إلى أي مدى يؤثر التقارب الإيراني السعودي؟
زيارة إيرانية هامة للسعودية، حيث استقبل الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.
الزيارة الإيرانية للسعودية جاءت عقب تداعيات هامة في حقل الدرّة الخليجي، وكيف كانت التصريحات الإيرانية مثيرة للجدل، وذلك عقب مصالحة إيرانية خليجية برعاية صينية في مارس الماضي.
نقاش هام
وخلال اللقاء السعودي الإيراني تمت مناقشة فرص المستقبل، والعلاقات بين الرياض وطهران وسبل التعاون بين البلدين وتطويرها، وشهد اللقاء مناقشة تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة تجاهها، ونقل وزير الخارجية الإيراني في مستهل الاستقبال تحيات وتقدير رئيس إيران إبراهيم رئيسي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ولولي العهد الذي حمله تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين، وتحياته وتقديره للرئيس رئيسي.
وحضر الاستقبال من الجانب السعودي الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية، بينما حضر من الجانب الإيراني مستشار وزير الخارجية الدكتور علي رضا عنايتي، ومدير عام وكالة المراسم في الخارجية الإيرانية السيد محسن مرتضائي، والقائم بأعمال السفارة الإيرانية في الرياض حسن زرنكارا برقوني.
علاقات في المسار الصحيح
ويقول الباحث السياسي السعودي، منيف ملافخ، اعتقاد أن العلاقات السعودية الإيرانية بدأت في السير بالاتجاه الصحيح بشكل متسارع بعد توقيع الاتفاقية التي رعتها الصين وأدت إلى نمو العلاقات الدبلوماسية ما بين المملكة وإيران، هذه العلاقة حقيقة استمرت في النمو من خلال الزيارات المتبادلة بين طهران والرياض والتي أسفرت عن افتتاح السفارة الإيرانية وتعيين سفير لإيران وكذلك تسوية السفير السعودي في طهران.
وأضاف ملافخ في تصريحات لـ”العرب مباشر”: وبالتالي فإن هذا التطور في العلاقات بلا شك يصب في مصلحة الأمن الإقليمي، خصوصا أن المنطقة تشهد تغييرات جيوسياسية متعددة تلقي بظلالها على طبيعة التغييرات وعلى الأمن بشكل عام.
وتابع الملافخ: أعتقد أن الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الإيراني في السعودية والتي تعتبر أول زيارة حقيقية منذ قطع العلاقات الدبلوماسية ناقشا الكثير من الملفات السياسية والاقتصادية والتجارية، وتعميق هذه العلاقة من الناحية الدبلوماسية، كما رأينا في المؤتمر الصحفي بين وزيري خارجية البلدين في الرياض، لأن إيران ستدعم المملكة لاستضافة إكسبو وأيضا قبول الرئيس الإيراني لدعوة خادم الحرمين الشريفين بزيارة المملكة لتقوية العلاقات.
كل هذه الجولات والمفاوضات والوفود المشتركة والاجتماعات تؤدي بلا شك إلى تقوية هذه العلاقات بين الطرفين، وتؤدي أيضا إلى الاستقرار الإقليمي، ورأينا انعكاس ذلك الوضع في اليمن من خلال الهدنة مع الحوثيين، وأيضا انعكس على الجانب العربي فيما يتعلق بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، وهناك تيسير من المواقف وحلحلة كثير من الملفات المتعلقة بين الرياض وطهران.
وتوقع الملافخ أن يستمر هذا الزخم في تطوير هذه العلاقات وتنميتها للوصول إلى مرحلة متقدمة من التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، خصوصا أن إيران تدرك أن محيطها الإقليمي هو المحيط الذي تستطيع من خلاله التعاون مع دول الجوار، وبالتالي سينعكس على المنطقة بشكل عام.