نهاية إخوان تونس تقترب.. مطالب داخلية بإبعاد الغنوشي
ارتدادات قرارات الرئيس التونسي الشهر الماضي، التي قضت بتعليق البرلمان وإغلاق كل المنافذ أمام عودة راشد الغنوشي لرئاسة المجلس التشريعي، تعجل يوما بعد آخر في رسم نهاية زعيم حركة النهضة الإخوانية، الذي جثم على صدور التونسيين طيلة العقد الأخير.
ونقلت العين الإخبارية عن القيادي السابق في حركة النهضة كريم عبد السلام قوله: راشد الغنوشي.. إنه الشخص الأكثر رفضًا من قبل التونسيين خلال هذه الفترة، مؤكدا في حوار سابق أن الغنوشي أصبح من الماضي السياسي لتونس بعد إجراءات سعيد الأخيرة.
وأضاف عبد السلام، الذي انتمى إلى الجهاز السري لحركة النهضة نهاية الثمانينيات، قبل الانشقاق عنها بعد 13 سنة سجنا، إثر قيامه بعملية حرق مقر الحزب الحاكم عام 1991، أن الغنوشي الذي بات معزولا سياسيا وملاحقا قضائيا، أصبح اليوم أيضا محل رفض من أنصاره، حتى إن مجموعة من قيادات النهضة تعمل على استبعاده من رئاسة الحركة في الأيام المقبلة.
وأفادت مصادر مطلعة مقربة من دوائر النهضة التونسية بأن قرابة 50 قياديا داخل حزب النهضة عرضوا ضرورة عزل الغنوشي، ودفعه إلى اعتزال العمل السياسي، مطالبينه بكشف حساباته البنكية من عام 2013 حتى 2021، مشيرة إلى أن بعض القيادات الغاضبين على الغنوشي بصدد تحضير بيان للرأي العام يكشف الجرائم المالية لزعيم إخوان تونس.
وجاء في البيان الذي أصدره الحزب الإخواني، أن قرارات 25 يوليو الرئاسية جاءت لتكسر حلقة مغلقة للبحث عن حلول، في محاولة لتلطيف نبرة الخطاب تجاه الرئيس التونسي قيس سعيد، وفي دليل على الانقسام الداخلي الذي تشهده الحركة.
هذا التراجع في الموقف الإخواني تجاه الرئيس التونسي قيس سعيد، يراه العديد من المتابعين دلالة على انكسار داخلي في صلب الأخطبوط الإخواني، فيما يعتبرها البعض تقية إخوانية، تحمل شعار الانحناء حتى تمر العاصفة.
وتفيد مصادر مقربة من حركة النهضة بأن وزير الصحة السابق عبداللطيف المكي والنائب سمير ديلو، إضافة للقيادي عماد الحمامي يقودون حملة إزاحة الغنوشي من المشهد السياسي، مشيرة إلى أن الغنوشي وافق على الخروج من الحركة في أول مؤتمر للحزب والانسحاب من المشهد السياسي المزمع انعقاده أواخر العام الجاري.
وأكدت المصادر أن ثلاثة مكاتب محلية وهي (محافظة سليانة، وسوسة، والمهدية) قدموا استقالتهم من حركة النهضة بعد الإجراءات التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد بتعليق عمل البرلمان.
نهاية الغنوشي
وأكد أستاذ علم الاجتماع السياسي جهاد العيدودي أن خروج راشد الغنوشي من حركة النهضة، يعني مباشرة نهاية حقبة الإخوان في تونس، باعتباره الرجل الأول في الحركة، الذي يملك قدرة السيطرة على التمويلات الخارجية منذ عام 1981.
وأضاف في تصريحات لـ “العين الإخبارية” أن مطالبة قيادات بالحزب بعزل الغنوشي، هو محاولة لإنقاذ الحركة لإخفاء ملفات الفساد السياسي والعمليات الإرهابية التي تعلقت بالنهضة منذ اغتيال الزعيم اليساري شكري بلعيد والقيادي القومي محمد البراهمي عام 2013.
ويعيش الغنوشي حصارا سياسيا وقضائيا غير مسبوق، حيث مثل، اليوم الجمعة، أمام قاضي التحقيق في قضايا الإرهاب كمتهم في قضية اغتيال شكري بلعيد.
وأكدت مصادر قضائية أن الغنوشي قضى أربع ساعات في مركز التحقيق بالعوينة، ضواحي العاصمة تونس، للإجابة عن علاقته بعبدالعزيز الدغسني المتهم في الترتيب اللوجستي في عملية اغتيال بلعيد والبراهمي، بحسب ما أوردت العين الإخبارية.