سياسة

هجوم إيران على إسرائيل يدفع دول المنطقة لتعليق رحلاتها الجوية


أعلنت بعض دول الشرق الأوسط اليوم الأحد تعليق و إلغاء بعض الرحلات بسبب التوترات في المنطقة، بينما أكدت دول أخرى فتح مجالها الجوي إثر الهجوم الإيراني على إسرائيل، في وقت توعدت طهران تل أبيب بأنها سترد على أي هجوم يستهدف مصالحها أو مسؤوليها أو مواطنيها.

وأفادت وكالة الأنباء السعودية (واس) بأن الخطوط السعودية علقت رحلاتها إلى المطارات الداخلية التي تقع في شمال المملكة، بالقرب من منطقة التوترات الحالية.

وكان عدد من الرحلات جرى تأجيلها، وأخرى كانت أقلعت من الرياض متجهة إلى القريات المحاذية للأردن قبل أن تعود أدراجها إثر قرار التعليق، وفقا لـ”العربية نت” اليوم الأحد.

وأعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها في وقت سابق الأحد “عن بالغ قلق المملكة جرّاء تطورات التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته”، وتدعو “الأطراف كافة للتحلّي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب” وفقا لوكالة الانباء السعودية “واس”.

وتؤكد الخارجية السعودية” على موقف المملكة الداعي إلى ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤوليته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين، لا سيما في هذه المنطقة البالغة الحساسية للسلم والأمن العالمي، وللحيلولة دون تفاقم الأزمة التي سيكون لها عواقب وخيمة في حال توسع رقعتها، حسب ما وصفها البيان”.

وبدوره، أعلن طيران الإمارات إلغاء بعض الرحلات بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل.

وقال متحدث باسم طيران الإمارات اليوم الأحد إن الشركة أعلنت إلغاء بعض الرحلات وإعادة توجيه أخرى.

وأعربت دولة الإمارات عن “القلق البالغ تجاه التطورات التي شهدتها المنطقة خلال الايام الماضية”، ودعت إلى وقف التصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر في المنطقة.

وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان إن دولة الإمارات تدعو إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، لتجنب التداعيات الخطيرة وانجراف المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار.

ودعت الوزارة إلى حل الخلافات بالحوار وعبر القنوات الدبلوماسية، وإلى التمسك بسيادة القانون واحترام ميثاق الأمم المتحدة، كما طالبت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالاضطلاع بمسؤولياتهما بتعزيز الأمن والسلم الدوليين عبر حل القضايا والصراعات المزمنة في المنطقة والتي باتت تهدد الأمن والاستقرار العالمي.

وتعمل شركات الطيران على إلغاء رحلات وتحويل مسار أخرى بعد أول هجوم مباشر شنته إيران بعشرات الطائرات المسيرة وصواريخ كروز على إسرائيل الليلة الماضية، وذلك بعد مقتل قائد كبير في الحرس الثوري في هجوم يعتقد أنه إسرائيلي استهدف مجمع السفارة الإيرانية في دمشق الأسبوع الماضي، في تصعيد ينذر بمزيد من التوتر في الشرق الأوسط المضطرب.

ورغم التهديدات الإيرانية لإسرائيل بإعادة الهجوم بشكل أكثر قوة وأكثر حزما، في حال قامت الدولة العبرية باستهدافها مرة أخرى ردا على عمليتها الثأرية، فقد أكد أن كل من العراق ولبنان والأردن صباح الأحد إعادة فتح المجال الجوي واستئناف الرحلات بعد تعليقها مساء السبت بسبب الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل.

وكانت الدول الثلاث أعلنت ليل السبت الأحد إغلاق مجالها الجوي ووقف حركة الطيران.

وفي بيان صدر الأحد، أكدت سلطة الطيران المدني في العراق “فتح الأجواء العراقية أمام جميع الطائرات القادمة والمغادرة والعابرة لأجواء البلاد”، مؤكدة أن “فتح الأجواء العراقية جاء بعد تخطي جميع المخاطر التي تؤثر على أمن وسلامة الطيران المدني في العراق”.

