عامل كيني يكشف انتهاكات الحكومة القطرية في مواقع العمل
يتعرض العمال الأجانب لمعاناة يومية ضخمة في قطر، دون توقف، رغم ما تزعمه الحكومة من مساعيها لتحسين الأوضاع. بداية من درجات الحرارة العالية التي تصل بانتظام إلى 50 درجة خلال فصل الصيف. إذ يعملون في الغالب في الهواء الطلق حيث لا يوجد مكيف هواء أو مظلة تحميهم من أشعة الشمس الحارقة.
وقالت صحيفة “توكو” الكينية: إنه مع صناعة البناء المتعددة في قطر تستعد البلاد لاستضافة كأس العالم نهاية العام الجاي. إذ يتعرض معظم العمال لظروف قاسية. حيث يتُرك العمال لظروف الطقس القاسية، يكدحون من الصباح إلى المساء، وأحيانًا في وقت متأخر من الليل.
وأضافت الصحيفة: أنه تم الكشف عن أن العمال يتعين عليهم في كثير من الأحيان العمل ومعهم قطعة قماش قطنية حول لقبتهم أو تحت ذراعهم أو على وجههم من أجل تجميع العرق. وبنهاية أي مشروع يتم بناؤه يكون قد توفي بعض العمال بالفعل والباقي تتم إعادتهم لبلدانهم يعانون من سلسلة أمراض لا حصر لها، نتيجة العمل تحت أشعة الشمس الحارقة.
وأشارت إلى أنه مع تفكك آليات أجسامهم لفترات طويلة من الزمن، بالكاد يبقون على قيد الحياة لفترة طويلة. حيث اشتكى من ظروف العمل أحد الأفراد هو الكيني يدعى مالكولم بيدالي الذي كان حارس أمن في مدينة الدوحة حيث كان يدير مباني تابعة لمؤسسة قطر.
وقال العامل الكيني: إن رحلته بدأت خارج قطر في اليوم الذي قامت فيه المؤسسة بزيارة من كبار الشخصيات واضطر زملاؤه إلى البقاء في الحر من الصباح حتى وقت متأخر.
وأضاف مالكوم: “كنت أحرس كاميرات المراقبة حتى أستطيع أن أرى مكان الحراس، رأيت الناس يتصببون عرقاً ويكافحون من أجل البقاء في مكانهم”. ولم يكن مالكولم سعيدًا بما رآه، لذلك كتب مقالًا عن الموقف ووجد نفسه في مأزق. حيث تغريمه 800 ألف شيلينج كيني أي ما يعادل 6800 دولار.
وقال: إن شركته طاردته وسلمته إلى السلطات لاستجوابه حول سبب إفساده لاسم البلد، عند إطلاق سراحه. تم تغريم مالكولم 6800 دولار لارتكاب الجريمة وتم ترحيله إلى كينيا. مضيفا: “عندما تصبح قطر ساخنة للغاية، فإن الأشخاص الذين يشعرون بها أكثر من غيرهم هم العمال المهاجرون، لكن لا يتمتعون بحرية التعبير”.
وتابع: إن الحلقة المفرغة تتكرر والشيء المحزن هو أن المجندين الجدد سيظلون يغادرون بلدانهم بسبب الفقر ويبحثون عن مراعي أكثر اخضرارًا في الشرق الأوسط. لحسن الحظ. سيعود البعض قطعة واحدة، بينما قد لا يبقى البعض الآخر على قيد الحياة لفترة كافية حتى يتمكن أقاربهم من رؤيتهم مرة أخرى. مشيرا إلى “أن بعض العمال وقبل تسليم المشروع، يتم ضغط العمل بصورة كبيرة. فيعمل العمال لأكثر من 18 ساعة بدون راحة، بعضهم لا يحصل على ماء أو طعام، وهو الأمر الذي يعجل بوفاتهم”.
وقالت الصحيفة الكينية: إن 12 وكالة توظيف في قطر أغلقت في فبراير من هذا العام. على خلفية صلات بإساءة معاملة العمال الكينيين في الشرق الأوسط، وعدم العمل ضمن حدود قوانين العمل والهجرة.