هل يحقق ترامب خطته؟.. تحديات تعترض تهجير غزة
يواجه اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل مئات الآلاف من الفلسطينيين قسرًا من قطاع غزة وتطويره كوجهة سياحية عقبات كبيرة.
إذ ينظر الفلسطينيون وغيرهم إلى هذه الخطط على أنها تطهير عرقي، ومحاولة لطردهم من وطنهم، الذي جعله الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ 15 شهرًا غير صالح للسكن، وعلى أنها محاولة لتصفية نضالهم لإقامة دولة فلسطينية.
وأدانت الدول العربية، بما في ذلك مصر والأردن، هذه الخطط ورفضت بشدة اقتراح ترامب باستقبال المزيد من اللاجئين الفلسطينيين، كما أصدرت المملكة العربية السعودية بيانًا رفضت فيه فكرة التهجير، وأكدت أنها لن تطبِّع العلاقات مع إسرائيل دون إنشاء دولة فلسطينية تشمل غزة.
-
مفاوضات هدنة غزة.. نتنياهو يتراجع قبيل لقائه ترامب
-
في أول لقاء مع ترامب.. نتنياهو يناقش ملفي غزة وإيران
ويخاطر الاقتراح بتقويض وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، الذي ادعى ترامب الفضل فيه، لكن مستقبله أصبح أكثر غموضًا، وفقًا لما ذكرته وكالة أنباء أسوشيتد برس في تقرير طالعته العين الإخبارية، أوضحت خلاله عقبات خطة الرئيس الأمريكي.
الفلسطينيون لا يريدون المغادرة
ينظر الفلسطينيون إلى غزة على أنها جزء لا يتجزأ من وطنهم ومن الدولة المستقلة التي يطمحون إلى قيامها، والتي تضم القطاع والضفة الغربية والقدس الشرقية، وهي الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967. وأدانت حماس والسلطة الفلسطينية اقتراح ترامب بشدة.
ومعظم سكان غزة هم من نسل اللاجئين الذين فروا أو طُردوا في حرب 1948 من الأراضي التي قامت عليها إسرائيل، ولم يُسمح لهم بالعودة.
-
ملفات ساخنة: نتنياهو يبحث مع ترامب توسيع السلام وأزمة غزة وإيران
-
هدنة غزة: نجاح لبايدن أم تمهيد لعودة ترامب؟
وقال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، إنه إذا كان هدف ترامب هو إرسال الفلسطينيين إلى “مكان سعيد ولطيف”، فيجب أن يعودوا إلى ديارهم الأصلية في إسرائيل.
ويعد البقاء على الأرض، رغم التهديدات بالطرد، جوهر نضال الفلسطينيين وهويتهم الذاتية، وهو ما ظهر بوضوح الأسبوع الماضي عندما عاد مئات الآلاف إلى شمال غزة المدمر بالكامل تقريبًا.
الدول العربية لن تقبل اللاجئين الفلسطينيين
رفضت مصر والأردن دائمًا المقترحات السابقة لإعادة توطين الفلسطينيين داخل حدودهما، كما أن هناك مخاوف من أن يؤدي منع إسرائيل للفلسطينيين من العودة إلى زعزعة استقرار المنطقة.
-
من غزة إلى إندونيسيا.. هل تحمل أفكار ترامب حلولاً أم أزمات؟
-
تهديد مثير للجدل: نائب ترامب يوضح تصريحاته حول رهائن غزة
وكرر البيان السعودي تصريحات أدلى بها ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، في سبتمبر/أيلول الماضي، حيث قال إن المملكة لن تطبِّع العلاقات مع إسرائيل دون إنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وأكدت المملكة أن “موقفها الثابت غير قابل للتفاوض أو التنازل”.
ويبدو أن ترامب يستخدم التعريفات الجمركية والعقوبات وخفض المساعدات للضغط على الحلفاء والخصوم، ويمكنه ممارسة الضغط الاقتصادي على مصر والأردن، لكن هذه الدول لديها نفوذ خاص بها في مواجهة ما تراه تهديدًا كبيرًا لأمنها القومي، كما يمكن لدول الخليج أن تساعد في تخفيف أي ضربة اقتصادية.
