لإيجاد حل شامل للازمة الليبية.. مدير ‘سي آي ايه’ يلتقي الدبيبة وحفتر
في مؤشر على قرب الحسم الليبي مع الاهتمام المتزايد من قبل الإدارة الأميركية بالملف التقى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي ايه” وليام بيرنز الخميس كلا من رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة وقائد الجيش الوطني خليفة حفتر.
حيث تؤكد الزيارة أن الملف لم يعد محصورا لدى السفير والمبعوث الأميركي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، وأنه اصبح يحظى باهتمام أكبر لدى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.
كما تشير لقاءات بيرنز التي اقصت على ما يبدو قوى سياسية فاعلة على غرار رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس الحكومة المدعومة من البرلمان فتحي باشاغا ان هنالك توجها اميركيا على ما يبدو لدعم تقارب بين الدبيبة وحفتر في المرحلة المقبلة.
وياتي اللقاء على ضوء توافقات بين مجلس النواب والمجلس الاعلى للدولة بشان القاعدة الدستورية واجراء الانتخابات وفق خارطة طريق.
كما تاتي الزيارة على وقع متغيرات جيوسياسية دولية واقليمية وعلى خلفية الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا. حيث تسعى موسكو للتاثير في الملف الليبي من خلال علاقاتها بحفتر بينما تسعى واشنطن لقطع الطريق امام اية محاولة روسية لتعزيز نفوذها في ليبيا.
وياتي لقاء بيرنز بالدبيبة بعد أسابيع على تسليمه الولايات المتحدة متّهما بصنع القنبلة التي استخدمت لتفجير طائرة بانام الأمريكية فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية في العام 1988، وفق ما أعلنت الحكومة في طرابلس بينما تبحث حكومة الوحدة عن دعم غربي واميركي في مواجهة خصومها السياسيين.
واللقاء الذي جرى في طرابلس وأفادت وسائل إعلام ليبية بانعقاده، يندرج في إطار الزيارة الأولى لمدير للـ”سي آي ايه” إلى البلاد الواقعة في منطقة شمال إفريقيا منذ هجوم استهدف في العام 2012 مقر البعثة الأميركية في بنغازي وأسفر عن مقتل السفير الأميركي وثلاثة أشخاص آخرين.
وأوردت حكومة الوحدة الوطنية الليبية في بيان في صفحتها على فيسبوك “استقبل رئيس الوزراء الدبيبة بديوان مجلس الوزراء، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز رفقة القائم بالأعمال بالسفارة الأميركية والوفد المرافق له”.
وتابع البيان “حضر اللقاء، وزيرة الخارجية والتعاون الدولي نجلاء المنقوش، ورئيس جهاز المخابرات حسين العائب، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ورئيس الحكومة عادل جمعة”.
وأشارت الحكومة في بيانها إلى أن بيرنز أكد خلال اللقاء على “ضرورة تطوير التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين، مشيدا بحالة الاستقرار والنمو الذي تشهده ليبيا خلال الفترة الأخيرة”.
والشهر الماضي مثل ليبي متّهم بصنع القنبلة التي استخدمت لتفجير طائرة بانام فوق اسكتلندا في العام 1988 أمام محكمة أميركية، بعدما سلّمته حكومة الدبيبة إلى واشنطن.
وعرّضت الخطوة حكومة الدبيبة لانتقادات حادة بينما طالب البرلمان بملاحقة كل المتورطين في عملية التسليم قضائيا.
واتهم الدبيبة باستغلال ملف التسليم للحصول على دعم واشنطن في مواجهة خصوصه السياسيين بينما تؤكد السلطات الأميركية على ضرورة انهاء الجمود السياسي واجراء الانتخابات.
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي العام 2011، عانت ليبيا من الانقسامات والصراع السياسي وتتنافس فيها حكومتان على السلطة: واحدة مقرها طرابلس (غرب) برئاسة الدبيبة منذ مطلع عام 2021، وأخرى برئاسة فتحي باشاغا عينها مجلس النواب في مارس الماضي.
ويواجه الليبي أبوعجيلة مسعود خير المريمي الذي يشتبه بأنه عنصر سابق في الاستخبارات، عقوبة الحبس مدى الحياة في حال إدانته بتهمة “تدمير طائرة نجم عنه سقوط قتلى” وتهمتين أخريين على صلة بالتفجير الذي أسفر عن مقتل 270 شخصا، في اعتداء إرهابي هو الأكثر دموية الذي تشهده الأراضي البريطانية.
وعرّض تسليم أبوعجيلة لواشنطن الدبيبة إلى انتقادات خصومه السياسيين ومنظمات حقوقية وأقارب محتجزين ليبيين يخشون تسليم أبنائهم.
ويقول محلّلون إن السلطات الليبية في طرابلس لم يكن لديها خيار سوى الاستجابة للطلب الأميركي.
وتولى بيرنز منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية في مارس 2021، وزار ليبيا في العام 2014 بصفة مساعد لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط.
وكان بيرنز أول مسؤول رسمي أميركي زار ليبيا عند استئناف العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن ونظام الزعيم الليبي معمر القذافي في العام 2004.