الشرق الأوسط

واشنطن ترفع السقف: تحذير شديد اللهجة لحزب الله


كشفت وسائل إعلام إسرائيلية الخميس، عن تلقي حزب الله اللبناني رسالة من الإدارة الأميركية عبر وسطاء، تضمنت تحذيرا صارما وواضحا بشأن ملف سلاح الحزب، محددة موعدا أقصى للالتزام بنزع الأسلحة قبل بداية العام 2026، مع تهديد صريح بشن هجوم واسع إذا ما استمر الحزب في تجاهل التوجيهات.

وبحسب تقرير القناة 14 العبرية، فإن الرسالة الأميركية وصفت بأنها “حادّة”، وأشارت إلى أن الإدارة الأميركية تحمل قناعة بأن حزب الله لم يلتزم بعد ببنود اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين إسرائيل ولبنان قبل أكثر من عام، والذي ينص على أن الجيش اللبناني هو القوة المسلحة الوحيدة المسموح لها بالعمل في جنوب لبنان.

وتضيف مصادر القناة أن استمرار حزب الله في تعزيز تسليحه جنوب لبنان يعكس رغبة الحزب في إعادة بناء نفوذه، في وقت لا يزال فيه الدعم الإيراني عاملاً مؤثراً في تصعيد الوضع الميداني.

وأشار التقرير إلى أن تل أبيب تراقب بقلق احتمالات تراجعها عن استراتيجية اغتيال قادة حزب الله، بعد أن شهدت الأسابيع الأخيرة توقفاً شبه كامل للعمليات التي كانت تستهدف عناصر قيادية في الحزب. وتؤكد المصادر الإسرائيلية أن هذه التهدئة في العمليات قد تكون جزءاً من “موقف مزدوج”، يسمح بموجبه لإسرائيل وحكومة لبنان بفرصة إضافية لدفع حزب الله نحو نزع السلاح طواعية، بينما تحافظ تل أبيب على جاهزيتها لخوض مواجهة عسكرية واسعة النطاق إذا اقتضت الحاجة.

الرقم الميداني المقدم في التقرير يعكس حجم الاستهداف الذي نفذته إسرائيل منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، إذ تشير التقديرات إلى أن نحو 360 عنصراً من حزب الله قُتلوا خلال العام الماضي، وهو ما يعادل، بحسب الحسابات الإسرائيلية، اغتيال عنصر يومياً. وتؤكد هذه الأرقام على استمرار سياسة إسرائيل في استخدام الضربات الانتقائية والاغتيالات كأداة ضغط للحد من قدرة الحزب على التسلح وتعزيز نفوذه جنوب لبنان.

وتكشف المعطيات الأخيرة عن أن واشنطن تتبنى موقفاً متشدداً في هذا الملف، حيث ترى الإدارة الأميركية أن استمرار حزب الله في الاحتفاظ بأسلحته يتعارض مع بنود الاتفاق ويهدد الاستقرار في المنطقة. وترى مصادر دبلوماسية أن الرسالة الأميركية تأتي في سياق سياسة متدرجة تمارس فيها الولايات المتحدة ضغوطاً مزدوجة: أولاً عبر التهديد المباشر بالرد العسكري الإسرائيلي، وثانياً من خلال إشارات إلى إمكانية منح الحزب فترة للالتزام طواعية، ما يعكس استراتيجية الضغط المكثف دون الدخول في مواجهة فورية.

من جهتها، تشير التقارير إلى تزايد وتيرة تسليح حزب الله في الجنوب خلال الأشهر الأخيرة، سواء من خلال صفقات أسلحة أو تعزيز مواقعه العسكرية، في محاولة لتعويض ما خسره خلال عمليات الاستهداف السابقة، وتعزيز نفوذه في المناطق الحدودية مع إسرائيل. وهذا الوضع يجعل فرص حدوث مواجهة عسكرية مباشرة أكثر قرباً من أي وقت مضى، وفق تحليلات إسرائيلية، حيث يرى الخبراء أن أي تجاهل للمهلة الأميركية قد يؤدي إلى تصعيد سريع قد يشمل ضربات جوية وبرية واسعة.

ويطرح هذا التطور أسئلة حول قدرة لبنان على ضبط ملف السلاح غير الشرعي ضمن أراضيه، خصوصاً في ظل التداخل الإيراني المباشر ودور حزب الله السياسي والعسكري في البلاد، ما يجعل تنفيذ أي اتفاق مرتبط بنزع السلاح أمراً شديد التعقيد.

وبين التهديد الأميركي والإسرائيلي، تظل منطقة جنوب لبنان على فوهة بركان، حيث يختلط الحساب العسكري بالسياسي والدبلوماسي، ويبدو أن الحسم النهائي سيكون مرتبطاً بتفاعل الحزب مع مهلة واشنطن المحددة، وما إذا كان سيختار الالتزام طواعية أو دفع المنطقة نحو مواجهة عسكرية غير محسوبة العواقب.

زر الذهاب إلى الأعلى