وحذرت مصر بالفعل من أن أي نقل جماعي للفلسطينيين إلى سيناء سيقوِّض معاهدة السلام مع إسرائيل، التي تُعَد حجر الزاوية للاستقرار الإقليمي والنفوذ الأمريكي لما يقرب من نصف قرن.
-
غزة تحت الجحيم وتوسعات أمريكا.. عواصف ترامب تمهد طريقه للبيت الأبيض
-
عودة ترامب: هل يغير مسار الأحداث في غزة ولبنان وإيران؟
الإسرائيليون يرحبون لكن الرهائن أولوية
تاريخيًّا، كانت فكرة نقل الفلسطينيين مقتصرة على اليمين المتطرف في إسرائيل، لكن السياسيين الإسرائيليين قالوا إن خطة ترامب تستحق النظر.
وقال بيني غانتس، وهو سياسي وسطي وجنرال سابق يُنظر إليه منذ فترة طويلة على أنه بديل أكثر اعتدالًا لنتنياهو، إن اقتراح ترامب أظهر “تفكيرًا إبداعيًّا وأصليًّا ومثيرًا للاهتمام”، ويجب دراسته جنبًا إلى جنب مع أهداف الحرب الأخرى، وأهمها “إعطاء الأولوية لإعادة جميع الرهائن”.
ولم يرفض زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، وهو منتقد شرس لنتنياهو، فكرة ترامب، حيث أعرب سابقًا عن دعمه لحل الدولتين. وقال لوسائل الإعلام المحلية إنه من السابق لأوانه الرد على الاقتراح، لأنه لا توجد تفاصيل ملموسة، مؤكدًا أن إعادة الرهائن هي الأولوية الأهم.
-
رغم التحديات.. فريق ترامب يعزز جهوده لإتمام صفقة غزة
-
إيصال المساعدات إلى غزة.. عقبات الحرب تعرقل شريان الحياة
وتنتهي المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة، والتي تتضمن إطلاق سراح 33 إسرائيليًّا مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين، في أوائل مارس/آذار المقبل. وتجري المفاوضات بشأن المرحلة الثانية، التي سيتم خلالها إطلاق سراح الرهائن الستين المتبقين مقابل المزيد من الأسرى الفلسطينيين.
وقالت حماس إنها لن تطلق سراح الرهائن المتبقين دون إنهاء الحرب وانسحاب إسرائيلي كامل، وهو الأمر الذي من المرجح أن يمنع أي تهجير قسري.
وهدد وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، الذي يدعم ما يزعم أنه “الهجرة الطوعية” لأعداد كبيرة من الفلسطينيين، وإعادة إنشاء المستوطنات اليهودية في غزة، بالانسحاب من الائتلاف الحكومي إذا لم يستأنف نتنياهو الحرب بعد المرحلة الأولى، وهو ما قد يؤدي إلى انتخابات مبكرة. ورحب سموتريتش باقتراح ترامب.
-
هدنة غزة: مبعوث ترامب في الدوحة وكشف تفاصيل جديدة عن الرهائن
-
تصريحات ترامب عن “حجم” إسرائيل.. هل تمهد لضم الضفة الغربية؟
هل هي خدعة افتتاحية؟
هناك احتمال آخر، وهو أن اقتراح ترامب مجرد خدعة افتتاحية في عملية مساومة تهدف، في نهاية المطاف، إلى تأمين نوع الصفقة الكبرى في الشرق الأوسط التي يقول إنه يسعى إليها.
ففي الأسبوع الماضي، هدد ترامب بفرض تعريفات جمركية كبيرة على كندا والمكسيك، أكبر شريكين تجاريين للولايات المتحدة، قبل أن يقرر تعليق القرار. حيث اتخذ قادة البلدين خطوات لتهدئة مخاوفه بشأن أمن الحدود والاتجار بالمخدرات.
وفي ولايته الأولى، أشار ترامب إلى إمكانية ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية المحتلة. قبل أن يتم تأجيل الفكرة كجزء من اتفاقيات أبراهام للسلام.
وفي النهاية، قد يخفض ترامب اقتراحه أو يعلقه مقابل تنازلات من القادة العرب. ربما بشأن إعادة إعمار غزة أو التطبيع مع إسرائيل.