السودان.. استمرار الأوضاع الإنسانية والكوارث
منذ شهر والشعب السوداني يعاني بشدة نتيجة حرباً بين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي وقوات الجيش السوداني بقيادة البرهان.
وتتساقط النيران في كل مكان بالعاصمة الخرطوم، وأصبح الكثير من المواطنين بلا مأوى نتيجة للأحداث، وضعاً وصف بأنه الاصعب عالمياً. بل أصعب من الوضع الإنساني في أوكرانيا والتي تعاني الحرب منذ أكثر من عام.
الوضع الإنساني خطير
وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الوضع الإنساني في السودان بأنه كان خطيرا بالفعل وأصبح الآن كارثيا، وذلك عقب الأحداث التي شهدها السودان منذ منتصف أبريل 2023. وأسفرت عن مقتل وإصابة مدنيين وعمال إغاثة واستهداف ونهب المنشآت. وخروج مئات الآلاف من السودانيين من بلدهم إلى دول الجوار، مثل التشاد وجنوب السودان ومصر.
وأضاف غوتيريش: أن الوضع أدى إلى خسارة فادحة في الأرواح بما في ذلك بين الكثير من المدنيين. وشدد على أن أي تصعيد آخر قد يخلف آثارا مدمرة على السودان والمنطقة.
فرار 100 ألف شخص من السودان
بينما أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن فرار أكثر من 100 ألف شخص من السودان إلى دول مجاورة، هربا من الاشتباكات. وقالت متحدثة المفوضية أولغا سارادوك إن “عدد الأشخاص الذين عبروا حتى الآن من السودان إلى الدول المجاورة يقدر بأكثر من 100 ألف”.
وأوضحت سارادو أن “العدد يشمل سودانيين ومواطني جنوب السودان العائدين إلى ديارهم، وأشخاصا كانوا بالفعل لاجئين داخل السودان هربا من القتال” في دول أخرى لم تسمها.
بينما تقول لجنة أطباء السودان: إن 66% من المستشفيات بالخرطوم ما زالت متوقفة عن الخدمة، حيث تعرضت 17 منها للقصف بأسلحة المتحاربين، و20 أخرى تعرضت للإخلاء القسري منذ بداية الحرب.
وأكدت اللجنة في آخر تقرير لها أن 59 مستشفى أساسيا في العاصمة والولايات متوقفة عن الخدمة من أصل 89. مشيرًا إلى أن 30 مستشفى تعمل بشكل كامل أو جزئي، وهي مهددة بالإغلاق أيضًا نتيجة نقص الكوادر الطبية والإمدادات الطبية والتيار المائي والكهربائي.
ويعاني شعب السودان من عمليات نهب كثيرة، حيث في عموم السودان، أصبحت السيولة نادرة، فالبنوك، التي تعرض بعضها للنهب، لم تفتح أبوابها منذ 15 أبريل. وسجلت الأسعار ارتفاعًا حادًا وصل إلى 4 أضعاف بالنسبة للمواد الغذائية و20 ضعفًا للوقود.
وقد أعلنت الأمم المتحدة أن برامجها المخصصة لتلبية الاحتياجات الإنسانية في السودان لم تؤمن سوى 14% من التمويلات اللازمة لعملياتها لهذا العام. وبالتالي فهي ما زالت بحاجة لـ1.5 مليار دولار لتلبية هذه الاحتياجات التي تفاقمت منذ اندلاع المعارك.