سياسة

هل استعدت “حماس” للحرب الإسرائيلية؟


كشف مصدران مقربان من قيادة حماس أنّ الحركة استعدت لحرب طويلة وممتدة في قطاع غزة، وتعتقد أنّها قادرة على عرقلة التقدم الإسرائيلي لفترة كافية لإجبار عدوها “اللدود” على الموافقة على وقف إطلاق النار. 

وذكر المصدران اللذان رفضا الكشف عن هويتيهما في تصريح نقلته وكالة (رويترز)، بسبب حساسية الوضع، أنّ حماس التي تدير قطاع غزة عكفت على تخزين الأسلحة والصواريخ والمواد الغذائية والإمدادات الطبية. 

وأضافا أنّ الحركة واثقة من أنّ الآلاف من مقاتليها يمكنهم البقاء على قيد الحياة لعدة أشهر في مدينة من الأنفاق محفورة في عمق القطاع الفلسطيني، والقدرة على تعجيز القوات الإسرائيلية بتكتيكات حرب العصابات في المناطق الحضرية.

وقال المصدران: إنّه في نهاية المطاف، تعتقد حماس أنّ الضغط الدولي على إسرائيل لإنهاء الحصار، مع تزايد الخسائر في صفوف المدنيين، يمكن أن يفرض وقف إطلاق نار والتوصل إلى تسوية في التفاوض من شأنها خروج الجماعة المسلحة بتنازل ملموس مثل إطلاق سراح آلاف السجناء الفلسطينيين مقابل الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين.

وعلى المدى الأطول، قالت حماس إنّها تريد إنهاء الحصار الإسرائيلي المستمر منذ (17) عاماً على غزة، فضلاً عن وقف التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، والتصرفات القاسية من قوات الأمن الإسرائيلية في المسجد الأقصى.

وقال المصدر المطلع على نهج التفكير في البيت الأبيض، والذي طلب عدم الكشف عن هويته: إنّ واشنطن تتوقع أن تحاول حماس استدراج القوات الإسرائيلية إلى معركة في شوارع غزة، وتكبيدها خسائر عسكرية فادحة، بما يكفي لإضعاف التأييد الشعبي الإسرائيلي لصراع طويل الأمد.

وأضاف أنّه، مع ذلك، أكد المسؤولون الإسرائيليون لنظرائهم الأمريكيين أنّهم مستعدون لمواجهة تكتيكات حرب العصابات لدى حماس، وكذلك تحمل الانتقادات الدولية للهجمات الإسرائيلية.

وقال: إنّ السؤال ما إذا كانت إسرائيل قادرة على القضاء على حماس، أو مجرد إضعاف قوتها بشدة، يظل قائماً.

وتقول مصادر في حماس: إنّ عدد مقاتليها يبلغ نحو (40) ألفاً، ويمكنهم التحرك في أنحاء القطاع باستخدام شبكة واسعة من الأنفاق المحصنة، التي يبلغ طولها مئات الكيلومترات، ويصل عمقها إلى (80) متراً، تم بناؤها على مدار أعوام كثيرة.

وتسعى إسرائيل حالياً إلى تدمير شبكة أنفاق حماس؛ لتسهيل السيطرة على المدينة وكامل الجزء الشمالي من قطاع غزة، باعتبار ذلك “نصراً” يمكن أن يُقدّم للرأي العام، عقب النكسة التي مُنيت بها الدولة العبرية في الهجوم المفاجئ الذي شنته المقاومة الفلسطينية يوم 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وأوقع ما لا يقلّ عن (1400) قتيل إسرائيلي.

وكان الناطق باسم (كتائب القسام) أبو عبيدة قد أكد أنّ مقاتلي الجناح المسلح لـ (حماس) يخوضون اشتباكات من مسافة صفر مع القوات الإسرائيلية المتوغلة، ودمروا (24) آلية ودبابة واحدة على الأقل.

وأضاف أبو عبيدة في تصريحات متلفزة نقلتها قناة (الأقصى): “لقد وثّقنا خلال الـ (24) ساعة الماضية تدمير مجاهدينا (24) آلية عسكرية، ما بين دبابة وجرافة وناقلة جند، بمختلف الأسلحة من قذائف الياسين وعبوات العمل الفدائي”. وتابع: “ما زال مقاتلونا يواصلون الالتفاف خلف القوات الغازية والاشتباك من نقطة صفر”.

وأكد الناطق باسم (القسام) أنّ قواتهم تخوض حرباً غير متكافئة، لكنّها “ستُدرّس في العالم”، مشيراً إلى أنّ ما نشروه عن “تدمير ومباغتة قوات العدو، هو جزء يسير من بأس مجاهدينا”.

وبثت (كتائب القسّام) فيديوهات مختلفة تُظهر تفجير دبابات .وآليات من مسافات قريبة للغاية في شوارع على البحر وبين الأبنية. واعتلاء أحد مقاتلي الحركة جرافة ضخمة ورفع علم الحركة فوقها قبل حرقها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى