الشرق الأوسط

كماشة بين فكيها هدنة غزة: ما هما فيلادلفيا ونتساريم؟


لعدة أشهر أصيبت مفاوضات غزة بالشلل، واليوم يُنظر إلى شريطين من الأرض واحد في خاصرة غزة الجنوبية والآخر في منتصفها، على أنهما عائقان.

إنهما، ممر فيلادلفيا الواقع على الحدود بين مصر وقطاع غزة، ومحور نتساريم الذي يسمح للجيش الإسرائيلي بتقسيم القطاع (غزة والشمال من جهة ومحافظات الوسطى وخان يونس ورفح من جهة أخرى).

وهذا الأسبوع، ومع وصول المفاوضات إلى مرحلة حرجة، حافظ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خطه المتشدد، معلنا أن بلاده “لن تغادر تحت أي ظرف من الظروف ممر فيلادلفيا أو نتساريم، على الرغم من الضغوط الهائلة في الداخل والخارج”. وفق صحيفة هآرتس العبرية.

ونستعرض في السطور التالية، نبذة عن هذين المسارين اللذين يعلقان في دولاب الهدنة؟

محور فيلادلفيا

يقع على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

يبلغ عرضه حوالي 100 متر.

يمتد على طول 14 كيلومترا (8.6 ميل) من جانب غزة من الحدود بما في ذلك معبر رفح مع مصر.

يعود أصل التسمية إلى الاسم الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي على المنطقة منزوعة السلاح بين مصر وغزة والتي أنشئت بموجب معاهدة السلام لعام 1979، والتي كانت نتاجاً لاتفاقيات كامب ديفيد.

وتشير مصر إلى المنطقة باسم ممر صلاح الدين، نسبة إلى صلاح الدين الأيوبي، الذي هزم الصليبيين في القدس عام 1187.

في عام 2005، كجزء من انسحاب إسرائيل من غزة، وقعت تل أبيب والقاهرة اتفاقية لنشر 750 ضابط شرطة مصريا لحراسة الطريق بعد أن أكملت إسرائيل انسحابها من القطاع.

وكان الهدف من هذه الاتفاقية، بما في ذلك التسمية الرسمية للممر، منع تهريب الأسلحة وغيرها من المواد المحظورة إلى غزة عبر أنفاق التهريب.

في التاسع والعشرين من مايو/أيار الماضي، وفي إطار تحركها المثير للجدل في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، أعلنت القوات الإسرائيلية أنها سيطرت بشكل كامل على ممر فيلادلفيا، بهدف إحباط قدرة حماس على إعادة التسلح والإمداد.

ولم تكن حماس وحدها التي أعلنت معارضتها الشديدة لاستيلاء إسرائيل على الجانب الغزي من معبر رفح ــ فمصر تعارض ذلك أيضا.

وردا على ذلك، أُغلق معبر رفح وتوقفت حركة المسافرين. وطالبت مصر بسيطرة فلسطينية عليه وليست إسرائيلية على الجانب الآخر.

لماذا يشكل فيلادلفيا نقطة خلاف في المفاوضات؟

منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي على مستوطنات في غلاف غزة، قالت حكومة نتنياهو إن إسرائيل لابد أن تحتفظ بالسيطرة على الممر، بما في ذلك معبر رفح، باعتباره السبيل الوحيد لمنع حماس من إعادة التسلح.

وتُصر مصر على تمسكها بضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من محور فيلادلفيا ومعبر رفح الفلسطيني.

كذلك تطالب حماس بانسحاب إسرائيلي كامل من المنطقة كشرط لإبرام صفقة الرهائن.

ونتيجة لهذا، عكف الأمريكيون والمصريون والقطريون والإسرائيليون على تبادل الأفكار في محاولة لسد الفجوة في هذه المسألة.

وركزت المفاوضات في قطر ومصر على حجم ونطاق الوجود الإسرائيلي المستمر في محاولة للتوصل إلى حل مقبول لجميع الأطراف.

نتساريم

ممر نتساريم هو طريق يشق قطاع غزة، ويمتد من الحدود الإسرائيلية شرقا إلى البحر الأبيض المتوسط غربا.

وقد ذُكر الممر لأول مرة في خطة إسرائيلية في أوائل سبعينيات القرن العشرين تحت عنوان “خطة الأصابع الخمسة” التي كانت تهدف إلى تشريح القطاع للسماح بالسيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة.

الممر الفعلي، الذي يمر عبر الجزء الجنوبي من مدينة غزة، يبلغ طوله حوالي 7 كيلومترات (4 أميال) ولم يظهر إلى الوجود إلا أثناء الحرب الجارية حاليا.

وقال وزير إسرائيلي لشبكة CNN في وقت سابق من هذا العام إن ممر نتساريم سيجعل من الممكن السفر من كيبوتس بئيري – أحد المجتمعات الإسرائيلية التي تعرضت للهجوم في 7 أكتوبر – إلى الشاطئ، في سبع دقائق فقط.

ونتساريم هو اسم المستوطنة الإسرائيلية التي كانت موجودة حيث يقع الممر الآن، مما يعطي مشروع الطريق الجديد رائحة إعادة احتلاله، وفق هآرتس.

يُحظر على الفلسطينيين استخدام هذا الطريق، الذي يحتوي على قواعد إسرائيلية للقوات التي تسيطر على حركة الفلسطينيين بين الشمال والجنوب.

وتعمل هذه القواعد أيضا كمنصة انطلاق للعمليات الإسرائيلية.

في بداية الحرب، أمر الإسرائيلي سكان شمال غزة بالإخلاء إلى الجنوب باستخدام الطرق الرئيسية التي تعبر ممر نتساريم.

ويُعتقد أن الممر يشكل عنصرا رئيسيا في خطة طويلة الأجل من جانب إسرائيل لتقسيم غزة إلى نصفين ومراقبة منطقة عازلة مستقبلية بين غزة وإسرائيل، مصممة لمنع الهجمات على غرار السابع من أكتوبر.

وقالت مصادر في الجيش لصحيفة هآرتس إن ممر نتساريم سيسمح لإسرائيل بالمراقبة والسيطرة على حركة الفلسطينيين بين الشمال والجنوب.

وتقول الحكومة الإسرائيلية إن مثل هذه السيطرة ضرورية لضمان عدم عودة الأسلحة والمسلحين إلى شمال غزة بمجرد السماح للمدنيين بالعودة.

وأصرت حماس على أن شرط أي اتفاق هو الانسحاب الإسرائيلي من معبري فيلادلفيا ونتساريم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى