سياسة

احتجاجات الغضب تتجدد بإيران.. “ليرحل الملالي”


شهدت إيران احتجاجات حاشدة في مناطق مختلفة من البلاد بسبب الأزمة الاقتصادية المتفاقمة جراء ارتفاع الأسعار وزيادة التضخم وارتفاع مستوى البطالة. نتيجة السياسات الإيرانية التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار والأطماع الخارجية في العديد من دول المنطقة. من حيث الدعم المادي والذي يدفع ثمنه الشعب الإيراني.

الأزمات لا تأتي فُرادى فقد مست الأزمات قوت الشعب الإيراني من سلع أساسية. ارتفعت في إطار حكومي واضح للترشيد. وقد شهدت الاحتجاجات عمليات قمع كثيرة من جانب نظام الملالي الذي يعتقل يومياً العشرات. فضلاً عن استخدامه الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين وقطع الإنترنت عن البلاد لانقطاع التواصل الذي يؤدي إلى الحشد ضد خامنئي وأتباعه. 

فيما تتسع رقعة الاحتجاجات في جميع الأقاليم والمحافظات والمدن الإيرانية والاحتجاجات الضخمة التي انطلقت من مدينة عبادان، الليلة الماضية. حيث شاركت مدن جديدة وانضمت إلى الاحتجاجات. وتمتد من الأحواز إلى وسط إيران.  

اخجل يا رئيسي واترك السلطة

وتحت شعار “اخجل يا رئيسي، واترك السلطة” اقتحم المتظاهرون الإيرانيون قواعد الباسيج في مدن ومحافظات أخرى. ووصلت أخبار الانتفاضة إلى جميع دول العالم رغم محاولات الملالي التأثير على الإنترنت، ونالت مادياً ومعنوياً من أنصار النظام.

وما زالت الاصطفافات على حالها بعد أربعة عقود من المواجهة ضد نظام ولاية الفقيه الذي يسفك الدماء من أجل البقاء ومواصلة النهب.

بالرغم من أن النظام يسخر كل طاقاته المعادية للشعب، في هذه المعركة المصيرية، لقمع الجبهة المقابلة، لكنه يبقى عاجزا عن وقف الانتفاضة، أو منعها من التوسع والتعمق.

ووفق صحيفة إيران إنترناشونال الإيرانية، فقد رفع المحتجون هتافات لا نخاف من المدافع والدبابات. وليسقط حكم الملالي، حسب ما أظهرت مقاطع مصورة نشرها ناشطون إيرانيون على مواقع التواصل الاجتماعي.

اختطاف وقمع

 
كما علق صحفي إيراني معارض جوانمر دي، على الاحتجاجات الإيرانية خلال هذه الفترة. مشيراً إلى استخبارات ميليشيا الحرس الثوري تواصل اختطافها للمعارضين الذين يهاجمون النظام في البلاد.
 
كما هو الحال الذي تم في عام 2020. حيث اتهم الصحفي الإيراني المعارض استخبارات ميليشيا الحرس الثوري باختطاف معارض بارز أثناء زيارة إلى عائلته في العراق. على خلفية كشفه وثائق وملفات فساد تتعلق بمسؤولين في دوائر السلطة العليا لنظام طهران.

وقال علي جوانمردي، الصحفي الإيراني المستقل المقيم في واشنطن، خلال بث مباشر عبر موقع “تويتر“: إن الصحفي المعارض روح الله زم الحاصل على لجوء سياسي لدى باريس منذ قرابة عقد اختطفته عناصر من جهاز استخبارات الحرس الثوري في نطاق مدينة النجف العراقية، على حد قوله.

وذكر جوانمردي أن رجل الدين الإيراني المقيم في النجف محمد علي زم والد الصحفي المعارض روح الله زم متواطئ مع استخبارات الحرس الثوري في عملية اعتقاله التي وصفها بيان صادر عن هذه الميليشيا بالمعقدة والاحترافية (دون تحديد موعدها أو مكان القبض عليه).

الجالية الإيرانية في لندن

 
وقد نظمت الجالية الإنجليزية – الإيرانية وأنصار المقاومة الإيرانية (NCRI) مسيرة لدعم الاحتجاجات المستمرة ضد النظام في إيران يوم السبت 28 مايو، أمام سفارة النظام في لندن.

وأعرب المشاركون عن تضامنهم مع أهالي مدينة عبادان الجنوبية الغربية. حيث انهار برج من 10 طوابق يسمى متروبول يوم الاثنين 23 مايو، مما أسفر عن مقتل 28 شخصًا على الأقل.

وبينما لا يزال العديد من السكان محاصرين تحت الأنقاض، أرسل النظام قواته الأمنية القمعية إلى المدينة بدلاً من إرسال فرق الإنقاذ وتقديم المساعدة خوفًا من احتجاجات الناس.

الشعب الإيراني يتحدى القمع

فيما أشار علي رضا المعارض الإيراني البارز، إلى أن الشعب الإيراني يتحدى هذه الإجراءات القمعية من خلال النزول إلى الشوارع خلال الأسبوع الماضي للاحتجاج على النظام وفساده وقمعه.

وتابع في تصريحات لـ “العرب مباشر”: فقد امتدت هذه الاحتجاجات المناهضة للنظام في الأيام الأخيرة إلى مدن ومحافظات أخرى، بما في ذلك عبادان، والأحواز، وخرمشهر، وبهبهان، وأميدية، وباغ ملك، وسربندر، وماهشهر، وعشرات القرى في خوزستان، مع هتافات “الموت للديكتاتور”، ” عار على رئيسي واترك السلطة “،” لا يعود يؤثر استخدام المدفع والدبابة والرشاشات. ليرحل الملالي”،”عدونا هنا، إنهم يكذبون، إنها أميركا “، و”ليذهب الملالي للجحيم”، ويستهدفون النظام برمته ويطالبون بالتغيير ووضع حد للديكتاتورية الدينية.

مرتزقة نظام الملالي

 
فيما أشارت المعارضة الإيرانية وحركة مجاهدي خلق. إلى هجوم مرتزقة نظام الملالي بمظاهرة لدعم انتفاضة آبادان التي نظمها أنصار مجاهدي خلق في بروكسل. 

وفق أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قامت الديكتاتورية الإرهابية الحاكمة في إيران، الغاضبة والقلقة للغاية من عواقب إدانة دبلوماسي إرهابي وعملائها في بلجيكا، وتعيش في مأزق بسبب انتفاضة المواطنين في مدن مختلفة في تضامن مع آبادان .. بدفع بعض عملائها ومرتزقتها لمهاجمة مظاهرة أنصار مجاهدي خلق في بروكسل عصر السبت 28 مايو.

 إنهم حاولوا يائسين تعطيل هذه المظاهرة التي أقيمت لدعم انتفاضة أهالي آبادان. وهتف أحد المرتزقة “هذا قائدي فلماذا تهينونه” في إشارة إلى صورة خامنئي المشطوبة!

واعتدى المرتزقة الذين تخيلوا أن شوارع بروكسل هي شوارع آبادان على عدد من المتظاهرين مما أدى إلى إصابتهم لكن المتظاهرين قابلوهم في رد مناسب. واعتقلت الشرطة ثلاثة من المرتزقة.

إيران على الحافة 

إيران دوما ما تشهد مظاهرات كبيرة ضد نظام الملالي ولا تعتبر المرة الأولى التي تشهد فيها المدن الإيرانية احتجاجات شعبية تقابلها القوات الأمنية بالأسلحة. إذ تكررت المظاهرات التي حملت طابعًا سياسيًا وأخرى نادت بتحسين الأوضاع المعيشية لعدة مرات خلال السنوات الماضية.

وفي مطلع عام 2020، احتشد آلاف الطلبة الإيرانيين في العاصمة طهران، مطالبين برحيل المرشد الأعلى للبلاد، علي خامنئي. إثر اعتراف هيئة الأركان الإيرانية باستهدافها عن طريق الخطأ طائرة أوكرانية، ما تسبب بمقتل 167 راكبًا قرب مطار الإمام الخميني في طهران. 

كما شهد 2021 احتجاجات ضد الحكومة الإيرانية، عقب حملة أمنية شنتها القوات الإيرانية على أفراد إحدى الأقليات القومية على حدودها مع باكستان بتهمة عملهم بتهريب النفط.

وفي عام 2009، جاءت الانتفاضة الشعبية التي حملت اسم الانتفاضة الخضراء على خلفية إعادة انتخاب الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، وخسارة منافسه، مير حسين موسوي، وتحدث المحتجون عن عملية تزوير للانتخابات، ورفعوا لافتات خضراء كُتب عليها، “أين صوتي؟ من سرق صوتي أيها الدكتاتور؟“.

اعتقالات بالجملة 

ورغم ذلك إلا أن اعتقالات قوات الملالي مُستمرة وبلا هوادة. وكشفت العديد من المصادر عن اعتقال أكثر من 2273 سجيناً سياسياً وسجين رأي في سجون نظام الملالي.

يقبعون في 267 سجنًا ومركز احتجاز ومعسكرًا ومركزا مما يسمى مراكز التأهيل التابعة لهيئة سجون النظام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى