نوال المقحني ذراع الحوثيين المتعاون مع الإخوان المسلمين
في ثنايا التقرير الذي نشر في 3 أبريل 2024، وقعت “بي بي سي” في سقطة مهنية بالادعاء أن معدة التقرير صحفية استقصائية يمنية غطت الحرب 8 سنوات، لكن شهادات زملاء نوال المقحفي، يشير إلى أنها بريطانية من أصل يمني تعيش في المملكة المتحدة وتعمل مخرجة في الأساس، استغلت الحرب للترويج لمواقفها الداعمة للحوثيين والمناهضة للإمارات والسعودية.
بل إن والد المقحفي دبلوماسي يمني عاش في الخارج ودرس في طهران، ولم يكن من الصعب على ابنته أن تكون الوحيدة التي تمكنت تحت لافتة الصحافة، من دخول صعدة معقل الحوثيين وقت الحرب.
السقطة الثانية هي تأسيس “بي بي سي” فكرتها على شهادة مشكوك فيها لبراء الشيبان، الناشط المعروف في التنظيم الدولي للإخوان، والمتخفي خلف منظمة حقوقية وهمية.
“تناقض الصراري”
سقطت “بي بي سي” في تضمين تحقيقها شهادة الناشطة الإخوانية هدى الصراري، وتقديمها على أنها محامية ادعت مقتل ابنها في عملية اغتيال مدبرة من قبل الإمارات. لكن الناشطة المنتمية للإخوان قالت في تغريدة سابقة لها على “تويتر” (إكس حاليا) في 23 يونيو/حزيران 2021، إن “ابنها قتل في اشتباكات”. والتضارب دليل كافٍ على افتراءاتها وتدليسها.
تلفيق المرتزقة
تقرير “بي بي سي” سقط في فخ الاعتماد على عناصر غير معروفة، واعتبارهم مرتزقة، هدفهم تنفيذ اغتيالات لأئمة مساجد في اليمن، في تضارب مع حديث الضيوف على أن الهدف هو “قيادات الإخوان”. كما أن الحجة ملفقة.. ما الفائدة للإمارات من استجلاب أجانب لقتل أناس عاديين في بلد يشهد انفلاتا تاما ومن السهولة التخلص من أي طرف منهم في المعارك؟
قصة جيلمور
زعم التقرير في التمهيد لظهور ضابط البحرية السابق أيزك جيلمور أنه كان واحدا من العديد من الأمريكيين المأجورين في عملية اغتيال باليمن. لكن جليمور قال بوضوح إن مهمته كانت تقديم مهمات تدريبية لمحاربة عناصر القاعدة وداعش في البلاد. والثابت أنه لولا الإمارات لسقطت عدن وجنوب اليمن برمته تحت سيطرة هذه التنظيمات بتسهيلات إخوانية ودعم حوثي كبير.
وفي سقطة مهنية، استعرض التقرير أولى ضربات التحالف العربي، وحاولت المقحفي تقديمها على أنها استهدفت أعيانا مدنية عام 2016, لكن التفنيد يظهر أن ضربات التحالف الأولى كانت في مارس/آذار 2015، واستهدفت معسكرات الحوثي، كما الضربات الأمريكية البريطانية في الوقت الحالي.
اجتماع الأغاني
قدم التقرير أنصاف مايو في صورة الزعيم السياسي الذي كان هدفا لعملية اغتيال بسيارة مفخخة حين كان “في اجتماع مع إعلاميين لمناقشة الأغاني اليمنية”، قبل أن يحذره سائقه ويغادر المكان قبل نصف ساعة من التفجير. بيد أن التفجير المذكور وقع في منطقة كريتر عام 2017، ولم يكن يستهدف مايو الذي لا ثقل سياسي له بل كانت سيارة مفخخة استهدفت نقطة عسكرية لقوات الأمن الحليفة للإمارات، على بعد أكثر من 800 متر من منزل مايو.
رواية BBC لا تستقيم مع المنطق: أيُعقل أن فرقة مرتزقة هوليوودية محترفة تفشل في اغتيال مواطن يمني غير مسلح أو غير خاضع لحراسة؟ وكيف علم سائق سياسي بلا ثقل بالتفجير قبل وقوعه؟ وماذا عن أهمية اجتماع للأغاني اليمنية في خضم ثورة وحرب شاملة؟
ميناء عدن
ارتكبت “بي بي سي” سقطة أخرى عبر الزعم أن اغتيال القيادي قائد المقاومة الشعبية في اليمن أحمد الإدريسي حدث إثر رفضه تسليم ميناء عدن. لكن العكس تماما هو ما حدث، حيث سلم الإدريسي الميناء رسميا، و”العين الإخبارية” التقت شهودا حضروا وقت التسليم. بل إن الإدريسي كان قد تلقى تهديدا واضحا من المدعو حلمي الزنجي الذي كان يسيطر على جزء من الميناء، وهو شخص معروف بانتمائه للقاعدة، واستهدف الراحل بعد ساعات من اجتماع توقيع محضر تسليم الميناء.
قائمة وهمية
التقرير سقط في فخ الحديث عن قائمة اغتيالات في اليمن، عبر الاستناد إلى مصدر مجهول، في حين أن أقوال ضيوفه تضاربت بشأن القائمة وحجمها.
القائمة المزعومة التي أشار إليها التقرير ظهرت مرتين مرة مطبوعة، ومرة على حاسوب المقحفي، وكانت باللغة العربية رغم محاولة إخفاء معالمها بلوريا، فكيف يتم تقديم قائمة باللغة العربية لمرتزقة من أمريكا؟
هناك قوائم كثيرة مشابهة لتلك التي وردت في التقرير وأغلبها مُتفق شكلا ومضمونا على أنها قوائم إعلاميين ونشطاء من الإخوان يستلمون مبالغ مقابل أعمالهم، وليست قوائم تصفية، كما أن بعض الأسماء التي وردت مذكورة في قائمة مشابهة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي منذ 2018 تحت أخبار القبض على خلية تجسس يمنية في الأردن.
سقطات معلوماتية ومهنية ومنهجية تضرب أسس تقرير “بي بي سي”، وتهدم هيكله ونتائجه، بل تكشف عن أهدافه الحقيقية البعيدة كل البعد عن الصحافة.