ظلال أمريكية على حرب أوكرانيا: “سلام بعيد المنال”
يجب أن تكون أوكرانيا آمنة ومستقرة، ولتحقيق هذا الهدف، يتعين على الجمهوريين والديمقراطيين في أمريكا إيجاد أرضية مشتركة لإنهاء الحرب.
إن القضية في أوكرانيا ليست ذات أهمية قصوى بالنسبة لكييف فحسب، بل تظل حاسمة لأمن المواطنين في الولايات المتحدة والعالم الغربي ككل ففي أسوأ الأحوال قد يؤدي استمرار الحرب إلى الفناء النووي، وفقا لما ذكره موقع “ريسبونسيبل ستيت كرافت”.
-
الإمارات تنجح في وساطة تاريخية بين روسيا وأوكرانيا لإطلاق سراح أسرى
-
3 أسلحة تسعى أوكرانيا لاستخدامها لضرب العمق الروسي.. تعرّف عليها
وبحسب المصدر ذاته، يوجد هدفان رئيسيان مقبولان من جانب الغالبية العظمى داخل أروقة السياسة الأمريكية وأيضا الغالبية العظمى من الشعب الأمريكي.
فالجميع لا يريد حربا مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا، الأمر الذي قد يؤدي إلى خطر حرب نووية كارثية، والجميع أيضا يريد الحفاظ على أكبر قدر ممكن من أوكرانيا كدولة مستقلة مع فرصة إعادة بناء اقتصادها والانضمام في النهاية للاتحاد الأوروبي، فإذا لم تستطع كييف إعادة بناء نفسها فستظل جرحا مفتوحا في أوروبا تترتب عليه كوارث وخيمة على المنطقة.
-
أزمة الحكم في أوكرانيا: تعديل زيلينسكي بين الاتهامات والخلافات
-
بعد تحذير الحرب الشاملة.. ماذا تعني رسالة بوتين الأخيرة للناتو بشأن أوكرانيا؟
وللأسف، لا تتضمن المناقشة السياسية الأمريكية حاليا سوى القليل جدا من المناقشة حول كيفية تحقيق هذين الهدفين وسط تبادل للاتهامات، إذ أصبحت هذه اللهجة الحادة هي القاعدة في الحملات الانتخابية وسط مؤشرات على استمرارها عقب الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
فمن المرجح أن يبذل الديمقراطيون والجمهوريون قصارى جهدهم لتخريب الجهود التي يبذلها كل طرف منهما حول أوكرانيا.
-
أوكرانيا تتأهب لـ ‘تي يو 95’: ما يجب معرفته عن ‘قاذفة الرعب’ الروسية
-
خسائر أوكرانيا المتزايدة تدفع روسيا نحو استعادة كورسك
ولأنها القوة الدولية الأبرز في العالم، لا تستطيع الولايات المتحدة تحمل مثل هذا الشلل، وإذا لم تنته الحرب قريبا، فمن المرجح أن يتحرك الوضع في أوكرانيا بسرعة نحو نقطة تضع الإدارة الأمريكية أمام خيارين فقط إما الاستسلام لخسارة أوكرانيا المزيد من الأراضي وإما تصعيد الحرب لتصبح مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا.
ويرى منتقدو الرؤية الجمهورية أن الجمع بين الحياد الأوكراني ووقف إطلاق النار على طول الخطوط الأمامية الحالية، كما اقترح السيناتور جيه دي فانس المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس، لن “يمنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كل ما يريده”.
-
نيوزويك: استهداف مستودعات النفط الروسية من قبل أوكرانيا ينذر بكارثة كبرى
-
تايفون تضيف بعدًا جديدًا لحرب المسيرات في أوكرانيا: تصعيد في النزاع الجوي
وما يجب على الولايات المتحدة التوصل إليه هو كيفية إنشاء مزيج مستقر من الردع العسكري والضمانات الدبلوماسية في أوروبا، من أجل تقليل احتمالات الحرب بين حلف الناتو وروسيا، ويحافظ في الوقت نفسه على استقلال أوكرانيا وأمنها، بحسب موقع “ريسبونسيبل ستيت كرافت”.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن غالبية كبيرة من الروس تعارض بشكل قاطع أي شيء يشبه “استسلام” بلادهم في أوكرانيا، كما تظهر الاستطلاعات استعداد الغالبية العظمى لقبول تسوية سلمية الآن.
-
سي إن إن: أوكرانيا تنفذ أكبر عملية بطائرات مسيرة ضد روسيا بعد خرق حدودها
-
في شرق أوكرانيا المدمّر.. زيلينسكي يواجه تداعيات الأزمة
لكن هل توافق أوكرانيا على هذا؟.. تشير بعض استطلاعات الرأي إلى أن أعداداً متزايدة من الأوكرانيين تشك في قدرة البلاد على استعادة كل الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.
وفي أوروبا يرى كثيرون أن ترسيخ الحياد الرسمي لأوكرانيا سيعكس حقيقة مفادها بأن حكومات حلف دول الناتو، بدعم من الغالبية العظمى من سكانها، أعلنت مراراً وتكراراً أنها لن تخوض حرباً للدفاع عن أوكرانيا، بالتالي فإن عضوية حلف شمال الأطلسي بالنسبة لكييف فكرة غير عملية.
-
أوجاع أوكرانيا تتفاقم: النيران الصديقة وتقدم روسيا يعقدان الوضع في كييف
-
أوكرانيا تغير ديناميكية الصراع مع روسيا
وسيشكل تحريك روسيا وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي باتجاه تسوية مقبولة للجانبين لإنهاء الحرب تحديا هائلا للرئيس الأمريكي المقبل، ولا يمكن تجاوزه إذا استمرت الخلافات الحزبية في واشنطن التي ستغذي شكوك روسيا في قدرة الولايات المتحدة على تنفيذ شروط أي اتفاق، وستدفع رافضي الاتفاق في أوكرانيا أو أوروبا للاعتقاد بأنهم قادرون على استغلال الخلل الحزبي في أمريكا لمنع أي تسوية تفاوضية.
وقال كوبيليوس، في تصريحات إعلامية، إن الخطوة “تظهر أن هناك فهما واسعا في الاتحاد الأوروبي لنوع التهديدات التي نواجهها، بحيث أن التهديدات الأكبر حاليا للأسف تأتي من الشرق، من روسيا”.
-
مؤسس فاغنر يظهر في تسجيل نادر: حذر من تحركات أوكرانيا وطرح استراتيجية المواجهة
-
أوكرانيا تستعد لتغيير مسار الحرب
وأضاف أنه “من الجيد أن الاتحاد الأوروبي مستعد للاستفادة من معرفتنا وخبرتنا من أجل المصلحة العامة، لإيجاد حلول حقيقية للتحديات التي يواجهها أمننا”.
ضمان الدعم الأوكراني؟
تبدو أوكرانيا من بين الرابحين من التعديلات الجديدة في تلك المناصب.
فمع تواصل الحرب الروسية الأوكرانية، يتزايد شعور بعض الحلفاء بالإنهاك، فيما تبرز تساؤلات حول تواصل الدعم من الولايات المتحدة قبيل الانتخابات المرتقبة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
-
واشنطن بوست: هجوم روسي كبير على أوكرانيا يهدد بشبكات الطاقة
-
إنجاز إماراتي جديد في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا
وقال الخبير في شؤون وسط وشرق أوروبا لدى مركز أبحاث “صندوق مارشال الألماني” دانيال هيغيدوس إنه “من الواضح أن فون دير لاين ترغب في ضمان تواصل الدعم لأوكرانيا في التشكيلة الجديدة للمفوضية الأوروبية”.
لكن على الرغم من ذلك، لا يعني وجود جهات داعمة بشدّة لأوكرانيا في أعلى هرم السلطة في بروكسل أنه لا يمكن لبلدان الاتحاد الأوروبي تغيير رأيها مستقبلا بشأن دعم أوكرانيا.
وقال هيغيدوس إن فون دير لاين “تحاول تشكيل السياسات المستقبلية، لكنه ليس أمرا مفروغا منه”.
-
روسيا تواصل تدمير العدو.. إخماد نيران أوكرانيا في كورسك
-
أوكرانيا والأسلحة الأمريكية: ما دلالات ‘التفويض المطلق’؟
وأكد أن دول أوروبا الشرقية ليست الوحيدة التي ازدادت هيمنتها في المفوضية المقبلة، مشيرا إلى أن البلدان الواقعة في جنوب أوروبا حظيت بمناصب مهمة أيضا.
ويعود ذلك جزئيا إلى ضعف الحكومتين في مركزي القوة التقليديين: فرنسا وألمانيا، بحسب المصدر ذاته.
ولفت هيغيدوس إلى أن الأمر يعود أيضا إلى أن المناطق التي كانت تعد “هامشية” لديها رؤى واضحة في ما يتعلّق بمواجهة روسيا أو التخلي عن سنوات من التقشّف.
وبينما حققت بلدان دعمت كييف بقوة وعارضت روسيا مكاسب، فقدت تلك التي حافظت على تقاربها مع موسكو بعض الوزن.
وأثار صعود شخصيات متشددة حيال روسيا لتولي شؤون السياسة الخارجية والدفاع ضمن التكتل نوعا من القلق في بروكسل من احتمال أن يغفل الاتحاد الأوروبي عن الوصول إلى أجزاء أخرى من العالم.
لكن المحللين قللوا من أهمية هذه المخاوف، معتبرين أن الاتحاد الأوروبي قادر على التعامل مع العديد من القضايا.
-
دول الساحل تطلب من مجلس الأمن اتخاذ إجراءات ضد أوكرانيا
-
أوكرانيا تناور بالأرض.. «سلام عادل» مقابل «هدوء كورسك»
وقالت ستفيانيا بيناغليا من “مركز دراسات السياسة الأوروبية” إن “الاهتمام بروسيا مؤشر واضح.. لكنني لا أعتقد أن ذلك سيؤدي بالضرورة إلى استبعاد مناطق أخرى”.
وأضافت: “نعرف جميعا أن السياسة الخارجية لا يمكن أن تكون سياسة إقليمية”.