وفي لبنان، قال وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية لوكالة الصحافة الفرنسية “نحن استأنفنا الرحلات منذ الساعة السابعة صباحاً (الرابعة ت غ) ونترقب الأمور”. وأصدرت المديرية العامة للطيران المدني بيانا بهذا الخصوص.

وفي الأردن، أعلنت هيئة تنظيم الطيران المدني إعادة فتح المجال الجوي أمام حركة الطيران.

وقال رئيس هيئة الطيران المدني هيثم مستو لقناة “المملكة” الرسمية، إنه “جرى إعادة فتح الأجواء الأردنية وعودة الأمور إلى طبيعتها وإلغاء القرار السابق بإغلاق المجال الجوي ضمن تقييم للمخاطر العملياتية الحالية وتقييم الأمور بشكل عام”.

وقال مسؤولان أمنيان إقليميان إن الأردن، الذي يقع بين إيران وإسرائيل، وضع دفاعاته الجوية في حالة تأهب لاعتراض أي طائرة مسيرة أو صاروخ ينتهك مجاله الجوي.

وتزامن قرار إعادة فتح الأجواء في هذه الدول، مع إطلاق إيران تهديدات جديدة بأنها سترد على أي هجوم إسرائيلي يستهدف مصالحها أو مسؤوليها أو مواطنيها.

وقال الحرس الثوري الإيراني، اليوم الأحد، إن أهداف الهجوم على إسرائيل تحققت بنجاح، فيما توعد الجيش الإيراني بهجوم أكبر إذا ردت إسرائيل على ضربات الليلة الماضية.

وقال رئيس الأركان الإيراني محمد باقري إن العملية العسكرية ضد إسرائيل كانت تحذيرية فقط ولم تستهدف أي مواقع اقتصادية، متوعدا بهجوم أكبر إذا ردت إسرائيل على ضربات الليلة الماضية. وأضاف أن إيران بعثت برسالة إلى الولايات المتحدة عبر سويسرا تحذر فيها من استهداف قواعدها إذا دعمت واشنطن أي رد إسرائيلي.

من جهته، قال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إن طهران اتخذت معادلة جديدة مع إسرائيل وهي الرد على أي اعتداء من جهتها من الأراضي الإيرانية مباشرة. وأضاف “على إسرائيل أن تكف عن سياساتها السابقة وإذا قامت برد فإن ردنا سيكون أقوى وأشد”.

وقال قائد الحرس الثوري الإيراني إن “صواريخ كروز تمكنت من اجتياز الدفاع الدقيق والحماية المعقدة التي قامت بها إسرائيل بمساعدة أميركا في المجال الجوي العراقي والأردني وحتى سوريا”، مهدداً بأن طهران سترد على أي هجوم إسرائيلي يستهدف مصالحها أو مسؤوليها أو مواطنيها.

وكان الحرس الثوري الإيراني قد حذر الولايات المتحدة من دعم أو المشاركة في أي عمل يضر بالمصالح الإيرانية. ووعد برد متبادل ومتناسب على التهديدات الأميركية والإسرائيلية.

وأطلقت إيران وابلا من الطائرات المسيرة المتفجرة والصواريخ على إسرائيل في وقت متأخر من السبت، في أول هجوم مباشر تشنه على إسرائيل. ما يهدد بتصعيد كبير في ظل تعهد الولايات المتحدة بدعم “لا يتزعزع” لإسرائيل.

يأتي ذلك فيما قال مسؤول إسرائيلي لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، اليوم الأحد، إنه لم يتم اتخاذ قرار بعد بشأن الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني. وأضاف المسؤول -لم يتم الكشف عن اسمه- أن الرد المحتمل سيناقش خلال اجتماع مجلس الحرب اليوم في الثالثة مساء بالتوقيت المحلي.

وتبحث الحكومة الإسرائيلية المصغرة في وقت لاحق اليوم الرد على الهجوم الإيراني. ووفق مصدر سياسي إسرائيلي، نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية. فإن إمكانية الرد تقلصت في ضوء نتيجة الهجوم والموقف الأميركي. وأشار إلى أن الولايات المتحدة طلبت بالاكتفاء بالنجاح الذي تحقق في التصدي للهجوم الإيراني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى