المغرب العربي

هل يعرقل الدبيبة الدعوة الأممية للحوار في ليبيا؟


في خطوة اعتبرت معارضة للحراك المحلي نحو تشكيل حكومة مصغرة لقيادة الفترة الانتقالية، حتى إجراء الانتخابات، وضع رئيس حكومة الوحدة الوطنية (منتهية الولاية) العصي في الدواليب.

ففي مقابلة صحفية، على هامش أعمال منتدى طرابلس للاتصال الحكومي، قال عبدالحميد الدبيبة إنه «لن يترك الكرسي إلا لمن يستحق، ومن يقرر هو الشعب (..) نحن نسعى للانتخابات»، ورغم اعترافه بأن «للكرسي جاذبيته»، إلا أنه قال إنه «لن يتركه إلا عبر الانتخابات».

تصريحات جاءت بعد أيام من قمة ثلاثية استضافتها العاصمة المصرية القاهرة، جمعت رئيسي مجلسي النواب عقيلة صالح و«الرئاسي» محمد المنفي، وقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، للتأكيد على أهمية الجهود التي تقودها بعثة الأمم المتحدة، وأهمية دعم الحل الليبي-الليبي المتوازن، بما يُحقق تطلعات وآمال الشعب الليبي لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المتزامن.

ورحب المجتمعون بالمشاركة في جولة الحوار الذي دعت إليه بعثة الأمم المتحدة في ليبيا دون إقصاءٍ لأي طرف، شريطة مراعاة تحفظات ومطالب المجتمعين والأخذ بها، داعين بعثة الأمم المتحدة إلى ضرورة إيجاد أرضية مُشتركة تضمن نجاح الحوار.

فهل يعرقل الدبيبة الاجتماع الخماسي؟

يقول رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة درنة يوسف الفارسي إن “عادة رئيس حكومة الوحدة في المناسبات، أن يتحدث عن أنه لن يسلم السلطة إلا عبر الانتخابات”.

وأضاف الفارسي أن “الدبيبة يتخوف من أي طرح لحوار جديد أو مشروع يخرجه خارج المشهد”، لافتا إلى أن “ليبيا الآن في حاجة ملحة إلى حكومة موحدة لإجراء الانتخابات حتى نستطيع الخروج من الحلقة المفرغة”.

ولفت إلى أن الدبيبة “يرى أن المشروع المقبل للمبعوث الأممي مدعوم من المجتمع الدولي، وأن تشكيل حكومة أمر قادم لا محالة”، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي يريد إنهاء الفترة الانتقالية في ليبيا وتحقيق الاستقرار للبلد الأفريقي في ظل الأزمات الدولية.

وبحسب رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة درنة فإن تزامن تصريحات الدبيبة مع اجتماع بالقاهرة “تعكس شعوره بالقلق على منصبه بالاتفاق مع رئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة”، موضحا أن اجتماع القاهرة “نجح في دفع الزخم لإنجاح مبادرة باتيلي، وإنتاج حكومة موحدة جديدة، مما دفعه لعرقلة تلك الخطوة بأي شيء”.

شروط مسبقة

من جانبه، يرى الكاتب والباحث السياسي أحمد أبوعرقوب أن “تصريحات الدبيبة. تأتي وفق الشروط المسبقة .الذي يضعها للمشاركة في الحوار الخماسي الذي دعا له المبعوث الأممي”.

وشدد أبوعرقوب أن “الطاولة الخماسية التي دعت لها البعثة الأممية في ليبيا بها جدول أعمال يتضمن أربع نقاط، وهي فتح مسار القاعدة الدستورية للانتخابات، والثانية ربط الانتخابات الرئاسية بالبرلمانية. والثالثة تشكيل حكومة موحدة تشرف على الانتخابات. وهي كلمة السر الذي يعترض عليها الدبيبة، والرابعة تتمثل في مشاركة المرأة .والشباب بنظام الكوتة في الانتخابات حتى يستطيعوا الحصول على مقاعد في البرلمان بعد ذلك».

وتابع أن “وضع الدبيبة شروطه يعد عرقلة للحوار والانتخابات خاصة. بعد اتفاق القاهرة بين رئيسي البرلمان والمجلس الرئاسي .والقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر”.

ليس جديدا

تصريحات الدبيبة اعتبرها الكاتب والمحلل السياسي الليبي أيوب الأوجلي ليست بجديدة. فـ«الأخير مصر على ذلك منذ تولى السلطة. بعرقلة المبادرات كافة لإجراء الانتخابات».

وأوضح المحلل الليبي أن “الدبيبة يهدف إلى استمرار حكومته خلال الانتخابات. للتحكم في نتائجها والتلاعب بها”، مشيرا إلى أنه. “يريد التحكم في سير العملية الانتخابية حتى لا يترك الكرسي أبدا”.

ومضى قائلا “لو كان المبعوث الأممي جادا في أهدافه بإجراء انتخابات رئاسية برلمانية. يجب اتخاذ إجراءات دولية ضد الدبيبة وتصريحاته”.

رفض برلماني

وكان مجلس النواب رفض المشاركة في أي حوار أو اتفاق سياسي. «لا يحترم الإرادة الليبية والمؤسسات الشرعية المنتخبة من الشعب الليبي. وما انبثق عنها من مؤسسات تنفيذية»، في إشارة إلى غياب حكومة أسامة حماد (الشرق) عن الدعوة الأممية للحوار.

وقال عقيلة صالح إنه سيتم «تلبية الدعوة للاجتماع الخماسي على. أن يكون جدول أعماله محددًا بالعمل على تشكيل حكومة مصغرة. مهامها محددة، يمنحها مجلس النواب الثقة، وإجراء الانتخابات.

وكان المبعوث الأممي عبدالله باتيلي دعا الفاعلين المؤسسين في ليبيا للمشاركة في اجتماع سيُعقد الفترة المقبلة. بهدف التوصل إلى تسوية سياسية حول القضايا مثار الخلاف السياسي .والمرتبطة بالانتخابات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى