وسم مغربي غاضب يزيد التوتر بين باريس والرباط: “#طبقوا_الفيزا_على_الفرنسيين”
“#طبقوا_الفيزا_على_الفرنسيين”، وسم تصدر مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، في أعقاب التوتر المتزايد بين باريس والرباط، والذي تفاقم مؤخرًا في أعقاب الزلزال.
وشهدت العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وباريس توترًا. برز مجددا على إثر عدم استجابة السلطات المغربية لعرض فرنسا المشاركة في عمليات الإنقاذ. بعد الزلزال الذي ضرب محيط مراكش (وسط) في 8 سبتمبر/أيلول الجاري.
رافق ذلك توجيه انتقادات حادة في وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب لتغطيات بعض وسائل الإعلام الفرنسية للزلزال. حيث اعتبرت غير محايدة وموجهة ضد الملك محمد السادس.
وعلى وقع ذلك التوتر، تصدر وسم “طبقوا الفيزا على الفرنسيين” قائمة الأكثر تداولاً في المغرب، دعا فيه مواطنون مغاربة إلى تطبيق نظام التأشيرة على الفرنسيين، معربين عن امتعاضهم بشأن ما وصفوه بـ”الاستهداف الممنهج من طرف فرنسا لبلادهم ومصالحها”.
مغردين طالبوا الحكومة المغربية عبر وزارة الخارجية بفرض تأشيرات على حاملي الجنسيات الفرنسية، الراغبين في دخول التراب الوطني المغربي.
شكاوى مغربية
ومنذ عامين، يشكو المغاربة، تشديد السلطات القنصلية الفرنسية لشروط منح التأشيرات للمغاربة، وصلت أحيانا إلى رفض “غير مبرر” لبعض الطلبات، على حد قول من رفضت تأشيراتهم، ما دفع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى استنكار قرار باريس تشديد شروط منح التأشيرات لمواطني بلاده.
ومما زاد من غضب المغاربة بشأن السياسات الفرنسية تجاه المغرب، توجيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطاب مباشر للمغاربة إبان زلزال الحوز، دون مراعاة للأدبيات المعمول بها في العلاقات الدولية بين البلدان.
واعتبر المغاربة أن مخاطبة ماكرون الشعب المغربي بشكل مباشر فيه نوع من “القفز” على مقدسات المغاربة ومقتضياتهم الدستورية، على اعتبار أن الملك هو الشخص الوحيد المخول دستوريا بمخاطبة الأمة المغربية.
توتر فاقمه، إعلان وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا عن برمجة زيارة ماكرون إلى المغرب بدعوة من الملك محمد السادس، ما دفع مصادر حكومية مغربية إلى الرد عبر وكالة الأنباء الرسمية، بكون تلك الزيارة “غير مدرجة في جدول الأعمال وغير مبرمجة”.
إجراءات رسمية
وكان المجلس الوطني للصحافة، وهو هيئة رسمية في المغرب، أعلن قبل أيام، أنه تقدم بشكوى لدى نظيره الفرنسي مجلس أخلاقيات الصحافة والوساطة “بعد رصده لمخالفات مرتكبة” من صحيفتي شارلي إيبدو وليبيراسيون الفرنسيتين خلال تغطيتهما للزلزال.
وقال المجلس في بيان “إن مجمل هذه الانتهاكات … تأتي في سياق اتسم بتهجمات من قبل عدة وسائل إعلام فرنسية على المغرب ومؤسساته، إثر عدم استجابة السلطات المغربية لمقترح الدعم الذي تقدمت به فرنسا بعد الزلزال“.
وعن أزمة الصحفيين، قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة المغربية مصطفى بيتاس، إن الصحفيين المذكورين دخلا البلاد بغرض سياحي ولم يطلبا أي ترخيص. ولم يعلنا أنهما صحفيان كما ينص على ذلك القانون، مضيفًا أن “بعض التغطيات الإعلامية لأحداث الزلزال من طرف الصحفيين الفرنسيين كانت غير موضوعية، لكن لم يتعرض أي أحد منهم لأي تضييق”.