ميقاتي احتياجات لبنان في 4 متطلبات، هي “التضامن ووقف إطلاق النار”، حيث “يدعو لبنان المجتمع الدولي إلى التكاتف ودعم الجهود التي من شأنها إنهاء الاعتداءات المستمرة وفرض وقف فوري لإطلاق النار”.
وقال “بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية والدعم الطارئ”، إذ “أدت الحرب إلى زعزعة استقرار الظروف المعيشية، مما زاد من الحاجة إلى المساعدات الإنسانية. وهناك حاجة إلى المساعدات المالية الدولية لتوفير الخدمات الأساسية مثل الغذاء والرعاية الصحية والمأوى والتعليم”، حسب ميقاتي.
وأضاف “وكذلك “الحاجة إلى إعطاء الأولوية لاستقرار المؤسسات الرئيسية”، و”تشمل “الأولويات الخاصة تقديم الدعم للسلطات المحلية في إدارة التدفق الكبير للنازحين بشكل فعال وضمان وصولهم إلى الخدمات الأساسية” و”التعافي المبكر والبنية الأساسية”، حيث “تسببت الاعتداءات الإسرائيلية الحالية في مزيد من الدمار للطرق والمدارس والمستشفيات ومعالم التراث الثقافي وغيرها من المرتكزات الأساسية الحيوية”.
الحاجة إلى إعطاء الأولوية لاستقرار المؤسسات الرئيسية
وتابع “هناك حاجة إلى التمويل الدولي لمشاريع إعادة الإعمار واسعة النطاق، بما في ذلك إعادة بناء قطاع النقل وشبكات الكهرباء ومرافق المياه وإزالة الأنقاض لإعادة الإعمار والبنية الأساسية للاتصالات”.
واعتبر أن “قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بصيغته الحالية، يبقى حجر الزاوية للاستقرار والأمن في جنوب لبنان”.
وفي 11 أغسطس/ آب 2006 تبنى مجلس الأمن بالإجماع القرار 1701، وهو يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، بعد حرب استمرت 33 يوما بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي.
كما يدعو إلى إيجاد منطقة بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوب لبنان تكون خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا التابعة للجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل).
واضاف أن “التنفيذ الكامل والفوري لهذا القرار من جانب لبنان وإسرائيل من شأنه أن يحافظ على سيادة لبنان وسلامة أراضيه ويوفر الأمن على حدودنا الجنوبية التي يمكن أن تسمح للمجتمعات النازحة بالعودة إلى مناطقها” مشددا على أن “التزام الحكومة اللبنانية ببدء عملية تطويع جنود لبنانيين إضافيين وفقا للقرار 1701 يُظهِر التزاما واضحا بتنفيذ هذا القرار”.
واستطرد “ويشكل قرار تجنيد المزيد من الجنود خطوة مهمة نحو تعزيز قدرة القوات المسلحة اللبنانية على الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة” مضيفا “ومع ذلك، فإن التنفيذ الناجح لهذا الالتزام سيتطلب دعم المجتمع الدولي ومساندته. ويمكن أن تأتي هذه المساعدة في أشكال مختلفة، بما في ذلك الدعم المالي والتدريب والمساعدة الفنية لضمان تنفيذ عملية التجنيد بفعالية وكفاءة”، وفق ميقاتي.
ورأى أن “معادلة الاستقرار تتحقق بالوقف فوري لإطلاق النار والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 ونشر 8000 عنصر من الجيش جنوب نهر الليطاني”.
وتابع “كما تتحقق باستئناف الجهود الدبلوماسية لمعالجة النزاعات على طول الخط الأزرق، والتوصل إلى اتفاق يمكن أن يضمن الاستقرار الطويل والمستدام في جنوب لبنان”.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في المؤتمر أن فرنسا ستدعم لبنان بمئة مليون يورو مضيفا أن “الحرب يجب أن تتوقف في أسرع وقت ممكن” بين اسرائيل وحزب الله.
وقال إن “فرنسا ستقدم مساعدات بقيمة 100 مليون يورو”. وأضاف “يجب أن تتوقف الحرب في أسرع وقت ممكن”، موضحا ان الهدف هو “دعم سيادة لبنان” وبالتالي “إظهار ان الأسوأ ليس حتميا وإفساح المجال أمام اللبنانيين لاستعادة التحكم بمصيرهم”.
بدورها تعهدت ألمانيا تقديم 96 مليون يورو (103 ملايين دولار) لمساعدة لبنان. وقالت وزارة الخارجية في بيان “في مؤتمر دعم لبنان اليوم، تعهدت ألمانيا تقديم 96 مليون يورو كأموال إضافية للمساعدة في التعامل مع الأزمة في لبنان”.
وأشارت الى أن الأموال ستتدفق إلى وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بما في ذلك الصليب الأحمر الألماني والصندوق الإنساني اللبناني “للوصول إلى النازحين داخليا وضمان الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والمؤسسي في لبنان”.
ويأتي مؤتمر باريس استجابة لنداء أطلقته الأمم المتحدة لجمع 400 مليون دولار على الأقل لمساعدة النازحين اللبنانيين.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها “حزب الله” بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن ألفين و574 قتيلا و12 ألفا وواحد جريح، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، ونحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين منذ 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لآخر البيانات الرسمية اللبنانية.
ويوميا يرد حزب الله بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخباراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضٍ عربية في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.