واشنطن.. تشيد بالشراكة مع المغرب وتعتبره “حليفا قويا”
أشاد مارك ميلي رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة بالشراكة مع المغرب من خلال زيارته الأولى لإفريقيا، على رأس وفد عسكري أميركي.
وقد عكست تلك الشراكة أهمية دور الرباط في المنطقة للمساعدة على تحقيق الاستقرار في القارة الإفريقية. في خضم مخاوف واشنطن من تنامي النفوذين الروسي والصيني.
حيث كثف كل من المغرب والولايات المتحدة جهودهما لتعزيز التعاون في المجال العسكري في مواجهة العديد من التحديات الإقليمية والدولية. خاصة فيما يتعلق بتنامي النفوذ الروسي في منطقة الساحل والصحراء إضافة الى تصاعد خطر الجماعات الإرهابية في غرب القارة الأفريقية.
ما جعل الرباط حجر الأساس في كل تحرك من الغرب. وخاصة واشنطن لمواجهة العديد من التحديات خاصة فيما يتعلق بنفوذ كل من بكين وموسكو.
وفي هذا الصدد تسعى السلطات المغربية لتحديث قدراتها العسكرية بالتعاون مع دول مثل الولايات المتحدة وذلك في خضم توتر مع الجارة الشرقية الجزائر.
ووفق بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية المغربية (الجيش). وبحث الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني في المغرب، عبد اللطيف لوديي، مع رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، مارك ميلي، خلال لقاءهما في الرباط، لتعزيز التعاون الثنائي في مجال الدفاع غير محددة المدة.
وتعد زيارة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة إلى المغرب. الأولى من نوعها لبلد إفريقي ما يكشف الاهمية التي بات تضطلع بها الرباط في السياسات الاميركية.
مستوى متميز لعلاقات الصداقة
وقد أعرب الجانبان خلال اللقاء “عن ارتياحهما للمستوى المتميز لعلاقات الصداقة والتعاون العريقة. والتي تعززت بشراكة عسكرية إستراتيجية تنظمها ترسانة قانونية هامة من بينها على الخصوص. خارطة الطريق للتعاون في مجال الدفاع 2020-2030، الموقعة في أكتوبر 2020″، وبحسب البيان.
وتابع البيان أن الطرفين: “أبرزا أهمية التمرين السنوي المشترك (الأسد الإفريقي). الذي يمثل رافعة أساسية لإنجاح قابلية التشغيل المشترك للقوات المسلحة”، وفق المصدر ذاته.
في 2 أكتوبر 2020، كانت واشنطن والرباط قد وقعتا اتفاقية لتعزيز التعاون العسكري تمتد 10 سنوات. على هامش زيارة رسمية للمغرب، أجراها وزير الدفاع الأميركي السابق مارك إسبر.
كما جدد المسؤولان العسكريان التأكيد على إرادتهما في زيادة تعزيز التعاون والشراكة الإستراتيجية بين القوات المسلحة في البلدين.
“الأسد الفريقي”
و”الأسد الإفريقي” مناورات عسكرية ينظمها الجيشين المغربي والأميركي سنويا في المملكة بمشاركة جيوش عدة دول، وتعد الأضخم في إفريقيا.
ووفق ما نشره موقع “هسبرس المغربي، قال ميلي ” ان المغرب “شريك وحليف كبير للولايات المتحدة”، وبلد مستقر للغاية في قارة ومنطقة تحتاج إلى الاستقرار.
وأضاف “نعتبر المغرب شريكا وحليفا كبيرا ليس فقط في المنطقة بل على مستوى القارة الإفريقية بأكملها”.
أشار ميلي إلى متانة العلاقات التي تجمع بين البلدين منذ أزيد من قرنين ومعربا عن رغبة واشنطن في تعميقها وتوسيعها، لافتا أن المملكة كانت أول بلد يعترف باستقلال بلاده مشيرا.
حليف قوي
والمغرب حليف قوي ليس فقط للولايات المتحدة وإنما للدول الأوروبية حيث يعول الغرب بشكل كبير على الرباط للحفاظ على الاستقرار في القارة السمراء فيما نجحت الدبلوماسية المغربية في استغلال هذه الميزة لخدمة المصالح المغربية خاصة فيما يتعلق بالاعتراف بسيادتها على إقليم الصحراء.
ويرى مراقبون ان النجاح الدبلوماسي المغربي في ملف اعتراف كبير من الدول بمشروع الحكم الذاتي ليس من فراغ ولكن بسبب قدرة الرباط على إقناع الغرب بانه لا يمكنه الحفاظ على مصالحه بدون تعزيز العلاقات مع السلطات المغربية.