استنكار دولي وعربي شديد بعد سماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين السوريين بإحراق نسخة من المصحف الشريف أمام سفارة تركيا في ستوكهولم، التنديد جاء بعدما صرحت السلطات السويدية، في خطوة قد تعرقل مساعي السويد الرامية للانضمام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”.

ورفض العالم ما يقوم به المهاجرون واللاجئون في الدول الأوروبية، حيث حرق الكتب السماوية لا يوجد التسامح والتعايش، ونبذ الكراهية والتطرف.

حرق الكتب السماوية الثلاثة

خلال اليومين الماضيين، سمحت الشرطة السويدية للاجئ السوري أحمد علوش، بالحصول على تصريح من الحكومة السويدية بحرق التوراة والإنجيل والقرآن، وبتجمع يعتزم خلاله ثلاثة أشخاص إحراق نسخ من الإنجيل والتوراة أمام السفارة الإسرائيلية في ستوكهولم في قرار أثار تنديداً إسرائيلياً فورياً.

وأكدت الشرطة السويدية في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية أن الإذن لم يمنح على أساس طلب رسمي لإحراق كتب دينية، بل على أساس إقامة تجمع عام يتم التعبير خلاله عن رأي بموجب الحق الدستوري في حرية التجمع.

الإساءة للكتب السماوية أمر غير مقبول

وقال أستاذ العلوم السياسية السعودية “منيف الملافخ”: إن الأحداث الأخيرة حول حرق المصحف الكريم داخل الدول الأوروبية، هي أحداث غير مبررة وفيها تعدٍّ على مقدسات المسلمين، كما أن هذا الأمر تكرر  في أكثر من دولة أوروبية.

وأضاف وكان هناك استنكار دائم من العالم الإسلامي، والإشكالية أنهم يربطون هذه الأحداث بحرية الرأي والتعبير، وحرية والرأي عندما تمس المقدسات والكتب السماوية فإنه أمر غير مقبول، كما أن العالم الإسلامي مستاء من هذا الأمر، كما أن هناك جهودا حقيقية لإدانة أي تصرفات أو أعمال من شأنها التعدي على المقدسات.

وتابع الملافخ: إن ما حدث في العديد من الدول الأوروبية ومنها الدنمارك أو فرنسا أو السويد أيضا هو أمر يحتاج إلى وقفة صريحة وواضحة لضغوط من العالم الإسلامي.

ولفت ملافخ أن ما حدث من الوافد السوري بحرق القرآن بأنها نسخة ناقصة، هذا لا يبرر فعلته، وكان من المفروض أن يتم حرق الأجزاء الناقصة أو النسخة الناقصة حسب ما يدعي، بعيدا عن استفزاز مشاعر المسلمين وبعيدا عن أعين العامة، فاعتقادي أنه مطلوب من العالم الإسلامي أن يواجه هذه الحملات سواء في حرب القرآن الكريم أو الاعتداء على مقام النبي صلى الله عليه وسلم.

أمر مهين للعرب

ويقول “مختار غباشي” نائب مدير مركز الدراسات الإستراتيجية العربية: للأسف الشديد إن الذي نراه من مهاجر عراقي يقوم بحرق المصحف في السويد، ثم مهاجر سوري يعيد نفس حرق المصحف في مكان آخر أمر مهين للعالم العربي والإسلامي.

وأضاف أن قضية اللاجئين والنازحين كان واجبا أن تعالج في العالم العربي باعتبار أن العراق عربية وسوريا عربية وليبيا عربية لبنان والسودان عربية. لكن أن يترك هؤلاء لضغوط تمارس عليهم من قِبل العالم الغربي أو من قِبل المتطرفين أو الصهيونية العالمية. أتصور أن هذا أمر في منتهى الخطورة، كما أن إعطاء الحق أو تحريض مثل هذا المهاجر السوري أو العراقي باعتباره لا ملاذ له سوى إقامته في هذا البلد؛ حيث يضطر إلى حرق المصحف هذا أمر مشين ومهين، ونتمنى ألا يتكرر.

وأن ينظر العالم العربي والإسلامي نظرة معالجة لهذا الإثم وهذه الأزمة التي استخدمت من قِبل قوى إقليمية ودولية كبيرة، مثلما حدث في تركيا واستفادت من استغلال اللاجئين والنازحين لابتزاز العالم الغربي والولايات المتحدة الأميركية، ووصلت حالة الابتزاز لمنح تركيا 3 ملايين يورو في هذا النطاق.