وزير الخارجية القطري يتوجه إلى طهران حاملاً رسائل أمريكية
قالت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء الخميس إن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني سيزور إيران في الأيام المقبلة، مضيفة أنه من المقرر أن يتشاور مع مسؤولين إيرانيين منهم وزير الخارجية عباس عراقجي بخصوص قضايا ثنائية وإقليمية”. فيما من المرجح أن ينقل المسؤول القطري رسائل أميركية إلى طهران في ظل مخاوف من التصعيد في المنطقة بانتظار الرد الإيراني على اغتيال إسماعيل هنية.
ويشير توقيت الزيارة التي تأتي بعد مغادرة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الدوحة إلى وجود رسائل أميركية ينقلها وزير الخارجية القطري إلى طهرن ضمن المساعي الإقليمية للتهدئة وتجنيب المنطقة مزيدا من التصعيد.
وغادر بلينكن الثلاثاء قطر في أعقاب زيارة سريعة إلى الشرق الأوسط لزيادة قوة الدفع للجهود الرامية إلى إبرام اتفاق وقف إطلاق نار في غزة. لكن الاتفاق لا يزال يبدو بعيد المنال.
وتلعب قطر، جنبا إلى جنب مع مصر والولايات المتحدة دور الوساطة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار ينهي الحرب المستمرة منذ عشرة أشهر بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.
وتعهدت إيران بالرد على اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس على أراضيها في 31 يوليو/تموز، والذي تتهم إسرائيل بالمسؤولية عنه. ولم تؤكد إسرائيل كما لم تنف مسؤوليتها.
-
قطر والحرس الثوري الإيراني.. شراكات سرية لزعزعة الأمن والاستقرار تحت ستار الاستثمار
-
هل تورطت قطر في دعم الإرهاب الإيراني في الشرق الأوسط؟
ومن المتوقع أن تتناول الزيارة المستجدات بشأن الوساطة التي تقوم بها قطر من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة. وإبرام صفقة تبادل للأسرى والمحتجزين بين حركة حماس وإسرائيل. لاسيما أن إيران اشترطت التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار لتتراجع عن توجيه ضربة لإسرائيل. حيث تترقب المنطقة الرد الإيراني وسط مخاوف باتساع نطاق الحرب.
وسبق أن لعبت قطر دورا في التوصل إلى اتفاق تبادل الأسرى بين إيران والولايات المتحدة وفق ما أعلنت وزارة الخارجية القطرية.
وبذل القطريون جهدهم لإنجاح المفاوضات الإيرانية الأميركية من خلال تكثيف زيارات المسؤولين القطريين إلى واشنطن وطهران لنقل الرسائل وتقريب وجهات النظر. وتم الاتفاق برعاية قطرية في أغسطس/آب 2023، للإفراج عن مليارات الدولارات المجمدة لإيران. إضافة إلى تبادل للسجناء بين البلدين.
-
ارتباط قطر وإيران.. دعم الحرس الثوري وتأجيج الصراعات
-
لتشويه جهود الإمارات الإنسانية في أفغانستان… حملة قطرية إيرانية
وبالإضافة إلى المصالح الدولية والحدودية. يمكن تبرير الجهود القطرية لرأب الصدع بين إيران والغرب برغبة الدوحة في تعزيز مصالحها التجارية مع طهران خاصة في ظل استمرار العقوبات الدولية. ومن ناحية أخرى فإن قطر تستضيف أكبر قاعدة عسكرية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. لذلك تجمعها مصالح مشتركة بالطرفين.
وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أكد حرصه على التعاون الوثيق مع حكومة الرئيس الجديد مسعود بزشكيان. وقال في يوليو/تموز الماضي أن “العلاقات الإيرانية القطرية تاريخية وقوية وتتقدم دائما إلى الأمام. وآمل أنه بالتعاون معا، يمكننا مواصلة وتسريع التقدم في تعاون البلدين”. وأضاف “آمل أن نتخذ خطوات فعالة من خلال تعميق التعاون مع بعضنا البعض. تجاه حل مشاكل المنطقة والعالم، وخاصة مساعدة الشعب الفلسطيني المظلوم”.
بدوره، شدد بزشكيان على عزم حكومته على تطوير العلاقات مع قطر.مضيفا “أن التعاون بين إيران وقطر له العديد من الفوائد المتبادلة للجانبين .وسوف اتابع مسار تعزيز التعاون وتعزيز العلاقات بكل جدية”.
كما بحث أمير قطر الشيخ تميم في يونيو/حزيران الماضي مع رئيس السلطة القضائية في إيران. غلام حسين محسني إيجئي، تعزيز العلاقات بين البلدين. في إطار زيارة غير معلنة المدة أجراها المسؤول الإيراني إلى الدوحة. وبحسب البيان جرى خلال المقابلة “استعراض علاقات التعاون القائمة بين البلدين وآفاق تعزيزها وتطويرها”.
وناقش الجانبان “عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك”، وفق المصدر ذاته.
-
الإفراج عن أسرى من الحرس الثوري الإيراني في سوريا برعاية وتمويل قطري
-
إيران تنفي “الرواية القطرية” بشأن الملف النووي
وفي 22 مايو/أيار الماضي، زار أمير قطر العاصمة الإيرانية طهران لتقديم واجب العزاء في وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي. الذي لقي مصرعه جراء سقوط طائرته المروحية قبل ذلك بأيام.