الإمارات تحتفل باليوم العالمي للأخوة الإنسانية
تحتفل الإمارات باليوم العالمي للأخوة الإنسانية الذي خصص يوم 4 فبراير من كل سنة بعد قرار أممي. هذا القرار جاء كتقدير للإمارات بعد توقيعها وثيقة الأخوة الإنسانية. حيث قام الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، بنفس اليوم من عام 2019 بتوقيعها.
وجاءت هاته المناسبة أيضا بعد قرابة أربع أشهر من اعتماد الإمارات وثيقة “مبادئ الخمسين” بأكتوبر الماضي. حيث تضمنت في موضعين التزام الدولة “بترسيخ الأخوة الإنسانية”، فيما تتفق مبادئها في مجملها مع أهداف الوثيقة.
وثيقتان تاريخيتان
شكلت الوثيقتان الجهود المبذولة من طرف الإمارات على الصعيد المحلي والدولي. وأيضا مبادراتها لترسيخ مفهوم الأخوة وثقافة التسامح والسلام والتي تجسدت نتائجها بالاحتفال باليوم الدولي للأخوة الإنسانية.
وتضمنت الوثيقة دعوة لقادة العالم وصناع السياسات الدولية والاقتصاد العالمي بالسهر على ترسيخ ثقافة التسامح والتعايش والسلام. كما دعت إلى ضرورة التحرك الفوري من أجل وقف سفك دماء الأبرياء ووضع حد للصراعات والحروب التي يعيشها العالم حاليا. كما أكدت على أنه من شأن الحوار والتفاهم وترسيخ تفافة التسامح والتعايش أن يؤدي لحل عدة مشاكل اجتماعية وسياسية واقتصادية.
كما تضمنت وثيقة ” مبادئ الخمسين” المبادئ العشرة التي تجسد روح اتحاد الإمارات وقيمه السامية والتي تمثل دعامة أساسية بمسيرتها. كما تعكس طموحاتها وتطلعاتها نحو المستقبل بغية تحقيق الريادة العالمية.
وهناك ست مبادئ من بين العشرة تشير لتطلعات الإمارات خمسين سنة للأمام. حيث ركزت على سياستها الخارجية، عبر قيم تتوجها عاصمة للإنسانية وواحة للسلام.
كما شملت تلك المبادئ التزام الإمارات بنشر الأخوة الإنسانية. حيث أكد أحدها على أن مواصلة تركيز منظومة القيم بالإمارات على ترسيخ الأخوة الإنسانية.
وبموضع آخر، يعلن الالتزام بتنفيذ هذا النمط بالسياسة الخارجية. حيث قال إن الإمارات ستضل داعمةً من خلال سياستها الخارجية لجميع المبادرات والتعهدات والمنظمات العالمية الداعية للسلم والانفتاح والأخوّة الإنسانية.
بينما تضمن المبدأ الثامن بقاء منظومة القيم بالإمارات قائمة على الانفتاح والتسامح وحفظ الحقوق وترسيخ دولة العدالة. علاوة على حفظ الكرامة البشرية واحترام الثقافات وترسيخ الأخوّة الإنسانية واحترام الهوية الوطنية. الشيء الذي يؤكد على أن ترسيخ الأخوة والتسامح ليس قول بدون فعل.
في حين جاء المبدأ التاسع ليشمل قيم إنسانية راقية بسياسة الإمارات المرتبطة بالمساعدات الخارجية. إذ ينص على أن المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات هي جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظاً.
وجاء المبدأ العاشر ليؤكد على ضرورة حل النزاعات من خلال اعتماد الحوار. حيث قال بأن أساس السياسة الخارجية للإمارات قائم على الدعوة للسلم والسلام والحوار والمفاوضات لحل جميع النزاعات. كما تهدف مع الشركاء الإقليميين والأصدقاء العالميين لترسيخ السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي.
ترجمة على أرض الواقع
وتعتبر الإمارات تجسيدا حيا لكل تلك المبادئ والمساعي التي جاءت بهما الوثيقتين، من خلال احتضانها لأزيد من 200 جنسية من شتى الأديان والثقافات.
وتضمن قوانين الإمارات الاحترام والتقدير للجميع وجرمت الكراهية والعصبية وأسباب الفرقة والاختلاف. وأيضا تعتبر شريكا مهما بالعديد من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية تتعلق بنبذ العنف والتطرف والتمييز.
وتحتضن الإمارات عشرات الكنائس المسيحية ومعبدين هندوسيين وكنيسا يهوديا ومعبدا للسيخ وديرا بوذيا. كما سيكتمل بيت العائلة الإبراهيمية بالعام الجاري والذي سيضم بيوت العبادة المسيحية واليهودية والإسلامية تحت سقف واحد.
وتعد الإمارات تجسيد راقي لأسمى معاني الأخوة والإنسانية وذلك عبر المبادرات والجهود الإنسانية والإغاثية المتواصلة بشكل دائم. حيث تعتمد على استراتيجية الإنسان أولا دون التميز العرقي او الديني وتضعها من بين أولوياتها.
وتأتي هاته الجهود بناء على سياسة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي سهر على استمرار أعمال الخير وديمومتها. وأيضا تقيدا بنهج القيادة الرشيدة في ترسيخ قيم العطاء والتسامح وخدمة الإنسان.
الأولى بالمساعدات الخارجية
وقد انعكس هذا على أرض الواقع عبر احتلال الإمارات المركز الأول عالميا ولعدة سنوات كأكثر دولة مساهمة بالمساعدات الخارجية بالعالم. حيث وصل مقدار مساعداتها الخارجية بدءا من تأسيسها إلى قرابة 320 مليار درهم ب 201 دولة.
وقد تمثل تلك الجهود بعدة مواقف من ضمنها جهودها الإنسانية بالأزمة الأفغانية ومبادراتها لتعزيز الجهود العالمية لمواجهة فيروس كورونا. فقد سهرت على تسهيل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من أفغانستان كما استقبلت بشكل مؤقت آلاف الأفغان بأراضيها بأغسطس الماضي. وقامت أيضا بإرسال مساعدات طبية وغذائية لأفغانستان.
وكانت يد الإمارات دائما ممدودة لمساعدة المتضررين من كوارث الفيضانات والزلازل والحرائق.
ومن بين الجهود الحديثة التي قامت بها الإمارات هو الجسر الجوي الذي قامت به بأغسطس الماضي عبر الهلال الأحمر. وذلك من أجل إمداد المتضررين من الحرائق باليونان بالمساعدات الضرورية.
وتجلى العمل الإنساني للإمارات أثناء جائحة كورونا بعدة مبادرات منذ تفشي الظاهرة على الصعيدين الوطني والدولي. وذلك من خلال تسيير رحلات عاجلة لإجلاء رعايا الدول الصديقة من المناطق المصابة واستضافتهم والتكفل بعلاجهم وعودتهم لدولهم. حيث ساهمت حتى منتصف 2021 بأكثر من 2300 طن من الإمدادات الطبية بتجاه 136 دولة.
وتجلى أحدث تلك الجهود، في افتتاح مركز الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الإماراتي-اللبناني الاستشفائي لعلاج مرضى كورونا بلبنان، الشهر الماضي.
محطات متوالية تؤكد ريادة الإمارات بالعمل الإغاثي، وتؤكد من خلالها الإمارات أنها ستضل بمقدمة الدول بتقديم المساعدات الإنسانية لكل العالم.