سياسة

هجوم إرهابي في قدّاس الأحد.. عشرات القتلى في كنيسة بشرق الكونغو


في واحدة من أكثر الهجمات دموية التي تشهدها جمهورية الكونغو الديمقراطية في الأشهر الأخيرة، أسفر هجوم إرهابي استهدف كنيسة شرق البلاد عن سقوط 43 قتيلاً، وفق ما أفادت به السلطات المحلية الاثنين. 

الهجوم وقع في قرية إيرينغتي القريبة من بيني شمال إقليم كيفو، وهي منطقة معروفة باضطراباتها الأمنية وتصاعد وتيرة الهجمات الإرهابية التي تنفذها جماعات مسلحة تنتمي لتنظيم داعش في وسط أفريقيا.

ووفقًا لما نشرته صحيفة “اندبندنت عربية”، فإن الهجوم نُفذ بأسلحة نارية وبيضاء، واستهدف بشكل مباشر مصلين تجمعوا في الكنيسة لأداء الشعائر الدينية. وأشارت مصادر أمنية إلى أن منفذي الهجوم ينتمون إلى ميليشيا القوات الديمقراطية المتحالفة (ADF)، وهي جماعة أعلنت ولاءها لتنظيم “داعش” منذ سنوات، وتنفذ عمليات قتل جماعي واختطاف في المنطقة منذ عام 2019.

وتواصل قوات الجيش الكونغولي عمليات التمشيط بحثًا عن منفذي الهجوم الذين فروا باتجاه الغابات الكثيفة بعد ارتكاب المجزرة. كما أشار متحدث باسم الجيش إلى أن “هذا الاعتداء الوحشي يهدف إلى بث الذعر وزرع الفتنة الدينية في مجتمع يعاني أصلًا من هشاشة أمنية واقتصادية”، وأوضح أن الجيش “يواصل تعقّب آثار الإرهابيين بالتعاون مع القوات الأوغندية المنتشرة في المنطقة ضمن مهمة مشتركة لمكافحة الجماعات الإرهابية”.

 

من جهتها، أدانت بعثة الأمم المتحدة في الكونغو (مونوسكو) الهجوم بشدة، ووصفت ما حدث بأنه “جريمة ضد الإنسانية تستهدف مدنيين أبرياء في أماكن العبادة”. وطالبت المجتمع الدولي بزيادة الدعم للجهود الأمنية والإنسانية، مؤكدة أن وتيرة هذه الهجمات تشهد تصاعدًا مقلقًا يستدعي تحركًا عاجلًا.

يُذكر أن تنظيم “داعش – ولاية وسط أفريقيا” كثّف نشاطه في شرق الكونغو منذ 2020، مستغلًا ضعف الدولة وانهيار البنية التحتية الأمنية، ويخشى مراقبون أن يؤدي تكرار مثل هذه المجازر إلى تفكك النسيج المجتمعي، في بلد يعاني أصلًا من نزاعات عرقية وانقسامات حادة. ويُعتقد أن الجماعات المرتبطة بداعش تسعى لتحويل شرق الكونغو إلى ملاذ آمن وموطئ قدم جديد في قلب أفريقيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى