وسط الأزمة الطاحنة في لبنان.. حزب الله يقدم مساعدات لدمشق
الجماعة الشيعية اللبنانية ترسل 23 شاحنة مساعدات إغاثة لدمشق وتعد بالمزيد بينما لم تبادر بمثل هذه الخطوة في دعم اللبنانيين في غمرة أزمة مالية طاحنة دفعت بمعظمهم تحت خط الفقر.
في ظل تأزم الوضع المعيشي في لبنان، وتغلغل البلد في أزمة سياسية ومالية طاحنة، أقدم حزب الله القوة السياسية والعسكرية النافذة في لبنان، بإرسال قافلة مساعدات إنسانية مؤلفة من 23 شاحنة الأحد إلى محافظة اللاذقية في غرب سوريا.
تعدّ هذه الخطوة، مثيرة للجدل، إذ لم تقدم الجماعة الشيعية المدعومة من إيران، لتقديم الدعم أو أي مساعدات لآلاف العائلات اللبنانية المعوزة، والتي تعيش تحت خط الفقر، ما عدا تلك المتعلقة بتخفيف حدة أزمة الوقود، في خطوة اعتبرتها قوى سياسية فتح منافذ أوسع للتغلغل الإيراني في لبنان، بعد جلب شحنات من إيران متجاوزة سلطة الدولة.
وقد أثارت قدرة حزب الله على حشد 23 شاحنة مساعدات، الكثير من علامات الاستفهام، كونه لم يبادر بذلك تجاه اللبنانيين في ذروة شح المواد الأساسية قبل نحو ثلاث سنوات شحنات المساعدات التي أرسلها لسوريا.
وأتت القافلة في إطار حملة أطلقها حزب الله قبل أيام تحت تسمية “رحماء” لإعانة الشعب السوري في مواجهة نكبة الزلزال.
ويقيم الحزب مخازن ضخمة للمواد الغذائية بدعم إيراني وسبق له توزيع جزء منها في إطار استقطابي سياسي واجتماعي لا أنساني، بحسب خصومه.
وقبل انطلاق القافلة من الضاحية الجنوبية لبيروت، كان قد صرح هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي للحزب “هذه اللحظة هي لحظة المؤازرة وهي لحظة الإعانة ولحظة الوقوف إلى جانب هذا الشعب العزيز، هذا أقل الواجب“.
وتعد سوريا من أبرز داعمي حزب الله المدعوم من طهران وقبل اندلاع النزاع عام 2011، إذ شكلت ممرا لسلاحه وعتاده.
ومنذ أبريل 2013، يقاتل الحزب بشكل علني إلى جانب قوات النظام، وشارك تدخله المباشر في ترجيح كفة القتال لصالح دمشق على جبهات عدّة.
ووفقا لتصريحات صفي الدين فإن القافلة تتجه إلى محافظة اللاذقية التي تعد معقل عائلة الرئيس السوري بشار الأسد وهي من المناطق المتضررة بشدّة جراء الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا الاثنين ومقره تركيا المجاورة.
وقد تسبب الزلزال بمقتل أكثر من 28 ألف شخص، أكثر من 3500 شخصا منهم في سوريا.
ومن جهته قال مدير عام الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية التابعة لحزب الله عدنان مقدّم إن “القافلة التي انطلقت الأحد هي الأولى وتليها قوافل أخرى إن شاء الله.”
وأشار مقدّم أن القافلة تتألف من 23 شاحنة عشرون منها انطلقت من بيروت والبقية من البقاع، وتحمل الشاحنات “موادا تموينية وغذائية ومستلزمات صحية وأدوات منزلية يحتاجها الناجون من الزلزال” وفق مقدّم.
وأوضح أيضا، أنها ستسلّم “إلى جمعية الهلال الأحمر السوري والى المحافظين في بلدنا الثاني سوريا“.
ووُضعت على الشاحنات لافتات حملت العلم السوري وراية حزب الله الصفراء بشعار “من الشعب اللبناني المقاوم إلى الشعب السوري الشقيق“.
وقد أرسل لبنان فرق إنقاذ ووفدا وزاريا رسميا إلى دمشق، فيما كانت الحكومات المتعاقبة قد اتبعت سياسة “النأي بالنفس” عن النزاع في سوريا المجاورة.
ووصلت طائرتان إيطاليتان السبت إلى مطار بيروت تقلان مساعدات طبية مرسلة بمبادرة من مجموعة طبية إيطالية.
وقد أبدى الوفد الوزاري اللبناني للرئيس بشار الأسد، استعداد لبنان لفتح مطاراته وموانئه لاستقبال المساعدات إلى سوريا.