«نووي إيران».. واشنطن تضغط ولندن تلوح بآلية «سناب باك»

توترات متصاعدة حول البرنامج النووي الإيراني، الذي عاد إلى الواجهة، دفعت الغرب إلى رفع ضغوطه في محاولة للحد من أنشطة طهران.
وفيما كثّفت واشنطن ضغوطها على إيران بسبب برنامجها النووي، لوّحت بريطانيا باستخدام آلية «سناب باك» لإعادة فرض العقوبات، في ظل تحذيرات دولية من خطورة التصعيد.
يأتي ذلك في ظل اجتماع مغلق لمجلس الأمن شهد تحذيرات متزايدة من خطورة المسار الذي تسلكه طهران، ما ينذر بجولة جديدة من المواجهة الدبلوماسية والتصعيد المتبادل.
تحذير بريطاني
وحذرت بريطانيا من أنها قد تلجأ إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران، إذا لزم الأمر لمنعها من امتلاك سلاح نووي.
جاء هذا التحذير خلال اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي، دعت إليه 6 دول، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، لمناقشة تزايد تخصيب إيران لليورانيوم.
وأعرب نائب السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة، جيمس كاريوكي، عن قلق بلاده من تصرفات إيران، مؤكدًا أن لندن لن تتردد في اتخاذ أي إجراءات دبلوماسية ضرورية، بما في ذلك تفعيل آلية «سناب باك» التي تتيح إعادة فرض العقوبات الدولية عليها.
ضغوط أمريكية
من جانبها، شددت الولايات المتحدة على ضرورة اتخاذ مجلس الأمن موقفًا موحدًا ضد إيران، متهمة إياها بتحدي المجتمع الدولي وزيادة تخصيب اليورانيوم بطريقة مقلقة.
وقالت البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة إن الرئيس دونالد ترامب يرى أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدًا للأمن العالمي، ويؤكد أن المجلس مسؤول عن إدانة ما وصفته بـ«السلوك المخزي» لطهران.
وأكدت واشنطن أنها ستواصل سياسة «الضغوط القصوى» على إيران لمنعها من تطوير سلاح نووي، مشيرة إلى أن ترامب بعث برسالة مباشرة إلى المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، يطالبه فيها بالتفاوض أو مواجهة عمل عسكري محتمل.
رفض إيراني
في المقابل، رفض المرشد الإيراني علي خامنئي التهديدات الأمريكية، معتبرًا أن «التفاوض مع هذه الحكومة لن يؤدي إلى رفع العقوبات، بل سيزيدها شدة».
وشدد على أن إيران «لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي»، واصفًا الضغوط الأمريكية بأنها محاولة «لخداع الرأي العام العالمي»، وفق قوله.
وفي بيان صادر عن بعثتها في الأمم المتحدة، اتهمت إيران الولايات المتحدة باستخدام مجلس الأمن أداةً لتصعيد «حربها الاقتصادية» ضد طهران.
واعتبرت أن الدعوات الغربية لعقد جلسة خاصة بشأن البرنامج النووي الإيراني تمثل «انتهاكًا خطيرًا لمصداقية المجلس».
وفقًا لتقرير حديث للوكالة الدولية للطاقة الذرية، زادت إيران بشكل «مقلق للغاية» من احتياطياتها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نسبة قريبة جدًا من الحد المطلوب لإنتاج أسلحة نووية، البالغ نحو 90%.
وتؤكد إيران أن برنامجها النووي سلمي، إلا أن الدول الغربية ترى أن تخصيب اليورانيوم بهذا المستوى لا يخدم أي أغراض مدنية معروفة.
وبهذا الصدد، قالت البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة إن «إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تمتلك أسلحة نووية لكنها تنتج يورانيوم عالي التخصيب دون غرض سلمي يمكن التحقق منه».
ما هي آلية «سناب باك»؟
وآلية «سناب باك» هي بند رئيسي في الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، يهدف إلى إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران في حال انتهكت التزاماتها النووية.
وتتيح هذه الآلية للدول الأطراف في الاتفاق استعادة العقوبات السابقة بسرعة ودون الحاجة إلى تصويت جديد في مجلس الأمن الدولي.
وتعمل الآلية عبر تقديم إحدى الدول الموقعة على الاتفاق، مثل بريطانيا أو فرنسا أو ألمانيا، شكوى رسمية إلى مجلس الأمن تفيد بأن إيران لا تلتزم ببنود الاتفاق النووي.
بعد ذلك، يكون أمام المجلس 30 يومًا لمحاولة حل النزاع. وإذا لم يتم التوصل إلى تسوية، فإن العقوبات الأممية تُعاد تلقائيًا دون الحاجة إلى تصويت جديد.
وما يجعل هذه الآلية قوية هو أنها تحيّد حق الفيتو في مجلس الأمن، حيث لا تستطيع روسيا أو الصين منع إعادة فرض العقوبات.
وبذلك، تصبح إيران معرضة لعقوبات واسعة تشمل الحظر الاقتصادي وتقييد برنامجها النووي، مما يشكل ضغطًا كبيرًا عليها.