77 عامًا على النكبة الفلسطينية.. بين الألم المستمر وأمل السلام المتجدد

77 عاما مضت على “النكبة” الفلسطينية التي يتجدد جرحها اليوم في قطاع غزة، ومع كل ذلك، لا يزال الأمل بالسلام حيّا في قلوب أبت أن تنكسر.
وأحيا الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية، والشتات، الذكرى الـ 77 لـ”النكبة”، وسط حرب إسرائيلية مستعرة في القطاع ونزوح في الضفة تثير مخاوف لديهم من أن يعيد تاريخ عام 1948 نفسه.
وتطغى الحرب المستمرة في غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، على اهتمامات الفلسطينيين وهم يحيون هذه الذكرى التي تأتي في وقت يكرر المسؤولون الإسرائيليون التهديدات بالاستحواذ على القطاع المحاصر وطرد الفلسطينيين منه.
بينما تسبب توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية بإفراغ عدد من المخيمات من سكانها.
وتتوجه أنظار الفلسطينيين إلى الجهود المبذولة لوقف الحرب على غزة على أمل أن تكون خطوة أولى نحو حل سياسي يقود إلى قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل.
ومع هذه الذكرى، يأمل الفلسطينيون أن يؤدي إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر إلى تحرك أمريكي جدي نحو وقف الحرب التي طال أمدها.
أرقام تعكس الصمود
تقول علا عوض، رئيسة الإحصاء الفلسطيني، في بيان تلقت “العين الإخبارية” نسخة منه، إنه “تم تشريد 957 ألف فلسطيني من أصل 1.4 مليون كانوا يقيمون في نحو 1300 قرية ومدينة فلسطينية عام 1948، إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة”.
ولفتت إلى أنه في “نكبة” 1948 “سيطرت إسرائيل على 774 قرية ومدينة فلسطينية، تم تدمير 531 منها بالكامل”.
وأضافت “على الرغم من تهجير 957 ألف فلسطيني في 1948، وأكثر من 200 ألف بعد حرب يونيو/حزيران 1967، فقد بلغ عدد سكان فلسطين نحو 5.5 مليون منتصف عام 2025”.
ويتوزع هذا العدد على 3.4 مليون في الضفة الغربية، و2.1 مليون في قطاع غزة الذي انخفض بمقدار 10% عما كان مقدراً سابقاً عام 2025.
مفارقة لافتة بين الفلسطينيين واليهود
وبناءً على التقديرات السكانية التي أعدها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، هناك 15.2 مليون فلسطيني في العالم مع منتصف العام الجاري.
وأكثر من نصف هؤلاء (7.8 مليون) يقيمون خارج فلسطين، منهم 6.5 مليون في الدول العربية، فيما يقيم نحو 7.4 مليون في الداخل.
في المقابل هناك نحو 7.4 مليون يهودي وفق تقديرات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، و”بذلك يتساوى عدد الفلسطينيين والإسرائيليين في فلسطين مع منتصف 2025″.
أرقام غزة “مفزعة”
وتبدو الأرقام التي تقدمها عوض حول عدد القتلى في الحرب على قطاع غزة “مفزعة”.
فهي تشير إلى مقتل 52 ألفا و600 فلسطيني منذ بداية الحرب، وهو ما يشكل أكثر من 34% من مجموع الفلسطينيين الذين قتلوا منذ “النكبة” عام 1948 والبالغ 154 ألفا.
واضطرت الغالبية العظمى من سكان القطاع، إلى النزوح مرة واحدة على الأقل منذ اندلاع الحرب.
ووافق المجلس الأمني الإسرائيلي مطلع الشهر الجاري، على خطة للسيطرة على القطاع ونقل العديد من سكانه، بعد استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط.
وقال المجلس إن هدف الخطة القضاء على حماس وشن “ضربات قوية” ضدها بدون تحديد طبيعتها، واستعادة الرهائن المحتجزين في القطاع.
فعاليات “النكبة”
ويحيي الفلسطينيون هذه الذكرى بفعاليات في عموم أماكن تواجدهم ولكن أبرزها في الضفة الغربية.
وتقام الفعاليات هذا العام تحت شعار “لن نرحل.. فلسطين للفلسطينيين”، وتشمل:
– مسيرة مركزية من أمام ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات باتجاه المنارة في وسط مدينة رام الله بعد وضع أكاليل من الزهور على الضريح.
– توقف تام عن الحركة لمدة (77 ثانية) عند إطلاق صافرة الحداد، عبر المساجد والإذاعات المحلية ودق أجراس الكنائس.
– إطلاق معرض فني بمتحف محمود درويش يضم 77 لوحة فنية بعدد سنوات النكبة من فناني أراضي الـ48 والشتات.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: “نحن في هذه الأيام نعيش النكبات المتواصلة والتي مرت بعام 1967، ثم جاءت نكبات أخرى ونحن والحمد لله صامدون في أرض هذا الوطن”.