واشنطن تُحذر من الوضع في الخرطوم
تتعالى التحذيرات الدولية والأممية من كارثة إنسانية مقبلة في السودان. وأكدت بعثة الأمم المتحدة في السودان الإثنين أنّ الوضع في الخرطوم وأم درمان وبحري ما يزال مصدر قلق كبير مع استمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأضافت البعثة في بيان أنّ الأوضاع في غرب دارفور، وغارسيلا بوسط دارفور، وكتم بشمال دارفور، مستمرة في التدهور. مشيرة إلى أنّ ذلك أثر على المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال الذين حوصر العديد منهم بين الطرفين المتحاربين.
وأوضح البيان أنّ مسؤولي حقوق الإنسان يوثقون حالياً “عشرات الحوادث، بما في ذلك القتل والاعتقالات وحالات الاختفاء المحتملة والهجمات على المستشفيات والعنف الجنسي، وغيرها من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال التي ارتكبها أطراف النزاع”.
وأشار البيان إلى أنّ مسؤولي حقوق الإنسان يتواصلون مع طرفي النزاع للدعوة إلى اتخاذ إجراءات ضد الجناة ولحماية المدنيين وممتلكاتهم.
ومنذ اندلاع القتال العنيف بين القوتين العسكريتين في منتصف نيسان (أبريل) الماضي، عمت الفوضى في البلاد. وانتشرت أعمال السلب والنهب والترويع التي طالت الشركات والمحلات التجارية، بالإضافة إلى المصارف وحتى البيوت.
كما وصلت الانتهاكات إلى المستشفيات، حيث احتل مسلحون العديد من المرافق الطبية، لاسيّما في العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور غرب السودان.
وقد تعالت التحذيرات الدولية والأممية من كارثة إنسانية مقبلة، إثر تعثر وصول المساعدات جراء الوضع الأمني، وعمليات النهب التي تعرضت لها بعض مكاتب منظمات الإغاثة.
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف الأسبوع الماضي من أنّ الوضع الإنساني المزري للأطفال في السودان وصل إلى مستويات قياسية كارثية. مشيرةً إلى أنّ أكثر من 13.6 مليون طفل في السودان بحاجة ماسة للدعم الإنساني المنقذ للحياة. وهو أعلى رقم مُسجل على الإطلاق في البلاد، ويهدد القتال حياة ومستقبل العائلات والأطفال.
وأشارت اليونيسف إلى أنّ عدد الأطفال المحتاجين للمساعدة الإنسانية قبل النزاع كان حوالي 9 ملايين طفل.
وقالت المنظمة في بيان: إنّ “الوضع الذي كان مأساوياً بالنسبة إلى الأطفال أصلاً قبل النزاع، أصبح الآن في مستويات كارثية. حيث إنّ الحصول على الغذاء والمياه الصالحة للشرب والكهرباء والاتصالات أمر غير منتظم أو غير متاح أو لا يمكن تحمل تكاليفه”.
وقد أُجبر أكثر من مليون شخص على الفرار من ديارهم بحثاً عن الأمان في مناطق أخرى. سواء داخل السودان أو عبر الحدود إلى البلدان المجاورة، ويُعتقد أنّ نصف عدد النازحين من الأطفال، بحسب الأمم المتحدة.
يُذكر أنّ المناشدة الإجمالية زادت بمقدار 253 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإضافية العاجلة. بما في ذلك توسيع نطاق علاج أكثر من 620 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، نصفهم يواجه خطر الموت، إذا لم تتم مساعدتهم في الوقت المناسب”.