إيران تدرّب ميليشياتها في سوريا على الطّائرات المسيّرة
من دون معرفة أسباب هذا التدريب وغاياته في هذا التوقيت تجري ميليشيات إيرانية تدريبات على استخدام الطائرات المسيرّة في بعض المناطق السورية.
وانطلقت التدريبات، بإشراف الحرس الثوري الإيراني. وشملت عناصر من ميليشيات عدة: “حزب الله” ولواء “فاطميون” وحركة “النجباء”، أفراداً وقيادات. لتعليمهم تحريك الطائرات المسيّرة واستخدامها خلال الفترة المقبلة.
إيران تدرّب ميليشياتها
واستقدمت الميليشيات (10) طائرات مسيّرة إيرانية الصنع من مستودعات مدينة تدمر وسط البادية السورية قبل يومين.
وباشرت تجهيزات التدريب يوم الجمعة الماضي. وانطلق أول من أمس التدريب فعلياً، وفق ما نقل موقع “عين الفرات” عن مصادر وصفها بالخاصة.
وأضاف المصدر أنّ تحركات عسكرية كثيفة صاحبت هذا التدريب. وقد فُرض طوق أمني كامل على محيط بلدة التبني خاصة. وريف دير الزور الغربي الخاضع لسيطرة الجيش السوري عموماً، من الميليشيات الإيرانية، لتأمين عملية التدريب.
وهذه المرة الأولى التي ترد فيها معلومات عن إنشاء إيران مركزاً تدريبياً على الطائرات المسيّرة. منذ قيام إسرائيل بقصف مركز تدريبي في محيط مطار “التيفور” العسكري في شهر أكتوبر من العام الماضي.
قيادة الحرس الثوري
وفي أعقاب هذه الغارة، سارعت قيادة الحرس الثوري في سوريا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل حماية منظومة الطيران المسيّر التي أدخلتها إلى سوريا بجهود شاقة. وفي ظل ظروف خطرة للغاية نتيجة ترصد الطيران الإسرائيلي لكل حركة من حركاتها.
وأفادت المعلومات في حينه بأنّ الميليشيات نقلت طائرات مسيّرة نحو مطار الشعيرات العسكري في ريف حمص الجنوبي، بالتنسيق مع القوات السورية.
وكانت مصادر في “وحدات الرصد والمتابعة” التابعة للمعارضة السورية. قد أكدت في وقت سابق من العام الماضي أنّ (12) طائرة مُسيّرة إيرانية من نوع “مهاجر” وصلت إلى سوريا على (4) دفعات. ونُقلت بطائرات شحن من طراز “يوشن” من طهران إلى مطار “التيفور” شرق محافظة حمص الذي يسيطر عليه النظام بالاشتراك مع الميليشيات الإيرانية. وأضافت المصادر ذاتها أنّ كل شحنة كانت تحمل (3) طائرات. بالإضافة الى ذخائر وقنابل خاصة بها.
وأشارت المصادر نفسها إلى أنّ (6) طائرات مسيّرة تمركزت في مطار “التيفور”. و(3) طائرات في مطار الشعيرات الذي تشغله أيضاً القوات الإيرانية. بالإضافة الى نقل (3) طائرات أخرى إلى مطار حماة العسكري. وقد أنشأت القوات الإيرانية خلال الأشهر الـ5 الأخيرة غرفة عمليات لها داخله.
ميليشيات إيران في سوريا
ورغم أنّ ميليشيات إيران في كل من العراق واليمن ولبنان باتت تتمتع بقدرات نوعية على صعيد الطائرات المسيّرة. إلا أنّ الوضع مختلف تماماً في سوريا التي لم تشهد توسعاً إيرانياً في استخدام هذه التقنية العسكرية. وقد يعود السبب إلى أمرين: الأول هو سيطرة روسيا على المجال الجوي فوق المناطق الخاضعة لسيطرة دمشق. والثاني الضربات الإسرائيلية التي لا شك في أنّها تلعب دوراً كبيراً في عرقلة أي محاولة إيرانية لإدخال الطائرات المسيّرة أو استخدامها.
ومع ذلك، يبدو أنّ إيران نجحت، على الأقل. في فتح ثغرة تمكنت من خلالها من وضع نواة لمشروع طائرات مسيّرة في سوريا. وهذا ما تدلّ عليه المعسكرات التدريبية التي تُنشئها لتدريب عناصرها على استخدام هذه الطائرات، رغم التحديات التي تواجهها.
وقد كشف تقرير سرّي نُشر أواخر العام الماضي عن شراء إيران مكوّنات طائرات مسيّرة من دولة أجنبية. وبيعها إلى الميليشيات في سوريا والعراق ولبنان واليمن.