سياسة

الرباط وواشنطن… تعاون استخباراتي يحارب الإرهاب


بلقاءات لمسؤولين من البلدين على أعلى المستويات يمضي المغرب وأمريكا نحو تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بينهما.

ويزور المدير العام للأمن الوطني (الشرطة المغربية) ولمديرية مراقبة التراب الوطني المغربي (المخابرات المدنية)، الولايات المتحدة الأمريكية على رأس وفد أمني رفيع المستوى.

شريكان متميزان

وقال محمد الطيار، الخبير الاستراتيجي والأمني حول هذه الزيارة، إن لقاء عبد اللطيف حموشي مع مختلف رؤساء المصالح الأمنية الأمريكية. يبين أهمية التعاون الثنائي ويؤكد أنهما شريكان متميزان وأساسيان في مختلف الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الاستقرار والأمن في مختلف أرجاء المعمورة.

وأضاف الطيار أن الوفد المغربي الرفيع برئاسة عبداللطيف حموشي. “مؤشر يُبين المستوى الكبير الذي وصل إليه التنسيق بين المصالح الأمنية المغربية ومختلف المصالح الأمنية الأمريكية”.

كما أبرز الطيار أن الزيارة تميزت بعقد عدة اجتماعات في غاية الأهمية، أفريل هاينز مديرة أجهزة الاستخبارات الوطنية، ومع مدير وكالة الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي.

والملاحظ من مستوى هذه الاجتماعات، يُضيف الطيار، هو الأهمية الكبيرة التي توليها مختلف المصالح الأمنية للشريك المغربي. نظرا لتأكدها من مصداقية هذا الشريك ومن قوته على المستوى العمل الاستخباراتي والأمني.

تعاون مستمر

 وأشار المتحدث، إلى أن هذا “يمكن ملاحظته في مختلف التقارير التي تصدرها الخارجية الأمريكية وكذا مختلف التصريحات التي يقدمها مسؤولو الإدارة الأمريكية والذين يشيدون بمصداقية ومكانة الاستخبارات والأجهزة الأمنية المغربية”.

واستحضر الطيار، أن أجهزة الاستخبارات المغربية، استطاعت أن تجنب الولايات المتحدة الامريكية عدة خسائر خاصة وأن تنظيم “داعش” استطاع أن ينفذ إلى الجيش الامريكي ويستقطب أحد عناصره والذي يخطط لتنفيذ عمليات خطيرة كانت ستكون خلال الانتخابات الأمريكية الأخيرة.

وأكد الخبير الاستراتجي والأمني، أن هذه الزيارة والاجتماع الذي أجراه حموشي والذي تناول مختلف التهديدات والمخاطر الأمنية خاصة منها شبكات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية، “ليس فقط على مستوى منطقة الساحل والصحراء وإنما أيضا على منطقة الشرق الاوسط وأوروبا ومناقشة موضوع الأمن السيبراني الذي أصبح يفرض نفسه بقوة في السنوات الاخيرة”.

وخلُص الطيار، إلى أن هذه الزيارة “هي تتويج لمكانة الأجهزة الأمنية المغربية، وتتويج للنتائج التي حصلت عليها أجهزة الاستخبارات المغربية على المستوى العالمي، إذ استطاعت انطلاقا من المقاربة الاستباقية أن تجنب العديد من الدول الكثير من الخسائر بتقديمها معلومات دقيقة عن المخططات الارهابية”

متانة التعاون الأمني

وقال بيان صادر اليوم الخميس، عن المديرية العامة للأمن الوطني أن المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني المغربي، عبد اللطيف حموشي، قد أجرى زيارة عمل إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال يومي 13 و14 يونيو.

وذكر بيان للمديرية، أن حموشي كان على رأس وفد أمني ضم مدراء وأطرا من المصالح المركزية للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.

وذكر البيان، أن هذه الزيارة تجسد متانة التعاون الثنائي الذي يجمع بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية في مختلف المجالات الأمنية.

وأضاف “خصوصا في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، كما أنها تأتي في سياق مطبوع بتعزيز وتطوير الشراكة الأمنية القائمة بين المصالح الأمنية المغربية والوكالات الفيدرالية الأمريكية المكلفة بالاستخبارات وتطبيق القانون”.

وأضاف المصدر نفسه، أن المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني عقد خلال هذه الزيارة جلسات عمل ومباحثات مع كل من أفريل هاينز مديرة أجهزة الاستخبارات الوطنية، ومع مدير وكالة الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي.

وأوضح البيان، أن اللقاءات “تناولت مختلف التهديدات الأمنية والمخاطر المستجدة على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما تمت مناقشة الآليات والسبل الكفيلة بمواجهة هذه المخاطر من منظور مشترك وجماعي قادر على تحقيق الأمن وإرساء الاستقرار الدوليين”.

محاربة الجماعات الارهابية

كما بحث حموشي مع مسؤولي المصالح الاستخباراتية والأمنية الأمريكية مختلف التحديات الأمنية والتهديدات التي تطرحها الجماعات الإرهابية وشبكات الإجرام المنظم في العديد من مناطق العالم، بما فيها منطقة الساحل والصحراء والشرق الأوسط وأوروبا.

وتم التطرق كذلك، يُضيف المصدر نفسه، “للعمليات الافتراضية” المرتبطة بمكافحة الخطر الإرهابي والجريمة المنظمة، خصوصا في أشكالها السيبرانية وارتباطاتها العابرة للحدود الوطنية.

وتميزت هذه الزيارة كذلك، يشير البيان، بتبادل الخبرات والتجارب وتقاسم المعلومات ذات الصلة بمكافحة التنظيمات الإرهابية وشبكات الجريمة المنظمة.

 كما تم التوافق كذلك على أهمية تنسيق الجهود المشتركة وتطوير آليات الرصد والمكافحة، بما يضمن التصدي الحازم لمختلف المخاطر والتهديدات المتنامية على الصعيد الدولي، بحسب البيان نفسه.

وتؤشر هذه الزيارة، وفق المصدر ذاته، على أهمية التعاون الثنائي الأمني بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارهما شريكين أساسيين في الجهود الدولية لتحقيق الأمن والاستقرار.

كما أنها تترجم الانخراط الراسخ لمصالح المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في المساعي الدولية الرامية لتحييد المخاطر والتهديدات المحدقة بالأمن الإقليمي والدولي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى