هرب من الحوثيين ووقع في براثن الإخوان.. التفاصيل
ما زالت مواقع التواصل الاجتماعي تضجّ بقصة طالب العلوم السياسية بصنعاء عبد الله البليلي الذي قتل قبل نحو (10) أيام، خاصة أنّها تعكس جرائم وانتهاكات ميليشيات الحوثي والإخوان المسلمين في اليمن.
وقد ترك البليلي (29 عاماً) صنعاء الخاضعة للحوثيين في 6 أيار (مايو) الجاري. وفرّ باتجاه مدينة مأرب الخاضعة للإخوان عبر طريق صحراء الجوف. لتختفي أخباره عدة أيام، قبل أن يظهر جثة هامدة في أحد معتقلات الإخوان، وهو ما تسبب بتعدد روايات مقتله، بهدف تضليل المواطنين.
مواقع قالت إنّه قتل رمياً بالرصاص، ومواقع أخرى زعمت أنّه انتحر في أحد الفنادق. ومزاعم كثيرة تحدثت عن إصابته بحالة تسمم أدت إلى موته. وكل تلك الروايات تحاول إخفاء مسؤولية سلطة الإخوان عن مقتل الطالب.
في أحد منشوراته، توقع الشاب عبد الله أن يُقتل أو يُختطف على أقلّ تقدير. وقدّم بلاغاً للنائب العام في الجمهورية، محمّلاً المسؤولية الكاملة لميليشيات الحوثي. ممثلة بالقيادي النافذ محمد علي الحوثي ورئيس الاستخبارات العسكرية للميليشيات أبو علي الحاكم، إلى جانب عدد من أقاربه المنخرطين مع الانقلابيين.
في 12 أيار (مايو) الجاري دُفن جثمان عبد الله. وظلت قصته غامضة، قبل أن تكشف شرطة مأرب الخاضعة للإخوان في بيان صدر في وقت متأخر الخميس الماضي. أنّ الشاب أنهى حياته في أحد المعتقلات، وهو ما شكّل صدمة للرأي العام.
البيان الذي يُعدّ اعترافاً دامغاً بمدى الانتهاكات الإخوانية بحق المسافرين. أقرّ بتعرض عبد الله خالد عبد الله البليلي للاعتقال من قبل حاجز أمني على مدخل مدينة مأرب “بعد الاشتباه به .وقيامه بتصرفات مريبة، وإجابات متناقضة ومضطربة على أسئلة أحد أفراد الأمن، وفق ما نقل موقع (المصدر أون لاين).
وتابع البيان: “نقل البليلي إلى قسم شرطة الروضة في المنطقة الأمنية الثانية في مأرب لاتخاذ الإجراءات القانونية، وتناول هناك وجبة العشاء مع رفاقه الموقوفين”.
ومضى البيان قائلاً: “في صباح اليوم التالي الأربعاء 8 من الشهر الجاري تناول البليلي مع الموقوفين وجبة الإفطار. وبعدها تردّد كثيراً على دورة المياه التابعة لغرفة الحجز بحسب إفادات الموقوفين. وكان يقول إنّه يعاني من مغص معوي شديد”.
موضحاً: “عقب ذلك، توجه أحد الموقوفين إلى دورة المياه. ووجد عبد الله معلقاً وقد وثق نفسه ببنطاله إلى نافذة غرفة الحجز ولفه حول رقبته. وحينها قام الموقوفون بإبلاغ الحارس”.
البيان ذكر أيضاً أنّه “بعد أن تم استكمال الإجراءات القانونية وتوثيق الحادثة. تم نقل الجثة إلى ثلاجة المستشفى العسكري. وتم التواصل مع أسرته وأقاربه ونزلت أسرته إلى المحافظة وطلبوا نقل الجثمان لدفنه في مثواه الأخير”.
ورغم أنّ بيان السلطات الإخوانية حاول إظهار عبد الله وكأنّه كان يعاني من اضطراب نفسي عند الاشتباه به، إلا أنّ عدداً من أقربائه وزملائه نفوا ذلك. وأكدوا أنّه لم يعانِ من أمراض نفسية، وأنّه كان يشكو من الضغط والتهابات القولون كأبرز مشكلاته الصحية.
الانتهاكات التي لاحقت البليلي تعكس واقع الشباب في مناطق هيمنة ميليشيات الحوثي وجماعة الإخوان الإرهابيتين. اللتين تمارسان النهج ذاته في التعامل مع كل من يعارضهما.
وقد اتهم عبد الله قبل يومين من مقتله كلّاً من محمد علي الحوثي وأبو علي الحاكم وعدنان محمد صالح البليلي وحسن صالح قاسم البليلي وعبد الواحد صالح حمود البليلي وإخوته بالتخطيط لقتله. مُعبّراً عن خوفه من التعرض للاغتيال.