أمريكا

نهاية حزينة لقصة مؤلمة: ‘هدية’ كينيدي لترامب تثير غضب العائلة


في حدث أضاف جرعة جديدة من عدم اليقين على الانتخابات الرئاسية الأمريكية، جاء انسحاب روبرت ف. كينيدي جونيور، من السباق للبيت الأبيض، ليصب في صالح الرئيس السابق دونالد ترامب.

إلا أنه أغضب في الوقت نفسه عائلته السياسية العريقة، التي هاجمته بسبب تأييده لدونالد ترامب في السباق الرئاسي الأمريكي، واصفة ذلك بأنه «خيانة» لمبادئهم.

وخلال مؤتمر صحفي، قال كينيدي، المناهض للقاحات والمؤيد لنظريات المؤامرة، في مؤتمر صحفي في ولاية أريزونا المتأرجحة: «لم أعد أعتقد أن لدي طريقا واقعيا لتحقيق نصر انتخابي».

وكان روبرت كينيدي جونيور يبلغ من العمر 14 عامًا عندما قُتل والده، المدعي العام الأمريكي السابق روبرت كينيدي، شقيق جون كينيدي.

ويعد كينيدي -أيضًا- ابن شقيق الرئيس الأمريكي الديمقراطي الأسبق جون كينيدي الذي اغتيل في عام 1963.

وردًا على إعلان روبرت كينيدي، أصدرت عائلته بيانًا نددت فيه بقرار المرشح الذي انسحب لتوه، قائلة: «نريد أمريكا مليئة بالأمل ومرتبطة برؤية مشتركة لمستقبل أكثر إشراقًا، مستقبل يتميز بالحرية الفردية والوعد الاقتصادي والفخر الوطني (..) نحن نؤمن في هاريس ووالز».

وأضافت في بيانها: «إن قرار شقيقنا بوبي بدعم ترامب اليوم هو خيانة للقيم التي يعتز بها والدنا وعائلتنا. إنها نهاية حزينة لقصة حزينة».

وردًا على هذا التأييد، قال ترامب، الذي يترشح للرئاسة للمرة الثالثة بعد محاولتين ناجحتين وأخرى فاشلة في عامي 2016 و2020 على التوالي: «إنه لشرف لي»، مضيفًا أن كينيدي كان «رجلًا لامعًا، وإنه بالتأكيد سيكون منفتحًا على أن يلعب دورًا في إدارته».

وعلى الرغم من تاريخ عائلته مع الحزب الديمقراطي، فقد ترشح روبرت كينيدي جونيور كمستقل، بعد مغادرته الحزب الديمقراطي في أكتوبر/تشرين الأول.

لكن ماذا تعني هدية كينيدي لترامب؟

يقول موقع «أكسيوس» الأمريكي، إن خروج روبرت كينيدي من السباق الرئاسي، «لن يحظى بنفس الشعبية التي كان سيحظى بها لو فعل ذلك في وقت سابق من هذا الصيف».

وبلغ متوسط تأييد كينيدي 15.5% في استطلاعات الرأي للانتخابات العامة في الأول من يوليو/تموز، وفقًا لنموذج نيت سيلفر، إلا أنه أصبح الآن 4% تقريبًا.

ماذا يعني ذلك؟

بحسب «أكسيوس»، فإن انخفاض تأييد كينيدي، بالإضافة إلى الأخبار الغريبة التي تدور حوله تثير الشكوك حول عدد الأصوات التي يمكنه منحها للرئيس السابق ترامب.

وتتنبأ نماذج استطلاعات الرأي بتغيير متواضع في أعقاب رحيل كينيدي، لكن محللي الانتخابات يقولون إن حتى هذه التقديرات ربما تكون مبالغا فيها.

وقال سيلفر: «تمثل هذه الأرقام متوسط جميع استطلاعات الرأي التي أجريت بين هاريس وترامب وكينيدي في قاعدة بياناتنا – لكن روبرت كينيدي كان يحصل في السابق على نتائج أعلى من تلك التي حصل عليها الآن».

وفقًا لـ G. Elliott Morris من FiveThirtyEight ، تقدمت هاريس على ترامب في نموذجهم بنسبة 3.3 نقطة مئوية في وقت سابق من هذا الأسبوع في سباق مع كينيدي. وبدون كينيدي، تقدمت هاريس بفارق 3.1 نقطة.

ومن المتوقع أن يسلط الديمقراطيون الضوء على تحالف ترامب الجديد مع كينيدي باعتباره علامة على الضعف.

ثغرة للديمقراطيين

وجاء في مذكرة صادرة عن اللجنة الوطنية الديمقراطية يوم الجمعة: «مثل روبرت كينيدي جونيور، فإن دونالد ترامب وصل إلى نقطة منخفضة ويتصرف من باب اليأس».

وذكرت التقارير أن حملة هاريس رفضت عرضا من كينيدي للحصول على تأييده مقابل الحصول على منصب وزاري.

وتقول الحملة إن الانتخابات ستقتصر على الأرجح على سبع ولايات رئيسية – أريزونا ونيفادا وجورجيا وميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا وكارولاينا الشمالية – بالإضافة إلى الدائرة الثانية في الكونغرس في نبراسكا.

وغالبًا ما يخسر المرشحون المستقلون الدعم في يوم الانتخابات، وفقًا لما قاله باريت مارسون، استراتيجي الحزب الجمهوري المقيم في أريزونا، لموقع أكسيوس.

وأضاف: «سوف يستيقظ بعض هؤلاء الناخبين في اليوم الذي سيصوتون فيه ويدركون أن هذا مجرد تصويت احتجاجي، لكن إذا كنت أريد حقًا أن يكون لي رأي، فيتعين علي التصويت إما لهاريس أو لترامب».

وقال لاري ساباتو من مركز السياسة بجامعة فرجينيا: «قليل من الناس سوف يصوتون لمرشح آخر لمجرد أن مرشحهم انسحب ودعم شخصًا آخر».

ورغم اعتباره ذات يوم أكبر بطاقة جامحة في انتخابات عام 2024، واجه كينيدي صعوبة في الحفاظ على زخمه بمجرد دخول هاريس السباق

ويأمل ترامب أن يلعب تأييد كينيدي دورا في الانتخابات المتقاربة بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن كينيدي يأخذ من الرئيس السابق أكثر من هاريس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى