واشنطن تقليص حضورها العسكري في ليبيا.. بداية تراجع استراتيجي في المنطقة؟

تدرس الولايات المتحدة سحب قواتها المتواجدة في شمال أفريقيا بما في ذلك ليبيا، ما يشير إلى تغييرات إستراتيجية في الحضور العسكري الأميركي بالمنطقة، ما يثير تساؤلات بشأن هذا التوجه خاصة في ظل التحركات الروسية الرامية إلى تعزيز نفوذ موسكو في القارة الافريقية.
وأثار الجنرال مايكل لانغلي قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا “أفريكوم” هذه المسألة خلال جلسة استماع برئاسة لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، مسلطا الضوء على دور القيادة في الإستراتيجية الدفاعية.
وأشارت تقارير دولية إلى أن النية تتجه إلى دمج “أفريكوم” مع القيادة الأوروبية في مقر موحد بألمانيا، ما من شأنه أن يؤدي إلى تقلص الحضور العسكري في عدة دول من بينها ليبيا، فيما تنذر الخطوة المنتظرة بتحولات جيوسياسية بالمنطقة.
ونقل موقع “أخبار شمال أفريقيا” عن المحلل السياسي الليبي سليمان البيوضي قوله إن “القرار الأميركي بتقليص أو إنهاء الوجود العسكري في ليبيا ليس سهلا باعتبار التحديات المترتبة عليه”، محذرا من أن هذه “الخطوة تضعف الردع الدولي وتؤثر سلبا على مصالح الولايات المتحدة”.
بدوره أشار الباحث السياسي محمد امطيريد إلى أن “تراجع الوجود الأميركي في ليبيا قد يمنح الفرصة لقوى دولية أخرى لتوسيع نفوذها، خاصة في الجنوب الليبي”.
وعملت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا خلال الأعوام الماضية على تعزيز وجودها في ليبيا، حيث وفرت الدعم والتدريب العسكري لقوات من شرق وغرب ليبيا، ضمن مساعيها لبسط الأمن بالبلاد، بالإضافة إلى مواجهة النفوذ الروسي.
وتشير تقارير إلى أن ليبيا تضم نحو 10 قواعد عسكرية إما مشغولة بالكامل أو جزئيًا بقوات أجنبية، بينما يقدر عدد المقاتلين الأجانب بنحو 20 ألفا، رغم الدعوات المتكررة لسحبهم، فيما يرى مراقبون أن وجود المرتزقة ساهم في تعقيد الأزمة السياسية الليبية وجعل تحقيق الاستقرار والسلام المستدام أمرا صعبا.
ويثير تنامي التعاون العسكري بين الجيش الليبي وروسيا مخاوف أميركية وغربية من تغلغل النفوذ الروسي في شمال افريقيا خاصة بعد تقارير عن عقد اتفاقيات عسكرية مشتركة وكذلك حديث عن عزم موسكو اقامة قاعدة بحرية في شرق البلاد.
ويتمركز عناصر فاغنر الذين يترواح عددهم بين 2000 و2500 عنصر في عدة مواقع عسكرية في ليبيا من بينها قاعدة القرضابية الجوية ومينائها البحري وقاعدة الجفرة الجوية وتمددوا إلى الجنوب الغربي.