رغم القلق الغربي.. مصر تسعى لتعزيز التعاون بين أفريقيا وروسيا
طالب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بضرورة العمل على تحقيق نتائج فعلية وعملية من القمة الروسية الأفريقية لصالح الشعوب الأفريقية في المقام الأول. خاصة وأن القمة تستهدف إرساء التعاون المستدام بين روسيا ودول القارة فيما ستثير القمة جدلا واسعا. خاصة مع سعي الغرب وخاصة الولايات المتحدة لعزل روسيا دوليا.
ودعا الرئيس المصري خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر قسطنطين بمدينة سان بطرسبرغ التي تستضيف القمة الروسية الأفريقية الثانية الخميس والجمعة. لتعميق علاقات الشراكة مع روسيا الاتحادية في إطار التطور المستمر الذي تشهده تلك العلاقات. والذي تكلل بالتوقيع على اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة عام 2018. وذلك وفق ما أكده المستشار أحمد فهمي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية.
وكشف فهمي ان الرئيس المصري اشاد بالتعاون الثنائي القائم في العديد من المجالات والمشروعات المشتركة الجارية. خاصةً مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ومشروع إنشاء محطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية.
من جانبه اكد موقع روسيا اليوم ان محطة الضبعة كانت على راس الملفات المطروحة بين الرئيسيين المصري والروسي. وان بوتين قال بان المشروع ينفذ حسب الخطة المعتمدة مضيفا ” لدينا مشاريع ضخمة وقوية في مجال الطاقة. وبشكل خاص مشروع بناء المحطة النووية. كل شيء يجري وفقا للخطة”.
وشدد المتحدث باسم الرئاسة المصرية على ان للرئيس الروسي. أشاد بـ”الدور المهم” الذي اضطلع به السيسي في إطلاق النسخة الأولى من القمة الروسية الأفريقية أثناء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي عام .2019
وقال أن الرئيس بوتين أشار إلى الأهمية التي يوليها لاستمرار التنسيق والتشاور مع الرئيس السيسي بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وتقديره لدور مصر “كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا”.
من جانب اخر قال الرئيس الروسي إلى أن ثلث حجم التجارة بين روسيا وإفريقيا يتم مع مصر. مضيفا “ارتفع حجم التبادل التجاري بين الدولتين بنسبة 8ر28% العام الماضي، وفي 5 أشهر من هذا العام ارتفعت بنسبة 7% أخرى عن العام الماضي”.
وبالإضافة للحديث عن العلاقات الاقتصادية المتميزة بين البلدين تناول الرئيسان المصري والروسي ملف الحرب الأوكرانية. حيث اكد السيسي في بيان نشرته الرئاسية المصرية على أهمية الإسراع بتسوية الأزمة الأوكرانية سياسيا وبشكل سلمي. لـ”تلافي تداعياتها الاقتصادية السلبية والحفاظ على الاستقرار الدولي”.
ومنذ 24 فبراير 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا، ما دفع عواصم في مقدمتها واشنطن إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو. مما خلف أزمات اقتصادية عالمية أثرت على دول عربية عدة بينها مصر.
ووفق بيان الرئاسة المصرية، “أحاط بوتين الرئيس المصري بمستجدات الأزمة الروسية الأوكرانية”.
وأكد السيسي في هذا الصدد لبوتين “دعم مصر لكافة المساعي التي من شأنها سرعة تسوية الأزمة سياسياً بشكل سلمي”.
وأشار إلى أن هذا الدعم من “أجل الحد من المعاناة الإنسانية القائمة، وإنهاء التداعيات الاقتصادية السلبية على دول العالم خاصة الدول النامية والأفريقية، والحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين”.
وأوضح البيان، أن السيسي وبوتين “بحثا تعزيز التعاون وتبادلا وجهات النظر بشأن عدد من النزاعات القائمة في منطقة الشرق الأوسط. وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في السودان وسوريا وليبيا، والقضية الفلسطينية”.
وأضاف أن” الرؤى توافقت على دفع الجهود من أجل استعادة وترسيخ الأمن والاستقرار والسلام لدول المنطقة. وعلى نحو يحافظ على وحدة وسيادة أراضيها وحقوق شعوبها المشروعة.
وبشأن القمة الروسية الإفريقية التي تلتئم اليوم الخميس، أكد الرئيس المصري “أهمية العمل على بلورة نتائج فعلية وعملية من القمة لصالح الشعوب الإفريقية بالمقام الأول”.
وأعرب عن “استعداد مصر لتعزيز مختلف أوجه التعاون الثلاثي بين البلدين في القارة الإفريقية”.