مؤشرات توسّع الإرهاب في أفريقيا
في 31 ديسمبر/كانون الأول المنصرم، ألقت قوات الأمن التونسية القبض على الإرهابي رضا بن علي بن محمد عمري، “رضا العمري”، المكنّى بـ”أبو عائشة”.
وينتمي “أبو عائشة” إلى كتيبة ما يسمى “أجناد الخلافة” الإرهابية، الموالية لتنظيم “داعش” الإرهابي، لكنه أراد الانضمام إلى كتيبة “عقبة بن نافع”، المبايعة لتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب”.
وفي تونس أيضا، وبعد مرور أيام قليلة من العملية المذكورة، وبالضبط في 4 يناير/كانون الثاني الجاري، ألقت الشرطة القبض على إرهابي من تنظيم “أنصار الشريعة” عندما حاول مهاجمة عناصر الأمن بسكين. وخلال التحقيقات، أكد الإرهابي أن جماعته كانت تخطط لشن هجمات أخرى في تونس.
وأصدرت السفارة الأمريكية في العاصمة الموريتانية نواكشوط، الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر/كانون الثاني الماضي، مذكرة تحذير من وجود تهديد إرهابي لمواطنيها، ولا سيما في الأماكن التي يرتادها الغربيون، وانضمت فرنسا إلى حالة التأهب بتحذير مواطنيها أيضاً، فيما نفت مصالح الأمن الموريتاني وجود أي خطر يتهدد البلاد.
وفي دولة بنين، نفّذت قوات الأمن عملية تمشيط في 22 ديسمبر/كانون الأول الماضي، انتهت بمقتل جندي وإصابة اثنين في هجوم إرهابي وقع شمال البلاد على مقربة من الحدود مع بوركينا فاسو. وينتمي هؤلاء الجنود إلى جهاز وقائي بدأ العمل قبل عامين في المنطقة الحدودية لمنع توغل الإرهابيين داخل بنين.
وفي 2 ديسمبر/كانون الأول الماضي، قتل إرهابيون جنديين قرب “بورجا-أتاكورا”، على الحدود مع بوركينا فاسو.
وفي اليوم السابق للعملية، هاجم إرهابيون جنوداً في عليبوري “على الحدود مع بوركينا فاسو ونيجيريا”.
وفي 6 يناير/كانون الثاني الجاري، استهدف هجوم إرهابي آخر عربة تابعة لجيش بنين قرب الحدود مع بوركينا فاسو.. وهذه المرة كان الاستهداف بواسطة عبوة ناسفة أسفرت عن مقتل جنديين، وليس من الواضح تماماً ما إذا كان هؤلاء الإرهابيون يبحثون عن ملجأ مؤقت في بنين أو أن عملياتهم تأتي في سياق جس النبض.
في الجهة الأخرى من حدود بنين مع نيجيريا، أعادت جماعة “أنصار المسلمين في بلاد السودان” الإرهابية -“أنصارو”- مؤخراً تجديد بيعتها لتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب” من خلال إعلان ولائها للتنظيم الإرهابي.
وبعد هذا الإعلان، يصبح جزء من شمال بنين وشمال غرب نيجيريا تحت سيطرة “أنصارو”، وإذا سيطروا على شمال بنين، فسيكون لديهم ممر من نيجيريا إلى مالي، يمرّ عبر بوركينا فاسو.. أما باقي منطقة الحدود النيجيرية مع النيجر، فتتقاسم النفوذ فيها كل من “بوكو حرام” و”داعش في غرب أفريقيا”.
وفي شمال موزمبيق، عَبَرَ عناصر “داعش” الحدود بهدف الهجوم في تنزانيا.
لا يمكن القول إن عبورهم نهر “روفوما” كان عن طريق الخطأ، لأنه خط حدودي يُعد عبوره حتمياً للهجوم في كيونجولو بتنزانيا.
وبالإضافة إلى الهجوم على هذه القرية المسيحية، فقد أحرق الإرهابيون 3 سيارات للجيش التنزاني.
وفي موازاة ذلك، أفاد بعض المحللين بأنه في أحد مقاطع الفيديو الأخيرة لحركة “الشباب”، التابعة لتنظيم “القاعدة” الإرهابي، ظهر شخص توحي ملامحه بأنه ينحدر من الأجزاء الغربية من كينيا، ويحذر المحللون من أن حركة “الشباب” قد أطلقت حملة تجنيد وبث لخطاب التطرف في كل من كينيا وأوغندا، وهو ما يُعد إشارة واضحة على محاولاتها التوسّع غرباً.
وفي الغالب تكون محاولات توسّع الإرهابيين مسبوقة بعمليات تقييم من أجل جس النبض وقياس قدرة الاستجابة ومقاومة قوات الأمن.
لذا من المهم جداً أن يكون الرد الأمني قوياً لأنه اعتماداً عليه سيحدد الإرهابيون ما إذا كانت تلك المنطقة مواتية لاحتلالها أم لا.