وزير الخارجية الإيراني إلى العراق في مهمة حماية مصالح ونفوذ إيران
يزور علي باقري وزير الخارجية الإيراني بالنيابة الخميس بغداد وعاصمة إقليم كردستان. حيث سيجري لقاءات مع كبار المسؤولين العراقيين. فيما يُنتظر أن تركّز الزيارة على عدد من الملفات العالقة بين البلدين من بينها مسألة نزع سلاح التنظيمات الكردية. في وقت تضغط فيه إيران من أجل تسريع تنفيذ الاتفاقية الأمنية الموقعة مع العراق.
كما تتزامن زيارة باقري إلى العراق مع مساعي الجمهورية الإسلامية لإعادة ترتيب البيت الشيعي في العراق وتسوية الخلافات بين الإطار التنسيقي .الذي يضمّ القوى السياسية الموالية لها باستثناء التيار الصدري، ضمن استعداداتها المبكرة للانتخابات البرلمانية التي ستجرى خلال العام المقبل.
وتولي إيران أهمية بالغة لتماسك الإطار التنسيقي. مدفوعة بهواجسها من أن تؤدي الخلافات بين مكوناته إلى تفككه وإعادة تشكيل المعادلة الشيعية بما لا يتناسب مع أهداف. ما يشكّل تهديدا لنفوذها المتنامي في العراق.
وتأتي زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى إيران. بعد أيام قليلة من توجيه طهران توصية إلى السوداني بمثابة تحذير من الخروج من جلباب الإطار التنسيقي ودعته إلى الترشح للانتخابات المقبلة ضمن قوائمه.
ورغم انشغالها بترتيبات الانتخابات الرئاسية المقبلة التي أعلن عنها إثر مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية كانت تقله. ووفدا حكوميا من بينه وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان. تحرص إيران على كبح التصدعات داخل الإطار التنسيقي تحسبا لتحالفات انتخابية جديدة تهدد مصالحها السياسية والأمنية والاقتصادية في العراق.
ونقل موقع “شفق نيوز” الكردي العراقي عن مصدر حكومي تصريحه. بأن باقري سيلتقي خلال زيارته إلى العراق رئيس الجمهورية عبداللطيف رشيد ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني ورئيس البرلمان العراقي بالإنابة محسن مندلاوي. كما يجري مباحثات مع مستشار أمني وعدد من الشخصيات السياسية وتابع أن “باقري سيتوجه يوم الجمعة إلى أربيل عاصمة إقليم كوردستان لعقد اجتماعات مع المسؤولين هناك”.
وتكثف إيران ضغوطها على العراق بهدف تنفيذ كامل بنود الاتفاق المبرم بين الجانبين بشأن نزع سلاح الفصائل الكردية التي تتخذ من إقليم كردستان معقلا لها. فيما تلقي طهران باللوم على بغداد معتبرة أن السلطات العراقية اكتفت بإبعاد الجماعات دون تجريدها من سلاحها.
وتشن إيران بين الحين والآخر هجمات على معاقل تلك الجماعات الكردية بالتزامن مع هجمات تشنها تركيا على متمردي حزب العمال الكردستاني.
وكان المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني أبوالفضل عموئي قد أكد في تصريح سابق أن “طهران تراقب عن كثب نزع سلاح الفصائل الكردية المسلحة .ونقلها من المنطقة الحدودية”.
بدوره طرح رئيس هيئة الأركان العامة للقوات الإيرانية اللواء محمد باقري هذه المسألة خلال لقائه وزير الداخلية العراقي عبدالأمير الشمري. أثناء مشاركته في موكب تشييع الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي. مشددا على تمسك بلاده بنزع سلاح الجماعات الإرهابية في كردستان العراق بشكل كامل.
وفي سياق متصل بحث رئيس الوزراء العراقي مع السفير الإيراني لدى بغداد محمد كاظم آل صادق اليوم الأربعاء سبل تعزيز “العلاقات وآفاق تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات. بما يضمن توثيق المنافع والمصالح الحيوية بين البلدين الصديقين”.
وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة العراقية في منشور على موقع “فيسبوك”. بأن “السوداني أكد حرص بغداد على تطوير العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وباقي الدول الإقليمية والانطلاق بالمشاريع الاقتصادية والتنموية الشاملة التي تثمر تكاملا اقتصاديا يعزز الأمن والاستقرار لجميع دول المنطقة”.