لتسهيل إيصال المساعدات.. مطالب أممية لترك السياسة جانيا
دعت الأمم المتحدة “بوضع السياسة جانباً” لتسهيل إيصال المساعدات إلى المناطق المنكوبة بفعل الزلزال في شمال غرب سوريا. فهذه الأحداث الإنسانية تتطلب تدخلا عاجلا لإنقاذ المدنيين في المناطق المنكوبة.
وقد صرحت بعض المصادر أن قافلة مساعدات دخلت بالفعل الى المناطق المتضررة شمال سوريا من خلال معبر الهوى لأول مرة منذ الزلزال. فيما أثار الحادث المروع تساؤلات بشأن كيفية تعاطي الغرب مع النظام السوري.
وقال المصطفى بن المليح المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا: “ندائي هو.. ضعوا السياسة جانباً ودعونا نقوم بعملنا الإنساني”، مشدداً على أنه “لا يمكننا تحمل الانتظار والتفاوض. في الوقت الذي نتفاوض فيه، يكون قُضي الأمر”.
واضاف بن المليح: “نحتاج لإمكانية الوصول الكامل والى الدعم للوصول” إلى شمال غرب سوريا، وقد أشار أيضا، إلى مناطق تحت سيطرة فصائل جهادية ومعارضة في إدلب ومحيطها، تضررت بشدة جراء الزلزال الذي ضرب سوريا ومركزه تركيا المجاورة.
ومن جهتها أكدت تركيا أنها تعمل على فتح معبرين حدوديين مع سوريا للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى جارتها.
بموجب قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تم تخصيص معبر حدودي واحد فقط مفتوح في محافظة هاتاي، في جنوب تركيا، للمساعدات الحيوية للمناطق السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وصرح مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية التركي لصحافيين أن: “بعض الطرق تضررت على الجانب السوري من الحدود، تواجه مساعداتنا والمساعدات الدولية صعوبة في العبور بسبب الدمار”. وقال “لذلك نعمل على فتح معبرين آخرين”.
وتابع قائلا “نهدف أيضاً لأسباب إنسانية إلى فتح معابر حدودية مع المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة” في دمشق.
وعبرت الولايات المتحدة عن استعدادها لإرسال مساعدات إلى شمال غرب سوريا، لكن دون المرور عبر نظام الرئيس بشار الأسد.
فيما وجهت دمشق طلبا رسميا للاتحاد الأوروبي لمساعدتها على مواجهة الكارثة الطبيعية وإنقاذ من هم تحت أنقاض البنايات المدمرة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية اليوم الخميس إن النهج السياسي الذي تتبعه بلاده تجاه الحكومة السورية لن يتغير مضيفا أن المساعدات المقدمة لسوريا بعد الزلزال المدمر ستكون عبر المنظمات غير الحكومية وآلية الأمم المتحدة.
وأفاد فرانسوا ديلما: “نهجنا السياسي لم يتغير ونعمل لصالح الشعب السوري بخلاف بشار الأسد” في إشارة للرئيس السوري.
وقد تضررت الطرق المؤدية الى المعبر جراء الزلزال، ما يؤثر مؤقتاً على قدرة الأمم المتحدة على استخدامه، ويتم ُنقل المساعدات الإنسانية المخصصة لشمال غرب سوريا عادة من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار عن مجلس الأمن.
وقد تسبّب الزلزال المدمر بمقتل أكثر من 17 ألف شخص في البلدين، بينهم أكثر من 3 الاف شخصاً في سوريا، في حصيلة غير نهائية حتى مساء الأربعاء.
ومنذ نحو ثلاثة أسابيع لم يتم إرسال مساعدات من داخل سوريا، وفق المسؤول الذي حذّر من أن مخزون الأمم المتحدة يكفي لإطعام مئة ألف شخص لمدة أسبوع واحد.
وتابع “بمجرّد نضوبها، نحتاج إلى تجديدها وهذا هو ندائي، ليس لدينا متسع من الوقت للتحدّث في السياسة أو التفاوض”.
وشدد أن “الدمار في حلب وحمص واللاذقية وفي مناطق أخرى وفي أرياف هذه المحافظات هائل، لكننا نعرف أيضاً أن الدمار في شمال غرب البلاد هائل أيضاً وعلينا الوصول إلى هناك من أجل تقييمه”.
وقد أكد “أننا نحتاج دعم الأطراف المعنية لتسهيل الوصول سواء إلى شمال غرب سوريا أو إلى بقية أنحاء البلاد لأنهم هناك يعانون أيضاً، مؤكداً أنه “لا يمكن تجاهل” احتياجاتهم.
وأعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أن نقل المساعدات من تركيا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في سوريا من خلال المنفذ الوحيد الذي يُسمح باستخدامه، تأثر جراء الزلزال الذي ضرب البلدين.
وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي لسوريا قال إنه يأمل في استئناف نقل المساعدات، وبالفعل قال مسؤول في معبر حدودي إن قافلة تابعة للأمم المتحدة وتحمل مساعدات إنسانية دخلت سوريا اليوم الخميس من معبر باب الهوى مع تركيا لأول مرة منذ الزلزال المدمر.
وآنفا قال مصدران في مجال المساعدات ان قافلة تحوي ست شاحنات تنتظر العبور للوصول الى شمال غرب سوريا فيما ذكر مسؤول تركي أن معبر باب الهوى الحدودي مفتوح أمام المساعدات الإنسانية وأن السلطات ستفتح عددا قليلا آخر من المعابر بعد يومين إذا كان الوضع الأمني جيدا.
فيما قال مهنّد هادي منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية أن الأمم المتحدة تتعاون مع السلطات التركية، وقال “لحسن الحظ نسمع اليوم أن الطريق تفتح، ونأمل أن تكون لدينا إمكانية للوصول إلى الحدود”.
وأشار هادي إلى أن الشاحنات جاهزة للمغادرة في حال الضرورة، وأوضح في مؤتمر صحافي “نأمل أن نكون قادرين غدا على تسليم شيء ما ونعبر الحدود”، لكنه حذر من بعض الغموض بشأن الطريق في الجانب السوري مشيرا إلى معلومات “يصعب التحقق منها”.
أودى النزاع السوري منذ 2011 بنحو نصف مليون شخص وأجبر قرابة نصف السكان على مغادرة منازلهم ما اضطر العديد منهم إلى التوجه إلى تركيا.
وقال بن المليح “إنها أزمة فوق أزمة، فحتى قبل زلزال الإثنين كانت غالبية السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية”، وراكمت الكارثة الأخيرة مأساة فوق الأخرى.
وأضاف “ليس هناك معدات كافية للبحث والإنقاذ، ليس هناك معدات طبية كافية، ولا أدوية كافية”.