سياسة

7 سنوات عجاف… اليمن من مركز العرب إلى أفقر دول المنطقة؟


بعد أن استولت الجماعة على السلطة قبل 7 سنوات، وجرت ملايين الأشخاص إلى صراع قتلت فيه أعداد غفيرة من المدنيين كما يعاني الناس من الجوع أكثر من أي وقت مضى فقد حول الحوثيون اليمن من مركز حيوي للعالم العربي القديم، إلى أفقر دول المنطقة. 

أسوأ أزمة إنسانية

أكدت مجلة “مودرن دبلوماسي” الأميركية،  في تقرير لها أن اليمن تمزق بسبب الحرب منذ سنوات عدة، بينما يقاتل مواطنوها بقوة من أجل العيش.

وحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لقي أكثر من 370 ألف شخص مصرعهم منذ بدء الحرب في عام 2015. و60% من تلك الوفيات ناتجة عن عوامل غير مباشرة بما في ذلك نقص الغذاء والماء والرعاية الطبية، كما تصفها الأمم المتحدة بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم. حيث يحتاج 80 بالمائة من السكان إلى مساعدات إنسانية، بينما يحتاج 11 مليون طفل إلى مساعدات من أجل البقاء على قيد الحياة.

تصعيد الحرب

ووفقا للمجلة الأميركية، فإنه في عام 2017، حاول الحوثيون السيطرة على مأرب، أكبر منطقة منتجة للنفط والوقود، لكن الجهود الإماراتية والعربية أوقفت الحوثيين وتم طردهم. بينما ردت الجماعة بمهاجمة الإمارات العربية المتحدة بشكل مباشر. حيث استهدفوا مجمع تخزين البنزين في أبوظبي في 17 يناير 2022، لتتحول تكتيكات الحوثيين في القتال إلى أكثر عنفا بمرور الوقت.

وأضافت المجلة: إن المملكة العربية السعودية اتهمت إيران بتقديم مساعدات مالية إلى جانب أسلحة للحوثيين، بينما نفت إيران الأمر بشكل كامل.

وقد شن الحوثيون في مارس 2022 موجة من الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار على المملكة العربية السعودية. حيث أصابوا محطة للغاز الطبيعي المسال (LNG) ومحطة لتحلية المياه ومنشأة نفطية ومحطة كهرباء ورداً على ذلك. هاجم التحالف بقيادة السعودية الحوثيين، ثم اشتدت عمليات القتال بعد ذلك مجددا.

ضحايا جرائم الحوثي

وأشارت المجلة إلى أن الأطفال والمدنيين قتلوا نتيجة القصف الحوثي على المدن السكنية. حيث ذكرت الأمم المتحدة أن يناير 2022 كان أكثر شهور اليمن دموية بالنسبة للمدنيين.  فخلال سبع سنوات من الصراع، كان من المحتمل أن يكون هذا الشهر هو الأسوأ.

وتابعت: إن الهجمات الحوثية على الأهداف المدنية أصبحت متكررة وألحقت أضرارًا بالبنية التحتية والمنازل والمستشفيات والمزارع وحفلات الزفاف والجنازات والمدارس. وذلك وفقًا لمنظمة حقوق الإنسان.

من جهته أوضح نائب رئيس الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، أن اقتصاد اليمن ينهار. كما أن أزمته الإنسانية تزداد سوءًا، ليصبح الصراع في أفقر دولة بالعالم العربي أكثر وحشية. 

وأكدت المجلة أنه في أوائل عام 2020، بدأ الحوثيون هجومًا في منطقة مأرب الخاضعة لسيطرة الحكومة إلى حد كبير. ما أودى بحياة الآلاف من الشباب وأجبر الآلاف من السكان على الفرار من منازلهم والعيش في خوف دائم من العنف وإجبارهم على النزوح مرة أخرى.

وأكدت المجلة الأميركية أن اليمن مختلف بشكل لا يمكن التعرف عليه الآن نتيجة ست سنوات مروعة من الضربات الجوية وقذائف الهاون وإطلاق النار والفزع والدمار. فقد أصبح أكثر من 20 مليون يمني في حاجة الآن للمساعدات حيث يقدر أن أربعة ملايين قد هجروا منازلهم بسبب الإرهاب الحوثي.

وأشار التقرير الأميركي إلى أنه لم يبقَ أي جانب من جوانب الحياة على حاله في اليمن. سواء المدارس التي اعتاد الأطفال الالتحاق بها أو الطرق السريعة التي كانت المجتمعات تعتمد عليها للحصول على الإمدادات الغذائية، وخلافا لذلك يصعب الآن على المنظمات الإنسانية منع المجاعة في ظل هذه الظروف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى