الرئيس التونسي للإخوان: تونس لن تكون ممرا أو قاعدة عسكرية
وجه الرئيس التونسي قيس سعيد ضربة مزدوجة للإخوان وحليفهم النظام التركي، في موقف يستبطن رسائل لتنظيم يبحث عن هدنة يكسر حائط الصد في قصر قرطاج، حيث أكد أنه ليس من دعاة الحرب، وأن بلاده لن تكون ممرا لأية قوات أجنبية أو مستقرا لإقامة قواعد عسكرية، وجاء ذلك في خطاب له ألقاه بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ65 لتأسيس الجيش الوطني، أشرف عليه بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، الخميس.
وقال سعيد في خطابه إن بلاده لم تكن أبدا من دعاة الحرب بل هي من دعاة الأمن والسلام، لكن سيادتنا في أرضنا ومياهنا لا تقبل المساومة أبدا، بل لا يمكن أن تطرح حتى بمجرد نقاش، وأنه لا مجال لأي قوات أجنبية، تجعل من تونس ممرا أو أن تكون لها قواعد أو مستقرا.
وإن كان الرئيس قيس سعيد لم يسم دولة بعينها، فقد راودت تركيا خلال الفترة الماضية رغبة في استخدام الأراضي التونسية للتدخل عسكريا في ليبيا، وهو ما رفضته الرئاسة التونسية بشكل صريح.
موقف تونسي جاء على لسان رشيدة النيفر، المستشارة الإعلامية السابقة للرئاسة، التي قالت في تصريحات سابقة نرفض رفضا قطعيا أي تدخل أجبني في ليبيا بما فيه التدخل التركي، وهذا موقف تونس لم ولن يتغير.
وكشفت مصادر مطلعة في وقت سابق أن قيس سعيد رفض مطلبا تركيا في ديسمبر 2019، لمرور عدد من المرتزقة الأجانب عبر تونس لمساندة حكومة فائز السراج في ذلك الوقت، وهو ما أكدته النيفر لاحقا، في ردها على سؤال حول السماح لتركيا باستخدام الأراضي التونسية للتدخل عسكريا في ليبيا: لا ولا ثم لا، وخلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتونس كان جواب الرئيس قيس سعيد واضحا وصريحا، وفق ما أوردت العين الإخبارية.
وجرى الاحتفال بذكرى تأسيس الجيش التونسي، بحضور رئيس مجلس نواب الشعب، ورئيس الحكومة، ووزير الدفاع الوطني وأعضاء المجلس الأعلى للجيوش والقيادات العسكرية، وثمّن الرئيس التونسي في كلمته، المجهودات التي يبذلها جيش بلاده في مجالات مختلفة في زمن المعارك والمواجهات والحروب وكذلك السلم، كما نوّه بدوره في مواجهة العمليات الإرهابية الغادرة.
لكنه لفت إلى أن الجيش التونسي ينقصه أحيانا بعض العتاد المطلوب؛ كاشفا عن برامج يتم إعدادها واستراتيجيات يتم وضعها لتلبية احتياجات القوات المسلحة، سواء بالداخل أو مع بعض الدول؛ التي تعودنا التعامل معها في مجال تبادل التجارب، وتجديد تجهيزات لمحاربة الإرهاب.
رسائل نارية يرى مراقبون أن قيس سعيد أراد أن يضرب بها من جديد مخططات الإخوان بجعل تونس قاعدة عبور نحو ليبيا.
كما أنها تستبق لقاء مرجحا بين الرئيس التونسي قيس سعيد وزعيم الإخوان راشد الغنوشي، لتؤكد أن معسكر الإخوان وحلفاءه لن ينجحوا في إسكات أستاذ القانون أو ضمه لطابورهم.