سياسة

واشنطن والسعودية تدعوان لتمديد وقف إطلاق النار في السودان


دعت السعودية والولايات المتحدة، اليوم الأحد، إلى تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الذي أسهم في تحقيق بعض الهدوء في المواجهات. التي اندلعت قبل ستة أسابيع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لكنه لم يسفر عن توصيل الكثير من المساعدات الإنسانية للمدنيين.

اشتباكات

وقال سكان إن اشتباكات دارت خلال الليل في العاصمة الخرطوم وأم درمان المجاورة. فيما ذكر مراقبون لحقوق الإنسان أن قتالًا شرسًا وقع في مدينة الفاشر إحدى المدن الرئيسة في إقليم دارفور بغرب البلاد.

وألقى الصراع الذي اندلعت شرارته في الـ15 من أبريل بالعاصمة في أتون معارك عنيفة. وتركها تترنح وسط حالة من غياب القانون وانهيار الخدمات؛ ما أدى إلى نزوح أكثر من 1.3 مليون شخص من ديارهم ويهدد بزعزعة استقرار المنطقة.

دعا الجانبان الجيش وقوات الدعم السريع إلى “مواصلة النقاش للتوصل إلى اتفاق بشأن تمديد وقف إطلاق النار”

التوصل إلى اتفاق

ومن المقرر أن تنتهي مساءَ غدٍ الاثنين الهدنة التي تم التوصل إليها بوساطة سعودية وأمريكية بمدينة جدة وكان الاتفاق المبدئي أن تستمر الهدنة أسبوعًا.

ويتولى البلدان عن بعد مراقبة الهدنة التي شهدت انتهاكات متكررة.

ودعا الجانبان الجيش وقوات الدعم السريع إلى “مواصلة النقاش للتوصل إلى اتفاق بشأن تمديد وقف إطلاق النار”.

وقالا في بيان مشترك اليوم الأحد، إنه رغم أن “الاتفاق ليس كاملًا. فإن التمديد سيسهل إيصال المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الشعب السوداني”.

وتابَعا: “في ظل عدم وجود اتفاق لتمديد وقف إطلاق النار الحالي، يظل من واجب الطرفين التقيد بالتزامهما بموجب وقف إطلاق النار قصير الأمد وإعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان”.

وأعلنت قوات الدعم السريع استعدادها الكامل لمواصلة المباحثات “لمناقشة إمكانية التوصل إلى تجديد اتفاق وقف إطلاق النار والترتيبات الإنسانية”. وقالت في الوقت نفسه إنها تواصل مراقبة الهدنة “لاختبار مدى جدية والتزام الطرف الآخر للمضي في تجديد الاتفاق من عدمه”.

ولم يصدر حتى الآن بيان عن الجيش بشأن احتمال تمديد الاتفاق.

واجتاز أكثر من 300 ألف شخص حدود السودان منذ اندلاع القتال. واتجهت الأعداد الأكبر شمالًا من الخرطوم إلى مصر أو غربًا من دارفور إلى تشاد.

أدى اتفاق الهدنة لتوقف القتال العنيف، لكن الاشتباكات المتفرقة والضربات الجوية استمرت

وطالت عمليات النهب والتدمير مصانعَ ومكاتبَ ومنازلَ وبنوكًا في الخرطوم. وكثيرًا ما تشهد العاصمة السودانية انقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات. كما تعاني من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، وأيضًا نفاد الإمدادات الغذائية.

وقالت سامية سليمان (29 عامًا)، وهي موظفة بشركة خاصة ومن سكان الخرطوم، لرويترز وهي في طريقها إلى مصر: “نحن في طريقنا عبر البر إلى مصر خرجنا بسبب الحرب. لا يوجد علاج مع تدهور الكهرباء وشبكات الهاتف. لديّ أطفال أخشى عليهم من عدم وجود العلاج. أيضًا أريد فرصًا في المدارس لأطفالي، لا أعتقد أن الأوضاع سوف تستتب قريبًا في الخرطوم”.

توقف القتال

أدى اتفاق الهدنة لتوقف القتال العنيف، لكن الاشتباكات المتفرقة والضربات الجوية استمرت.

وتقول الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة إنه على الرغم من الهدنة فإنها تكابد للحصول على موافقات وضمانات أمنية لتوصيل المساعدات. وفرق الإغاثة إلى الخرطوم وغيرها من الأماكن التي تحتاج إليها. وتعرضت مستودعات للنهب.

واندلع القتال في عدة أجزاء بإقليم دارفور. الذي كان يعاني بالفعل من ويلات الصراع والنزوح، مع تسجيل سقوط مئات القتلى في الجنينة بالقرب من الحدود مع تشاد.

واندلع القتال أيضًا في الأيام الأخيرة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

وسجل مستشفى في الفاشر ثلاث وفيات و26 إصابة أمس السبت بينهم أطفال. بحسب هيئة محامي دارفور، وهي منظمة حقوقية. وأضافت المنظمة أن هناك كثيرين في عِداد المفقودين.

وعلى مستوى السودان، قالت وزارة الصحة إن القتال أسفر عن مقتل 730 على الأقل، ومع ذلك فإن العدد الحقيقي من المرجح أن يكون أعلى بكثير. وسجلت الوزارة بشكل منفصل ما يصل إلى 510 وفيات في الجنينة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى