هل قامت إيران بالتنسيق مع حماس قبل أسبوع من تنفيذ عملية طوفان الأقصى؟
تزداد الشكوك بشان تورط إيران في إعطاء الضوء الأخضر لشن عملية طوفان الأقصى .من قبل عدد من الفصائل الفلسطينية على رأسهم حركة حماس رغم إعلان .وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن ان واشنطن لم ترصد أي تورط لطهران في العملية النوعية الأخيرة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بينما نفت ايران ضلوعها في الهجوم غير المسبوق.
وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن مسؤولين إيرانيين ساعدوا في شن العملية العسكرية التي أطلقت عليها حماس “طوفان الأقصى“. والتي ادت لمقتل اكثر من 700 إسرائيلي. وجرح ألالاف آخرين حيث أعطوا الضوء الأخضر للعملية في اجتماع عقد في بيروت الأسبوع الماضي.
وقالت الصحيفة وفق معطيات من قيادات في حماس .وحزب الله اللبناني ان ضباطا من الحرس الثوري الإيراني. قدموا عونا لحماس منذ أغسطس الماضي لشن الهجوم بحرا وجوا وبرا واختراق بلدات ومستوطنات إسرائيلية في العمق الإسرائيلي.
وأكدت ان الخطة شهدت تعديلا خلال عقد اجتماعات في بيروت حضرها ضباط في الحرس الثوري الإيراني وقيادات عن أربع جماعات مسلحة مدعومة من إيران. بما في ذلك حماس .كما ان حزب الله اللبناني كان حاصرا في الاجتماعات.
كما تحدثت الصحيفة لمسؤول أوروبي ومستشار للحكومة السورية .والذين أكدا حصول تنسيق بين إيران وحماس .وحزب الله في الفترة التي سبقت الهجوم الأخير.
واجتمعت قيادات ايرانية في الاونة الاخيرة مع مسؤولين بارزين في حركة حماس .فيما لم تتاثر العلاقات بين حزب الله والجماعة الفلسطينية بتطورات الوضع في سوريا.
وتشير تقارير الى ان الحرس الثوري الايراني زود حماس بتقنيات عسكرية هامة ومعقدة على غرار الصواريخ والمسيرات.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد كشفت بان معتقل من حماس شارك في عملية طوفان الاقصى اكد بان الهجوم تم التحضير له منذ أكثر من سنة.
وتأتي هذه المعطيات رغم تأكيد بلينكن انه لا وجود لعلاقة محتملة بين ايران والهجوم قائلا “لم نر بعد دليلا على أن إيران وجهت أو كانت وراء هذا الهجوم بالذات. ولكن هناك بالتأكيد علاقة طويلة تربطهم بحماس”.
وكانت صفحات على تويتر موالية للحوثيين .وحزب الله وايران والميليشيات الشيعية في العراق نشرت تغريدات. وصور للقائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني منذ بداية الهجوم.
وشن عناصر من حزب الله الاحد هجوما بالقذائف على مواقع إسرائيلية قرب مزارع شبعا على الشريك الحدودي بين لبنان .وإسرائيل فيما رد الجيش الإسرائيلي بقصف مكثف على الجنوب اللبناني.
وكان توماس فريدمان الكاتب الأميركي المعروف الذي سبق .أن كشف تفاصيل مبادرة السلام العربية في العام 2002. قبل أن يعلن عنها العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله. اتهم حركة حماس بشن حرب على إسرائيل نيابة عن إيران التي قال إنها تمدها التي تمدها بالمال .والأسلحة ولمنع التطبيع بين السعودية وإسرائيل.
ورفضت ايران التهم الموجهة اليها بالمشاركة في التخطيط للعملية .حيث قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الإثنين .إن اتهام طهران بالضلوع في العملية المباغتة. التي شنّتها حركة حماس ضد إسرائيل “تستند إلى دوافع سياسية“. مؤكدا أن طهران لا تتدخل “في قرارات الدول الأخرى. بما فيها فلسطين” وذلك ردا على تقرير وول ستريت جورنال.
واضاف خلال مؤتمر صحافي إن “لمقاومة الشعب الفلسطيني القدرة .والقوة والإرادة اللازمة للدفاع عن نفسها .والدفاع عن أمتها ومحاولة استعادة حقوقها الضائعة”.
واعتبر أن “الإشارة إلى دور إيران (في هجوم حماس) .تهدف إلى تحويل الرأي العام وتبرير الإجراءات المقبلة التي قد تتخذها” إسرائيل.
وشدد على أن “الاتهامات والتصريحات المرتبطة بالدور الإيراني مستندة إلى دوافع سياسية .وتهدف إلى تبرير الهزيمة الفادحة التي تكبّدها النظام الصهيوني. وإصلاح الصورة السيئة للنظام الصهيوني”.
وايران من أولى الدول التي أعربت عن دعمها للهجوم المباغت الذي شنته حماس السبت .والذي خلف أكثر من 1100 قتيل من الجانبين.
وترتبط إيران بعلاقات وثيقة مع الفصائل الفلسطينية المعادية لإسرائيل.
وأكّدت بعثة إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة ليل الأحد الاثنين أن طهران .”ليس لها دور في الرد الفلسطيني.
وحذّر كنعاني من أن “أي أحد يهدد إيران .يجب أن يعلم أن كل تحرّك غبي سيؤدي إلى رد مدمّر”.
وأكّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الأحد أن “إيران تدعم الدفاع المشروع للأمة الفلسطينية.” قائلا “ان المعادلة قد تغيرت بعد العملية”.
واتصل رئيسي هاتفيا بقادة حركتي حماس اسماعيل هينة .والجهاد الإسلامي زياد النخالة اللذين استقبلهما بشكل منفصل في حزيران/يونيو في طهران.
وكان ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان .أعلن الشهر الماضي أن التطبيع مع إسرائيل بات قريبا فيما. اشارت صحف أميركية ان الرياض تشترط توقيع معاهدة للدفاع المشترك للمضي قدما في القرار و.الانضمام الى الإمارات .والبحرين والمغرب في اتفاقات سلام.
وتتهيأ إسرائيل لعملية يشنها حزب الله دعما لعملية طوفان الاقصى لكن هذا الاحتمال .يراه مراقبون لا يزال بعيدا نظرا لانتفاء عنصر المفاجأة.
وتتعرض اجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لانتقادات كبيرة .بسبب فشلها في الكشف عن العملية الفلسطينية الواسعة والفريدة من نوها من حرب 1973.