2024: عام الاضطرابات.. من ربح ومن خسر في السياسة العالمية؟
كان 2024 عاما مليئا بالتقلبات في السياسة العالمية، لعل التطور الأهم -والأكثر مفاجأة- هو انهيار ما يسمى بـ”محور المقاومة” الإيراني.
ووفقا لمجلة “فورين بوليسي”، ظلت إيران لسنوات قادرة على تهديد إسرائيل وأهداف أخرى في الشرق الأوسط بترسانة ضخمة من الصواريخ والطائرات دون طيار، إضافة إلى قدرتها على تفعيل وكلائها الإرهابيين مثل حماس وحزب الله، بدعم من دول متحالفة معها مثل روسيا ونظام الأسد في سوريا.
لكن جميع تلك التهديدات تلاشت تقريبا أو ثبت عدم فاعليتها، بعد قيام إسرائيل بتصفية قيادات حزب الله وإجباره على وقف إطلاق النار.
ورغم الكثير من التحديات الإنسانية وإعادة الإعمار التي خلفتها الحرب في غزة، فإن إسرائيل قضت فعليا على حماس كتهديد أمني.
ورأت إيما آشفورد، كاتبة الرأي في مجلة فورين بوليسي، أن إيران لطالما اعتمدت على التأثير الرادع للعديد من الجماعات المسلحة التي تدعمها في جميع أنحاء المنطقة.
ولكن عندما وصلت الأمور إلى نقطة الحسم، تبين أن حزب الله، على وجه الخصوص، كان أضعف بكثير مما بدا عليه من الخارج.
أما التطور الأكثر إثارة للدهشة في عام 2024 فكان انهيار نظام الأسد، الذي توقع البعض ألا يسقط سريعا، لكنه انهار بعد 3 أو 4 أيام فقط.
وتعتقد راشفورد أن من بين أبرز التطورات التي شهدها 2024 كان مدى فقدان الولايات المتحدة معركتها من أجل صورتها عالميا، كان هذا العام الذي أصبح فيه الدعم الأمريكي لإسرائيل عبئا ثقيلا عليها، حتى حلفاء الولايات المتحدة أشاروا إلى أن الحرب في غزة تضمنت جرائم حرب.
وفي عام 2024 أصبح واضحا أن الدعم الأمريكي لأوكرانيا لن يكون كافيا لإنهاء الحرب، وأنه سيتعين التوصل إلى هدنة أو مفاوضات أقل من المثالية، وكان أيضا العام الذي تدهور فيه الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن بشكل ملحوظ -وأمام الكاميرات- ممهّدا الطريق لعودة دونالد ترامب، بينما كان يعلن أن أمريكا لا غنى عنها.
مهما كان دور أو صورة أمريكا في عام 2025 فإنه بالتأكيد ليس “ترسانة الديمقراطية” التي لا تُقهر، التي حاول فريق بايدن تقديمها خلال السنوات الأربع في البيت الأبيض.
كما كان عام 2024 العام الذي أدرك فيه الغرب ضرورة السعي للمفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وساعد على هذا التحول في الرأي أيضا الضعف الداخلي والتحيز ضد شاغلي المناصب في عدة دول أوروبية، مثل انهيار الحكومة الألمانية، وكذلك الحكومة الفرنسية، وتولي حكومة جديدة في بريطانيا لا تحظى بشعبية واسعة رغم مرور ستة أشهر فقط على توليها السلطة.
وكما كانت إيران أكبر خاسر في عام 2024 كانت إسرائيل واحدة من أكبر الرابحين. فقد تحسن وضعها الأمني بشكل ملحوظ خلال العام الماضي.