سياسة

وسط تصعيد عسكري.. بيرنز وبرنياع في الدوحة لمباحثات هدنة غزة


يتوجّه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز ورئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنياع إلى الدوحة الأربعاء للبحث في اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس والدولة العبرية، حسبما أفاد مصدر مطّلع على جهود الوساطة الإثنين فيما يأتي ذلك وسط تصعيد عسكري إسرائيلي غير مسبوق.

وقال المصدر طالباً عدم الكشف عن هويته إنّ مدير الـ”سي آي إيه” ورئيس الموساد “يتوجّهان الى الدوحة الأربعاء” مضيفا أنّ الرجلين سيلتقيان رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.
وتبذل قطر منذ أشهر جهود وساطة بالاشتراك مع كل من مصر والولايات المتحدة للتوصل إلى هدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع.
وزار برنيع الدوحة الجمعة لإجراء محادثات مع الوسطاء القطريّين تناولت خطة لوقف النار والإفراج عن الرهائن. وقال متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لدى عودة برنيع من الدوحة إنّ الدولة العبرية ستعاود “الأسبوع المقبل” إرسال موفديها إلى العاصمة القطرية.

ومن المقرّر أن تُعقد مفاوضات في مصر أيضاً هذا الأسبوع. وبحسب المصدر فإنّ المناقشات في العاصمة القطرية ركّزت على “الانتقال من هدنة أولية إلى فترة هدوء أطول أمداً”.

وبالتزامن مع زيارة بيرنز تؤدي مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، جولة في المنطقة تبحث خلالها سبل التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل أسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية بالقطاع.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان “تسافر ليف من 8 إلى 14 يوليو/تموز الجاري إلى الإمارات وقطر ومصر والأردن وإسرائيل والضفة الغربية، بالإضافة إلى إيطاليا” مضيفة “تجتمع مساعدة الوزير بمسؤولين حكوميين (لم تسمهم) لمناقشة الجهود الدبلوماسية المتواصلة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وضمان الإفراج عن كافة الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين)، وضمان توزيع المساعدات الإنسانية في مختلف أنحاء قطاع غزة”.

من جهته، أكّد الإثنين مسؤول فلسطيني مطّلع على المفاوضات أنّ جولة مباحثات الدوحة سيحضرها أيضاً وسطاء من مصر، متوقّعاً أن تنطلق الأربعاء. وقال المسؤول طالباً بدوره عدم نشر اسمه إنّ “المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل تبدأ بحضور الوسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة”.
وأفاد المسؤول الفلسطيني بأنّ خليل الحية “سيترأس وفد حماس ويضم الوفد عدداً من المسؤولين والفنّيين في الحركة” متابعا “ستجري مناقشة كافة تفاصيل الاقتراح الاسرائيلي الذي يحظى بموافقة أميركية، ومناقشة ردّ حماس”.
وأشار المسؤول الفلسطيني إلى عدد من نقاط الخلاف التي لا تزال عالقة بين الجانبين أبرزها أنّ “اسرائيل وضعت فيتو على مئة أسير فلسطيني من ذوي الاحكام العالية ممّن أمضوا أكثر من 15 عاماً في السجون الإسرائيلية ومن بينهم عدد من القادة الكبار في حماس وفتح والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية”.

وأضاف أنّ “حماس اشترطت أيضاً تعهّد الوسطاء بانسحاب إسرائيلي كامل من معبر رفح ومحور فيلادلفيا في الأسبوع الخامس لسريان الاتفاق حال البدء بتنفيذه” مؤكدا أنّ “هناك نقاطاً (عالقة) أخرى، لكن يمكن أن يتم تجاوزها، تتعلق بآلية عودة النازحين من جنوب القطاع إلى مدينة غزة وشمال القطاع”.
وفي بيان أصدرته مساء الإثنين، اتّهمت حماس نتانياهو بعرقلة المفاوضات من خلال مواصلة الجيش الإسرائيلي القتال والقصف المكثّف في مدينة غزة.

اسرائيل تضغط عسكريا تزامنا مع المفاوضات لاجبار حماس على تقديم تنازلات
اسرائيل تضغط عسكريا تزامنا مع المفاوضات لاجبار حماس على تقديم تنازلات

وقالت الحركة في بيانها إنّه “في ضوء ما يجري من تهديد جيش الاحتلال لأحياء واسعة من مدينة غزة وطلب إخلائها وما يقوم به من مجازر وقتل وتهجير” فإنّ رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية “أجرى اتصالات عاجلة مع الإخوة الوسطاء، محذّراً من التداعيات الكارثية لما يجري في غزة، كما في رفح وغيرها”.

وأضاف البيان أنّ هنية حذّر في اتصالاته من أنّ “من شأن ذلك أن يعيد العملية التفاوضية إلى نقطة الصفر” مؤكداً أنّ “نتانياهو وجيشه يتحملان المسؤولية الكاملة عن انهيار هذا المسار”.
وكان قيادي في حماس قال الأحد طالباً بدوره عدم كشف اسمه إنّ الحركة وافقت “أن تنطلق المفاوضات” حول الرهائن الإسرائيليين “من دون وقف إطلاق نار” دائم في القطاع.
وأوضح أنّ “حماس تراجعت عن شرطها الخاص بالوقف الدائم لإطلاق النار، حيث وافقت أن تنطلق المفاوضات من دون وقف النار” الدائم.
ويؤكّد نتانياهو أنّه سيستمر بالحرب حتى القضاء على حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ العام 2007 فيما قال مكتبه الأحد إنّ “أيّ اتفاق سيسمح لإسرائيل بالعودة والقتال حتى تحقيق كلّ أهداف الحرب”.

وتاتي هذه التطورات بشأن المفاوضات وسط تصعيد عسكري إسرائيلي حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم عددا من المسلحين الفلسطينيين الذين كانوا يختبئون داخل مدرسة في غزة بغارات جوية.
وأفاد الجيش الإسرائيلي في وقت متأخر يوم الاثنين بأنه استخدم ذخيرة دقيقة من أجل تجنب سقوط ضحايا مدنيين أثناء استهدافه مجموعة المقاتلين المختبئين في المبنى في منطقة النصيرات في وسط غزة دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
واتهم الجيش مرة أخرى كلا من حماس والجهاد الإسلامي بـ “انتهاك القانون الإنساني بشكل منهجي” باستخدام “المنشآت المدنية والسكان كدروع بشرية”.

ويأتي ذلك بعد أن قال الجيش الإسرائيلي مؤخرا إنه استهدف مقاتلي حماس على أرض مدرسة سابقة تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). ووفقا لحماس، قتل 16 شخصا في الغارات الجوية على مجمع المدرسة.
ووفقا للجيش، استخدم المسلحون المدرسة كقاعدة عملياتية لشن هجمات على الجيش الإسرائيلي، مؤكدين أنه تم اتخاذ خطوات قبل الضربات للحد من المخاطر على المدنيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى