مساعي الإخوان للعودة إلى المشهد السوداني.. التفاصيل
حالة الصراع الراهن في السودان، رغم تداعياتها الكارثية على كافة المستويات.
حيث أصبحت بيئة مثالية أمام جماعة الإخوان لتحقيق مكاسب سياسية. وقد بدت بوادر هذا الصراع حاضرة بالفعل خلال الأيام القليلة الماضية، وعكسه خطاب التنظيم الذي حاول بشكل كبير توظيف الأزمة الراهنة لصالحه، ذلك إن لم يكن فلول التنظيم هم أحد أذرع تغذية هذا الصراع على حدّ وصف عدد من المراقبين.
وكشفت تقارير إعلامية أنه تحاول جماعة الإخوان جاهدة من أجل توظيف الظرف الراهن بشكل براغماتي بحت لتحقيق أهداف سياسية. وحجز مكان لها في الخارطة السياسية بشكل مسبق. وتشير أصابع الاتهام إلى عناصر التنظيم بالوقوف وراء إشعال فتيل الصراع وتغذيته لخدمة الأهداف ذاتها.
وكثف عناصر نظام الإخوان المعزول نشاطهم في الساحة السودانية رافعين رايات الحرب. وفتح جبهات من العداء السافر على الاتفاق الاطاري. وسط حملة تحريض للقوات المسلحة ودعوتها إلى الانسحاب من العملية السياسية تحت ذريعة قصورها على مجموعة سياسية محددة.
موقف الإخوان
سارع إخوان السودان منذ بداية الأزمة مطلع الأسبوع الجاري إلى إعلان موقفهم بالانحياز للفريق عبد الفتاح البرهان والجيش السوداني مقابل قوات الدعم السريع. في إجراء حاولت الجماعة تصديره باعتبار أنّه دعم لحالة الاستقرار والمؤسسات الوطنية. لكنّ مراقبين اعتبروا أنّ قرار التنظيم جاء كجزء من عملية اتفاق سياسي مسبق مع البرهان. مشروط بعودة الإخوان لممارسة السياسة مجدداً.
يقول الدكتور طارق البشبيشي، القيادي الاخواني المنشق، والباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية، إن جماعة الإخوان السودانية تحاول لعب أدوار جديدة في ضوء الصراع الراهن. وتستهدف أن يكون لها دور في عملية حسم هذا الصراع وفرض نفسها على المشهد السياسي في البلاد.
وأضاف الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية : تسعى الجماعة أن تلعب أدواراً جديدة في ضوء الصراع الراهن. وتستهدف الجماعة أن يكون لها دور في عملية حسم هذا الصراع. خاصة أنّ التنظيم كانت له علاقات وثيقة بالنظام السابق (نظام عمر البشير). وبالتالي الجماعة لديها صلات وتواصل مع عدد من المؤسسات الأمنية والتنفيذية داخل البلاد حتى اللحظة. وستسعى لتوظيفها بشكل كبير لتحقيق مكاسب سياسية في الوقت الراهن.
ولفت أن الإخوان هم من يجرّون الأوضاع في البلاد إلى حرب، لإجهاض الاتفاق الإطاري والعملية السياسية التي تؤدي في نهاية الأمر إلى حكومة مدنية. وخروج العسكريين من السلطة وممارسة السياسة، وأنه لا أحد في السودان لديه مصلحة في الحرب غير بقايا النظام البائد لقطع الطريق أمام التحول الديمقراطي وتفكيك بنية تنظيمهم داخل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية”.
جرّ البلاد إلى الحرب
المحلل السوداني والخبير الإستراتيجي خليل محمد سليمان، كشف في تصريحات إعلامية أن جماعة الإخوان سعت. وعملت بجهد خلال الفترة الماضية لجرّ البلاد إلى الحرب، بغرض الحيلولة دون الوصول إلى اتفاق سياسي نهائي يعيد مسار الانتقال الديمقراطي وتشكيل سلطة مدنية جديدة.
ولفت أنه سعت الجماعة الإرهابية وعملت بجهد خلال الفترة الماضية لجرّ البلاد إلى الحرب، بغرض الحيلولة دون الوصول إلى اتفاق سياسي نهائي يعيد مسار الانتقال الديمقراطي وتشكيل سلطة مدنية جديدة. وأن الهدف المحوري لتنظيم الإخوان ليس استعادة السلطة بالمعنى المحدد. بل خلق أوضاع فوضوية في السودان ليتسنّى لهم التمتع بالامتيازات التي حصلوا عليها. وضمان عدم محاسبة منسوبيه على الجرائم التي ارتكبوها خلال فترة حكمهم. ولكن في تقديره لن تمضي الأمور كما يشتهي أنصار البشير، فرغم الحرب ستنتصر إرادة الشعب السوداني.