أمريكا

هل كانت مزحة أم تهديد؟ ترامب يتسبب في قلق كندا بعد حديثه عن «الولاية 51»


نكتة قديمة حول ضم كندا أعادها دونالد ترامب مما أثار التساؤلات في أوتاوا التي لا تعرف هل كان الرئيس الأمريكي المنتخب يمزح فقط؟.

يوم الجمعة الماضي، تناول ترامب العشاء مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في منتجعه مار إيه لاغو بولاية فلوريدا حيث تردد أن الرئيس الأمريكي المنتخب حاول استغلال النكتة القديمة التي تعتبر كندا الولاية الأمريكية رقم 51 وهي القضية التي تعد موضوعا للحديث على جانبي الحدود، وفقا لما ذكرته مجلة “بوليتيكو” الأمريكية.

كان ترودو قد سافر إلى فلوريدا مع وفد صغير بعد أيام من تهديد ترامب بفرض تعريفات جمركية شاملة على الواردات من كندا، وحاول رئيس الوزراء الكندي استغلال اللقاء للتحذير من أن هذا الإجراء يعد بمثابة عقاب للاقتصاد الكندي.

وقالت مصادر لشبكة “فوكس نيوز” الإخبارية إن رد ترامب على هذه المخاوف كان طرح فكرة أن تصبح كندا ولاية أمريكية، وهو الأمر الذي “تسبب في ضحك ترودو وآخرين بعصبية”.

وعبر حسابه على موقع “إكس” كتب الصحفي الأمريكي ماثيو يغليسياس “من الواضح أن ضم كندا فكرة جيدة من شأنها أن تجعل الأمريكيين والكنديين أفضل حالاً لكن لا أحد يتحدث عنها إلا في سياق التهويل القومي”.

وبحثًا عن رد فعل على تعليق ترامب، لاحق المراسلون الوزراء الكنديين مثل وزير الأمن العام دومينيك لوبلانك، الذي كان حاضرا في عشاء مار إيه لاغو الذي أصر على أن الرئيس الأمريكي المنتخب كان يمزح.

وقال لوبلانك “في أمسية استمرت 3 ساعات في مقر إقامة الرئيس المنتخب ترامب في فلوريدا في عطلة نهاية أسبوع طويلة من عيد الشكر الأمريكي، كان من المفترض أن تكون المحادثة خفيفة الظل”..  وأضاف “كان الرئيس يروي النكات.. كان الرئيس يمازحنا”.

وطالب لوبلانك الجميع بالهدوء، وقال “لم يكن اجتماعًا في غرفة اجتماعات مع موظفين يسجلون الملاحظات”، مضيفا: “كانت أمسية اجتماعية، وكانت هناك لحظات مسلية ومضحكة، وكانت هناك لحظات تمكننا فيها من القيام، كما نعتقد، ببعض الأعمال الجيدة لكندا”.

أما جيرالد بوتس، المستشار الكبير السابق لترودو والذي لعب دورًا رئيسيًا في ملف كندا والولايات المتحدة خلال الولاية الأولى لترامب فنصح متابعيه على موقع “لينكد إن” بالهدوء.

وكتب بوتس “استخدم ترامب هذا الخط (الولاية 51) مع ترودو كثيرًا خلال ولايته الأولى.. إنه يفعل ذلك لزعزعة استقرار الكنديين”، وقال “عندما يحاول شخص ما أن يجعلك تشعر بالذعر، فلا تفعل ذلك”.

وبدا أن هذه الرسالة تجد صدى في البرلمان فعندما سُئل عن نكتة ترامب، قام وزير العدل الكندي عارف فيراني بتغيير مجرى الحديث للإشارة إلى استمرار العلاقة بين ترامب وترودو.

وقال فيراني “أعتقد أنه من المهم حقًا أن يرى الرئيس المنتخب ترامب رئيس الوزراء ترودو.. إن إحياء العلاقة التي تربطهما بالفعل أمر مهم للغاية لإظهار أننا نتعامل مع القضايا المتعلقة بالبلدين على محمل الجد، وخاصة المصالح الاقتصادية”.

وعندما حاول أحد المراسلين إثارة القضية مرة أخرى فسأل الوزير “هل كانت مجرد مزحة؟” جاء الرد النهائي لفيراني عندما قال “شكرًا لك”.

أما وزير الصناعة فرانسوا فيليب شامبين، وهو صوت رائد في استراتيجية المشاركة “فريق كندا” التي استمرت لمدة عام، فقدم على الفور نقاط نقاش حول العلاقة عبر الحدود وقال “سينظر أصدقاؤنا الأمريكيون إلى كندا باعتبارها المورد الاستراتيجي المفضل، سواء كان الأمر يتعلق بأشباه الموصلات، أو المعادن الحيوية، أو الطاقة”.

وأعاد شامبين تذكير المراسلين بأن ترودو كان أول زعيم لمجموعة السبع يلتقي ترامب بعد فوزه الساحق في الانتخابات الشهر الماضي وأوضح أن اللقاء الذي عُقد وجهاً لوجه “يرسل إشارة كبيرة للعالم بأن كندا هي الشريك الاستراتيجي”.

ومع ذلك، يبدو أن ترامب لا يزال يفكر في كندا بعد عدة أيام من العشاء مع ترودو فنشر أمس الثلاثاء صورة غامضة عبر منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشيال”.

وظهر ترامب في الصورة التي يبدو أنه تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي وهو يقف بجانب علم كندي ويطل على سلسلة جبال وكتب فوقها “أوه كندا!”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى