سياسة

60 ضربة إسرائيلية تهز سوريا في أقل من 5 ساعات


منذ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل الأراضي السورية. حيث استهدفت إسرائيل أكثر من 500 هدف عبر غارات جوية خلال السنوات الماضية. وشملت تلك الضربات مواقع عسكرية استراتيجية. قالت إسرائيل إنها تُستخدم من قبل إيران وحلفائها لتعزيز نفوذهم في المنطقة ونقل الأسلحة إلى حزب الله في لبنان.

وفي الساعات الأخيرة، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. بأن إسرائيل شنت 61 ضربة جوية على مواقع عسكرية في أنحاء متفرقة من سوريا. 

هذه الضربات جاءت في توقيت حساس للغاية. بعد نحو أسبوع من الإطاحة بنظام الأسد على يد فصائل المعارضة المسلحة، ما فتح الباب أمام مشهد جديد من عدم الاستقرار الإقليمي.

التركيز على ضربات مقررة 

الضربات الإسرائيلية ركزت على مستودعات أسلحة ومقرات عسكرية. بعضها كان يتمركز في محيط العاصمة دمشق، بالإضافة إلى أهداف في مناطق شمال وشرق البلاد.

 مصادر محلية أكدت وقوع انفجارات عنيفة سمعت في مواقع مختلفة، في حين أظهرت صور الأقمار الصناعية حجم الدمار الكبير الذي طال تلك المواقع.

وقال المرصد السوري: إن “61 ضربة جوية استهدفت الأراضي السورية مساء السبت، في أقل من 5 ساعات، وما تزال الضربات مستمرة”.

وأشار أن الطيران الحربي الإسرائيلي يواصل تصعيده العنيف على الأراضي السورية مستهدفا بـ”صواريخ فراغية أنفاقا تحتوي على مخازن صواريخ بالستية داخل الجبال”. وأوضح أن المستودعات تحتوي على صواريخ كبيرة وذخيرة وقذائف هاون وغيره من العتاد العسكري الذي تسعى إسرائيل لتدميره”.

وقال المرصد: إن الضربات الإسرائيلية طالت 13 محافظة سورية منذ سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر.

وأفاد المرصد أيضًا بضربات إسرائيلية طالت مستودعات أسلحة أخرى في منطقة القلمون قرب دمشق، وكذلك قرب درعا والسويداء في الجنوب.

وفي وقت سابق، أفاد المرصد بأن “معهدًا علميًا” ومواقع عسكرية أخرى في برزة، عند الطرف الشمالي الشرقي لدمشق، قد دمرت جراء ضربات إسرائيلية. كما استهدفت الضربات “مطارًا عسكريًا” في ضواحي المدينة، وفق المرصد.

فوضى أمنية في سوريا 

والتحرك الإسرائيلي المكثف يأتي وسط تحذيرات دولية من تداعيات الفوضى الأمنية في سوريا. مع تصاعد مخاوف من أن تتحول البلاد إلى ساحة مواجهة إقليمية مفتوحة بين الأطراف المتصارعة. 

ويبدو أن إسرائيل تسعى من خلال هذا التصعيد إلى إرسال رسالة واضحة بأنها لن تتهاون مع أي تهديدات أمنية قد تنشأ عن الفوضى الحالية. خصوصًا مع التقارير التي تتحدث عن إعادة تنظيم الجماعات المسلحة وتركيزها في مناطق جديدة.

هذه التطورات تسلط الضوء على هشاشة الأوضاع في سوريا بعد سقوط الأسد. إذ تزداد المخاوف من تفاقم الأزمات الإنسانية والأمنية، في ظل انعدام أي حلول سياسية تلوح في الأفق. 

المشهد السوري الجديد يضع المنطقة أمام مرحلة معقدة تتداخل فيها الحسابات الإقليمية والدولية.

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ مطلع العام 2024، 182 مرة قامت خلالها إسرائيل باستهداف الأراضي السورية. 156 منها جوية و 26 برية، أسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 334 هدفاً ما بين ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات.

وقُتل أربعة على الأقل من مقاتلي أحد الفصائل المنضوية في التحالف المسلّح الذي أطاح الرئيس السوري بشار الأسد، في كمين نصب لهم السبت في ريف اللاذقية، معقل الرئيس المخلوع.

في الأثناء، أعلن التحالف الذي تولى السلطة في دمشق وتقوده هيئة تحرير الشام الإسلامية، أن “إدارة العمليات العسكرية ترسل تعزيزات عسكرية كبرى نحو أرياف اللاذقية وطرطوس وجبلة”.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل “أربعة مقاتلين على الأقل” من “فيلق الشام” في “اشتباكات عنيفة اندلعت في ريف اللاذقية بين مسلحين من فلول النظام السابق وعناصر من الفصيل”.

وأشار المرصد، أن “الهجوم جاء نتيجة كمين مسلح نصبه المسلحون لمقاتلي الفيلق، قرب أوتستراد اللاذقية – جبلة”. قرب دارة لوسيم الأسد، واصفا الأخير بأنه “قريب ماهر الأسد الذي كان يشرف على عمليات تصنيع وتجارة الكبتاغون”.

ولفت المرصد، أن الاشتباكات جاءت “عقب توجه الفيلق إلى ثكنة عسكرية كانت سابقا لقوات النظام البائد في قرية الحكيم التابعة لمنطقة المزيرعة بريف اللاذقية بهدف ضبط عمليات سرقة سلاح كانت تحدث في الثكنة من قبل فلول النظام”.

وأكد مصدر في “فيلق الشام” لفرانس برس. أن “لصوصًا مسلحين” أطلقوا النار على مقاتلي الفيلق الذين كانوا “يسيّرون دورية” أمنية، ما أسفر عن مقتل أربعة منهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى