اخترنا لكم

كلمة للتاريخ.. منهاج إماراتي لتقدم الأمم


ترقب المواطنون والمقيمون بدولة الإمارات كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بمجرد الإعلان عن توجيه سموه كلمة متلفزة، باستبشار وشغف شديدين.

وعندما تحركت عقارب الساعة لتؤشر إلى السادسة مساء الثالث عشر من يوليو الجاري.. كان الإنصات والانتباه وكل المعطيات والتفاصيل في مختلف أنحاء الإمارات تؤكد أن الجميع يتقاسم ترقب الحدث الجلل، والكلمة التاريخية، بقاسم مشترك من يقين التفاؤل.

كان هذا التفاؤل المسبق مبررًا للقاصي والداني، فالمتحدث هو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي خاطب شعبه حينما اشتد الخطب المرتبط بتداعيات كورونا حول العالم بمقولة شهيرة رافقها الفعل: “لا تشيلون هم”.

هو رئيس دولة الإمارات، الذي ارتبطت إسهاماته الإقليمية والعالمية بالتنمية المستدامة ودعم العمل الإنساني والخيري، وإرساء أسس ودعائم السلام والاستقرار ونبذ العنف… وغير ذلك من الجهود، التي تصب لصالح وخير البلاد.. وإن بَعُدَ جوارها، والعباد.. وإن اختلفوا عرقًا ولونًا وديانة.

تحدث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، إلى المواطنين والمقيمين في كلمته، وخصَّ كلا منهما بحديث لامَسَ القلوب قبل أن تعيه العقول، إلا أن المستمع الممعن، والقارئ لنص الكلمة، له أن يستنبط منظومة قيم في الحكم والإدارة الحكومية، والمسؤولية التي يتشاركها المجتمع، لتمثل منهاجًا إماراتيًّا يضمن تطبيقه تقدم الأمم وارتقاء الشعوب، من أجل تحقيق التنمية والازدهار.

لذا وجدنا في كلمة سموه ما يشير إلى:

تمكين الشعب والعمل على تحقيق راحته، وتقدير كل من يقدم الجهد المخلص مُسهمًا في تحقيق التنمية، هما من أهم القواعد الرئيسية، التي يمكن البناء عليها وفق الكلمة التاريخية، فالمواطن أولا.. إنها قاعدة ذهبية لبوصلة الحكم الرشيد والإدارة الحكومية الواعية والخطط الاستراتيجية والتنموية كافة، وفي الوقت نفسه فإن كل جهد يُبذل في سبيل تحقيق التنمية، خصوصًا من المقيمين، هو جهد مقدَّر، فيما تعد الموارد البشرية أثمن الموارد على الإطلاق، والتفاف الشعب حول قيادته أحد أهم مقومات تحقيق الاستقرار والتنمية.

سيادة الأمن وضمان الاستقرار هو البيئة اللازمة لتحقيق الازدهار والتنمية، وهو ما تؤكده الكلمة التاريخية أيضا، والتي شددت على الدور الفاعل للشباب، وأهمية التخطيط الواعي من أجل صالح الأجيال الحالية والقادمة.

تنويع الاقتصاد ضرورة مستنبطة أيضا وتعد من مقومات التأسيس للتنمية والازدهار، وهو تنويع يجب الحفاظ عليه، مهما بلغت قوة الاقتصاد، وتعزيز القدرة التنافسية يجب أن يكون عملية مستدامة، لا تحدُّها حدود، وهو ما يتطلب أيضًا تعزيز الإمكانات العلمية والتكنولوجية، وتعزيز دور القطاع الخاص كشريك رئيسي في التنمية.

الدول الناجحة لا تحبس ثمار خيراتها على نفسها، بل يجب أن يكون هناك دائمًا تعاون دولي وشراكات بناءة مع الدول الشقيقة والصديقة، وبذل الجهد من أجل دعم سيادة السلام، أما المساعدات الإنسانية فهي لصالح الإنسان ولصالح إعمار الكون، ويجب ألا تتقيد بأي اعتبارات أو تصنيفات مرتبطة بالعرق أو الديانة أو اللون.

السعي من أجل التنمية، على مشروعيته، لا يجب أن يكون على حساب الالتزامات الأخرى لأي دولة، لا سيما ما يتعلق منه بضرورات تحقيق التنمية للدول الأخرى، مثل إمدادات الطاقة أو غيرها، وهو ما يضمن توافر سبل الرخاء والتنمية للجميع.

بناء الدول وجهود تحقيق تنميتها وازدهارها هو ثمار جهد تراكمي، لذلك فإن جهود التنمية في الماضي، هي جهود يجب النظر إليها دومًا بتقدير واحترام، ثم البناء عليها، من أجل تحقيق التنمية المستدامة والازدهار المنشود.. مع السعي الحثيث لاستيعاب الأكثر تطورًا وتقدمًا والاستفادة من التنوع الحضاري والثقافي المثمر، يجب الحفاظ على مقومات الهوية الوطنية وثوابتها، بل يجب تدعيمها، والحرص على تناقلها واستدامتها جيلاً بعد جيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى