سياسة

ليبيا… تفريخ إرهابيين يهدد الاستقرار


قام عبدالحميد االدبيبة، رئيس الحكومة منتهية الولاية، بمنح إذنا لمفتي الجماعات الإرهابية المقال من البرلمان الصادق الغرياني بإنشاء مدارس دينية.

ووفقا للقرار الصادر عن الدبيبة رقم 709 فإنه أذن للغرياني بإنشاء مدارس دينية لمراحل التعليم الأساسي والثانوي بمختلف البلديات المستهدفة.

ويجد خبراء في الجماعات الإسلامية والشأن الليبي أن القرار الذي اتخذه الدبيبة يأتي كـ”محاولة لاسترضاء الجماعات الإرهابية ودعمه في البقاء للسلطة. من خلال الغرياني الذي انتهز الفرصة لتوسيع قاعدة الجماعات الإرهابية في ليبيا“.

تفريخ إرهابيين

يقول محمد يسري، الباحث الليبي في الجماعات الإسلامية، ليست المشكلة في إنشاء المدارس الدينية لمراحل التعليم الأساسي والثانوي. لكن المشكلة فيمن أصدر القرار، ومن المسموح له بالإشراف عليه.

وتابع يسري أنه من الناحية القانونية فقرار إنشاء هذه المدارس عرضة للطعن كغيرها من القرارات الصادرة عن عبدالحميد الدبيبة المنتهية ولايته بقرار من مجلس النواب الليبي.

ومن ناحية أخرى، حسب يسري، فإن اختيار مفتي الإخوان في ليبيا الصادق الغرياني حتما سيواجه معارضة قوية نظرا لتاريخ الرجل المحرض دائما على إراقة الدماء، وهو ما قد يحول هذه المدارس إلى حواضن لتفريخ الكوادر الإرهابية، خاصة أن المراحل العمرية المستهدفة من السهل التأثير عليها والتلاعب بعقولها بما يخدم الإخوان والجماعات الإرهابية.

شعور بالهزيمة

بدوره يرى الحقوقي والسياسي الليبي عبدالله محمد أن الدبيبة أدرك أن البساط السياسي بدأ يسحب من تحت قدمه، ولذلك يسعى لاسترضاء الجماعات الإرهابية ليحصل على دعمها للبقاء في السلطة.

وتابع أن الدبيبة يريد حشد الجماعات الإسلاموية حوله، لأنه تأكد من عدم الدعم الدولي له للبقاء في السلطة، من خلال الظهور في ثوب من يدعم التعليم الديني والقرب من الغرياني الذي له كلمة قوية بين أوساط كثير من الليبيين، خاصة أن مؤيديه هم من يحملون السلاح في الغالب.

وأردف أن الدبيبة يضع نفسه الآن في مقابل باشاغا، الذي قبل بالتعاون مع القيادة العامة للجيش الليبي والمشير خليفة حفتر، في حين يقف هو في صف الغرياني وهو من أشد أعداء الجيش الليبي، ما يجمع حوله كثيرا من الإسلاميين والمليشيات الذين لا يريدون حفتر.

نفوذ الغرياني

من جانبه يؤكد المحلل السياسي والصحفي الليبي سالم الغزال إن عبدالحميد الدبيبة بعد فشله الكبير في تسيير الخدمات وفي تسيير أعمال الحكومة التي جعلها حكومة عائلية صرفة، ذهب إلى الجانب المتطرف بدعم المفتي المعزول الصادق الغرياني، نظراً لنفوذ الأخير على الجماعات الإرهابية والمتطرفين في ليبيا.

وتابع في تصريح لـ”العين الإخبارية” أن الدبيبة بهذا القرار أثبت توجهه المتطرف الداعم للفوضى، وتشبثه بالسلطة وعلمه بمدى قدرة المفتي المعزول على تحريك الجماعات الإرهابية والمتطرفين وقادة المليشيات، علماً بأن الدبيبة عيّن أحد أذرع الجماعات الإرهابية الإعلامية على رأس إحدى وزاراته ومهندس دعاياته وليد اللافي، الذي كان على رأس إحدى القنوات الداعمة للجماعات الإرهابية الموالية لتنظيم داعش الإرهابي في بنغازي.

واختتم أن الدبيبة بهذه الخطوات كشف عن وجهه الحقيقي الساعي لبث الفرقة والانقسام وإعادة الاحتراب بين أبناء الوطن الواحد، ولا بد من إيقافه عند حده لكي لا نعود إلى المربع الأول.

وتسلم نائبا فتحي باشاغا مقرات الحكومة شرقي وجنوبي ليبيا، إلا أن الوساطات الدولية لا تزال جارية بين الطرفين بشأن انتقال سلمي للسلطة في العاصمة طرابلس. في حين يتركز الموقف الأممي على دعم مبادرة المستشارة الأممية ستيفاني وليامز لتشكيل لجنة من مجلسي النواب وما يعرف بمجلس الدولة لصياغة قاعدة دستورية للانتخابات المنتظرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى