هل تنجح أوكرانيا في تأمين تصدير الحبوب للعالم مرة أخرى؟
تضع أوكرانيا اللمسات الأخيرة على مخطط مع شركات التأمين العالمية لتأمين سفن الحبوب التي تسافر من وإلى موانئها على البحر الأسود، وهي خطوة حيوية في محاولات البلاد لإنشاء ممر آمِن للصادرات بعد انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب الذي توسطت فيه الأمم المتحدة الشهر الماضي.
خطة أوكرانية
قال أولكسندر غريبان، المبعوث الخاص لوزارة الاقتصاد الأوكرانية: إن الصفقة تتم متابعتها حاليًا ومناقشتها بنشاط بين الوزارات المعنية، بالإضافة إلى البنوك المحلية ومجموعات التأمين الدولية بما في ذلك لويدز لندن.
وبحسب صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، فإنه يمكن تنفيذ الخطة في وقت مبكر من الشهر المقبل، ويمكن أن تشهد تغطية ما يصل من 5 إلى 30 سفينة للسفر عبر ما وصفه بـ “نقطة الخطر” في المياه الأوكرانية.
وقال غريبان: “يعتمد الأمر على كيفية سير الهيكل ومستوى تقاسم المخاطر بين الحكومة وشركات التأمين الخاصة”.
وأوضحت الصحيفة أنه تحت غطاء أنظمة الدفاع البرية الأوكرانية، قامت سفينة شحن مملوكة لألمانيا/ صينية الأسبوع الماضي بأول رحلة تجارية من أوديسا منذ يوليو، عندما حذرت روسيا من أنها ستعتبر أي سفينة مدنية تغادر موانئ أوكرانيا كأهداف عسكرية، حيث يعتقد المسؤولون الأوكرانيون أن صواريخهم يمكن أن تحمي ممرًا ضمن 100 ميل بحري من ساحلها.
مخاطر عسكرية
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه بالنظر إلى المخاطر العسكرية، فإن التأمين الميسور سيكون ضروريًا لإحياء نشاط الشحن التجاري على أي نطاق كبير، حيث تتلقى كييف المشورة من قبل مجموعة الخدمات الاحترافية “مارش ماكلينان”، والتي تضم المستشار أوليفر وايمان وأكبر وسيط تأمين في العالم مارش، على أساس مجاني.
قال ماركوس بيكر، الرئيس العالمي للخدمات البحرية والشحن والخدمات اللوجستية في مارش: إن الشراكة بين القطاعين العام والخاص، مع شركات التأمين التي تعمل جنبًا إلى جنب مع الحكومة الأوكرانية، ستمنح ثقة أكبر لمالكي السفن للعودة إلى تسليم الحبوب الأوكرانية حول العالم إلى هذه البُلدان التي هي في أمسّ الحاجة إليها.
وأوضحت الصحيفة أنه لم يتم الانتهاء من التفاصيل بعد، لكن الأشخاص المشاركين في المناقشات قالوا إن المخطط سيغطي السفن التي تدخل وتخرج من موانئ أوكرانيا ضد الأضرار، ويمكن تقاسم المخاطر بين شركات التأمين والبنك المحلي المملوك للدولة.
وقال مصدر مطلع: إن البنك يمكن أن يقدم خطاب اعتماد كضمان، بينما قال غريبان: إن الجزء العام من المخاطر سيدعم على الأرجح صندوق الطرق الحكومي في البلاد ، والذي تم إنشاؤه لإصلاح الطرق الأوكرانية بتمويل من ضريبة على مبيعات الوقود.
وتابع غريان: “سيحل هذا الإعداد محل المخطط الذي تم الإعلان عنه قبل عام، والذي وفر تغطية الحرب والشحن لإمدادات الحبوب التي يتم شحنها من أوكرانيا، حيث انتهت صلاحية هذه الصفقة في الواقع عندما انهارت المعاهدة المتفق عليها بين روسيا وأوكرانيا”.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن غطاء التأمين يُعَدّ أمرًا حيويًا لصناعة الشحن العالمية، لكن التأمين على صادرات الحبوب الأوكرانية أصبح أكثر خطورة إلى حد كبير منذ خروج روسيا من الصفقة التي توسطت فيها الأمم المتحدة وتهديد السفن التجارية، حيث دفعت شركات التأمين، التي تكبدت خسائر بمليارات الدولارات من الحرب، إلى شكل من أشكال تقاسم المخاطر كشرط لزيادة التعرض لمنطقة الصراع.
وقالت لويدز: إن الاتفاقات لتمكين استمرار تصدير المنتجات الزراعية من أوكرانيا كانت حاسمة في معالجة المخاطر التي تهدد الأمن الغذائي العالمي وإنها استمرت في العمل لتسهيل شحنات الحبوب.