هل هناك سياسة استعمارية فرنسية في أفريقيا؟
قال باحث سياسي، إن فرنسا ليس لديها سياسة استعمارية في أفريقيا كما كان في السابق، وهي السياسة التي وضعها الرئيس الراحل شارل ديغول العام 1958؛ لذلك لا يوجد أي رفض لباريس في القارة السمراء.
واعتبر الباحث في العلوم السياسية بمركز الدراسات الأفريقية بجامعة “ليدن الهولندية” رحمان إدريسا، أن “سياسة ديغول الاستعمارية والتي بلغت ذروتها بالثمانينيات في ظل العولمة الليبرالية المتطرفة ونهاية الحرب الباردة، بدأت تتلاشى خلال التسعينيات من القرن الماضي، لكن الأمر الأهم من ذلك هو أنه خلال السنوات الماضية سمحت أفريقيا لفرنسا بالاستمرار في تصور نفسها كقوة عظمى”.
وكانت سياسة ديغول تهدف إلى “وضع المستعمرات السابقة في القارة السمراء بخدمة عظمة فرنسا، وإبعادها عن القوتين العظميين، الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة”، وفق الباحث.
ونقل تحليل لصحيفة “لو موند” الفرنسية، عنه قوله إن “النظرة المعادية للفرنسيين التي يبدو أنها تحرك الجماهير في دول الساحل، من باماكو إلى نيامي مرورًا بواغادوغو، أثارت اهتمام العالم، خصوصا وأن لها تأثير واضح في المنطقة”.
وأضاف أن “الحكومات الأفريقية سقطت واحدة تلو الأخرى على يد الجيش كما لو كانت مجموعة من الدمى، بدعم كبير من الجماهير التي رفعت أعلام روسيا وهتفت بشعارات معادية لفرنسا، في إشارة واضحة إلى التحرر من الاستعمار، وكأننا نعود إلى عام 1960 الذي شهد استقلال البلدان الأفريقية عن المستعمر الفرنسي”.
وتابع: “بالنسبة للغالبية العظمى من العالم الذين لم يدركوا مسألة دول الساحل إلا عندما واجهوا هذا المشهد (الانقلابات)، فمن الواضح لهم أن فرنسا هي المسؤولة. لكن من غير الواضح ما الذي فعلته، لكن هذا القدر من الغضب “في الشارع” لا يمكن أن يكون بلا هدف”.
وخلص إدريسا إلى أن “الولاء الذي كان يطبع العلاقة بين الدول الأفريقية وفرنسا انتهى، وأصبحت علاقتهما يطبعها طابع الشراكة، إلا أن بقايا إرث الولاء (الاستعمار) أصبح مصدر إزعاج حقيقي في علاقتهما”.