حصري

ود مدني في أزمة.. تقارير تكشف عن انتهاكات بعد سيطرة الجيش السوداني


أكد ناشطون سودانيون أن عناصر من الجيش السوداني والمليشيات المتحالفة معه، ارتكبوا انتهاكات إنسانية جسيمة شملت القتل والاعتقال بحق مواطنين في مدينة “ودمدني” وسط السودان.

وكان الجيش السوداني قد دخل إلى مدينة “ودمدني” يوم السبت بعد انسحاب قوات الدعم السريع  التي سيطرت على المدينة لأكثر من عام.

وجاءت الانتهاكات التي ارتكبها مسلحون بزي الجيش السوداني، ضد المواطنين في ودمدني، تحت ذريعة التعاون مع قوات الدعم السريع، وهي انتهاكات تكررت في كثير من المناطق التي دخلها الجيش بعد خروج “الدعم السريع“.

 وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، مسلحون بزي الجيش السوداني، يعتقلون مواطنين بزي مدني ويقتادونهم معصوبي الأعين، إضافة إلى مقاطع أخرى تُظهر جثث قتلى على الأرض وآخرون يحققون مع فتاة ويتهمونها بالتعاون مع قوات الدعم السريع.

وحشية وبربرية

وأكد المستشار في “قوات الدعم السريع“، الباشا طبيق، أن “الحملات الانتقامية التي يقوم بها الجيش وكتائب البراء الإرهابية والمستنفرين والحركات المرتزقة، في مدينة ودمدني بتصفية وقتل مجموعات عرقية محددة يؤكد وحشية وبربرية هذه المليشيات الإرهابية المتطرفة”.

وقال في تدوينة عبر منصة “إكس” إن “الانتهاكات تعبر عن الهدف الحقيقي لهذه الحرب العبثية التي أشعلها الجيش بتوجيه من الحركة الإسلامية بقيادة علي كرتي“. مبينا أن مدينة ودمدني سوف تشهد مزيدًا من القتل والتصفيات والإبادة الجماعية للمدنيين.

من جهته قال مستشار قائد قوات الدعم السريع، أيوب نهار.إن “اليوم الأول لميليشيا البرهان في ودمدنى شهد اعتقال وقتل وسط المدنيين من أبناء دارفور على أساس الهوية”.

وأضاف عبر منصة “إكس” أنه “لا يزال هنالك من يعتقد بأننا نمتلك جيشاً وطنياً. فالكيزان لا يؤجلون عمليات الانتقام، واهم من يظن بأن الكيزان يعرفون شيئاً اسمه دولة القانون”.

وقال إن “هنالك حقيقة واحدة وهى أن الجيش السوداني مؤسسة مجرمة ولغت في دماء السودانيين منذ تأسيسها بواسطة المستعمر ظلت كما هي، لم ولن تتغير. وأي شخص دعم الجيش المجرم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة فهو شريك أساسي والغ في سفك دماء السودانيين”، وفق قوله.

 وأشار إلى أن كل من يقول بأن هنالك مؤسسة اسمها الجيش مستقلة أو كل من تغاضى عن جرائمها وتماهى معها وتعامل معها باستحياء. يظل مسؤلاً وشريكاً في بناء ما وصفه بـ”الصنم” تحت دعوى إنها مؤسسة لها شرعية.

وتابع: “مليشيا البرهان لأول مرة تدافع عن الامتيازات التاريخية ومصالح النخب النيلية بصورة مباشرة. ولأول مرة تجتمع النخب النيلية الصفوية من قوى اليسار واليمين لدعم جيشهم العنصري من أجل حماية السلطة والامتيازات التاريخية. هذه هي الحقيقة من دون تزييف وبعيدا عن العواطف والمثالية”.

حرب إجرامية

وكان القيادي في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، خالد عمر يوسف، حذر الجيش السوداني عقب دخوله إلى ودمدني، من مغبة الانسياق وراء دعوات الانتقام والتشفي .التي أطلقتها الميليشيات الإسلامية المنخرطة في الحرب.

وأكد أن “هذه الدعوات ستضاعف من تمزيق النسيج الاجتماعي الذي فعلت فيه الحرب الأفاعيل. ولن يخدم سوى من يريد بالسودان شراً”.

وقال عبرمنصة “إكس” إن “على القوات المسلحة ألا تنجرف في دعوات الانتقام التي تؤججها جهات عديدة ضد مواطنين عزل بقوا في الجزيرة عقب انسحاب الجيش. فهم قوم لا حيلة لهم ولا خيارات سوى التعايش مع أي ظرف من الظروف”.

وأضاف أن “هذه الحرب ما هي إلا محض حرب إجرامية لا خير فيها. ضحيتها المواطن الذي لا ناقة له فيها ولا جمل. والكاسب منها هم حملة مشروعات تسلطية يتخذونها سلماً لمراكمة السلطة والمال والسلاح دون رحمة بالضحايا الذي مزقت الحرب حياتهم”.

 وأشار إلى أن “المخرج الوحيد للسودان هو حل سلمي منصف متراضى عليه بين أهل السودان، يعيد بناء البلاد على أساس جديد .وينهي ميراث العنف وفرض مشاريع الهيمنة بالبندقية وغياب العدالة والإفلات من العقاب، على أن تعبر الدولة عن كل مكوناتها بعدالة وإنصاف. ويكون فيها جيش مهني واحد وقومي ملتزم بواجباته بعيداً عن التغول على السياسة والاقتصاد”.

وكان الجيش السوداني أعلن يوم السبت، عن دخوله مدينة ودمدني .التي سيطرت عليها “قوات الدعم السريع” في منتصف ديسمبر / كانون الأول من العام قبل الماضي.

وبعد دخول الجيش مدينة ودمدني سرت مخاوف من تنفيذه حملات انتقامية ضد السكان الذين تمسكوا بالبقاء في منازلهم خلال فترة سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.

وبالفعل بثّت عناصر من المليشيات الإسلامية المتحالفة مع الجيش مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تتوعد من تصفم بـ”المتعاونين مع قوات الدعم السريع” في مدينة ودمدني بالقتل والتخلص من جثثهم في نهر النيل.

وقال أحد عناصر ما يعرف بـ”العمل الخاص” وهي ميليشيا تمثل جهاز الأمن السري للحركة الإسلامية. إن لديه قائمة بأسماء أكثر من 6 آلاف شخص بمدينة ودمدني متعاونون مع قوات الدعم السريع، وفق قوله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى